تذخر الأسفار النبوية , بنبوات صريحة عن موت المسيح كفاد للبشرية , وقبل أن أذكر هذه النبوات وإتمامها الواضح الصريح في شخص المسيح , أود أن ألفت نظر القارئ إلى ملاحظة هامة جداً في العهد القديم :
حدثنا ((آرثر جلاس)) في رسالة له بعنوان ((اسم يسوع في العهد القديم)) قال : ((لقد كان ما يتعبني في خدمتي مع اليهود هو سؤالهم : إذا يسوع هو المسيا الذي تنبأت عنه كتب العهد القديم , فكيف لم يذكر اسمه فيها بحصر اللفظ ولو مرة واحدة ؟ , ومع أن اسم ((المسيح)) قد ذكر بحصر اللفظ في نبوات كثيرة مثل دانيال 26:9 حيث نقرأ ((يقطع المسيح وليس له)) , إلا أنني لم أكن أجد اسم ((يسوع)) إلى أن فتح الروح القدس عيني في يوم ما , فهتفت من الفرح إذ وجدت نفس الاسم ((يسوع)) موجوداً في العهد القديم حوالي مئة مرة , من سفر التكوين إلى سفر حبقوق , نفس الاسم الذي بشر به جبرائيل الملاك ((مريم العذراء)) في لو 31:1 فأين نجد اسم ((يسوع)) في العهد القديم ؟ في كل مرة تذكر فيها النبوة كلمة ((خلاص)) مع ضمير المتكلم أو المخاطب أو الغائب نجد أن هذه الكلمة هي نفسها ((يسوع أو يشوع yeshua)) التي استعملت في متى 21:1 حين قال ملاك الرب في الحلم ليوسف ((فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم)) ولنذكر أن الملاك لم يتحدث إلى يوسف باللغة اللاتينية , أو الانجليزية , أو اليونانية , بل باللغة العبرانية وقد فهم يوسف ومريم معنى هذا الاسم , إذ كانت العادة في العهد القديم أن يسمى الناس أبناءهم بأسماء ذات معنى ] راجع تكوين 25:10 – و 32:29 وخر 10:2 [ وعلى هذا فإننا نستطيع القول بأن ملاك الرب حين تكلم إلى يوسف وقال له ((فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع)) قال بالعبرانية ((فستلد ابنا وتدعو اسمه خلاص yeshua لأنه يخلص شعبه من خطاياهم)) وقد لمعت أمامي هذه الآية بنور وضاح بعد تجديدي بأربع وعشرين سنة إذ رأيت كل تدبيرات العهد القديم في هذا الاسم العزيز المبارك