رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل الله يمكننا تفصيل عمل الله بثلاث نقاط رئيسة: 1. خلق العالميبتدئ الكتاب المقدس "في البدء خلق الله السموات والأرض" ثم يلي ذلك قصة الخليقة فترينا المراحل المختلفة التي مرت بها. فقد كانت الخليقة على نوعين، أشياء لا حياة لها وأشياء حية. والأشياء الحية كانت على نوعين، نبات وحيوان. وحياة الحيوان أيضاً كانت على نوعين، دنيا وهي الحيوانات العجماوات وعليا وهي الإنسان. 2. حفظ العالموهنا يبرز لنا سؤالان عما يتعلق بالخليقة. (1) طريقة الخلق. كيف صنع الله العالم وكل ما فيه؟ وهناك عدة نظرات في الأمر إلا أننا منجذبون إلى تلك العبارة البسيطة "الله خلقه". إن كلمة "خلق" تحمل معها فكرة إيجاد شيء لم يكن موجوداً. لقد استُعملت هذه الكلمة لله وحده في الأسفار المقدسة. ولم يقل قط عن إنسان أنه خلق شيئاً. إنه لأمر هام الإشارة إلى أن كلمة "خلق" ترددت ثلاث مرات في قصة الخلق. أولاً، فيما يتعلق بالأشياء المادية. "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تكوين 1: 1) وليس هناك تعليل آخر لأصل المادة. ثانياً، فيما يتعلق بخلق حياة الحيوان. "فخلق الله التنانين العظام وكل ذوات الأنفس الحية الدبابة التي فاضت بها المياه كأجناسها وكل طائر ذي جناح كجنسه" (تكوين 1: 21). وليس هناك أيضاً تعليل آخر لأصل الحياة الحيوانية. ثالثاً، فيما يتعلق بخلق الإنسان. "فخلق الله الإنسان على صورته" (تكوين 1: 27). وليس هناك تعليل آخر لأصل الإنسان. فقد خلق الله الكون المادي وخلق الله الحيوان كما أنه خلق الإنسان. ولكن كيف خلق الله هذه الأشياء؟ إن الكتاب المقدس يعطينا الحقيقة على بساطتها دون أن يظهر لنا الأسلوب بأكثر من أن "قال ليكن فكان ...". "وقال الله ليكن نور فكان نور" (تكوين 1: 3). "وقال الله ليكن (الجلد) فاصلاً بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك" (تكوين 1: 6 – 7). "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة وكان كذلك" (تكوين 1: 9). "وقال الله لتنبت الأرض عشباً وبقلاً يبزر بزراً وشجراً ذا ثمر يعمل ثمراً كجنسه بزره فيه على الأرض وكان كذلك" (تكوين 1: 11). هذه هي العبارة التي تتردد في قصة الخليقة كلها: "وقال الله فكان كذلك". أما صاحب المزامير فيصف لنا الخليقة هكذا "بكلمة الرب صنعت السموات وبنسمة فيه كل جنودها" (مزمور 33: 6) "لأنه قال فكان. هو أمر فصار" (مزمور 33: 9). هذا ويتفق الكاتب إلى العبرانيين مع مرنم المزامير في تعليل الكون "بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" (عبرانيين 11: 3). (2) زمن الخلق. كم من الوقت قضى الله في خلق كل الأشياء؟ تقول الأسفار المقدسة أن الخليقة قد أكملت في ستة أيام: "لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها" (خروج 20: 11). ترى هل كانت تلك الأيام تعادل في طولها أيامنا ذوات الأربع والعشرين ساعة، أم كانت تشير إلى فترات زمنية غير محدودة؟ إن تعبير "مساء وصباح" قد فسره البعض بمعنى أن الأيام كانت في طولها كأيام الأسبوع. وقد يكون التفسير الآخر أكثر انطباقاً على كل الحقائق. فكلمة "يوم" قد استعملت مرات عديدة في الأسفار المقدسة لتدل على زمن غير محدد كما في "يوم الرب" و "يوم الخلاص" و "يوم الغضب" الخ .. استعملت كلمة يوم في سفر التكوين 2: 4 لتحوي كل الخليقة. "يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات". إن "كيف" و "متى" في الخليقة ليستا مهمتين كحقيقة أن الله صنعها بطريقته الخاصة وفي وقته هو. ليس الله صانع كل الأشياء فحسب ولكنه حافظها وضابطها أيضاً فهو لم ينسحب من الكون بعد أن خلقها. لكنه وضع أنظمة خاصة يسيّر بها الكون إلا أنه غير مقيد بهذه الأنظمة التي وضعها لأنه إذا رأى مناسباً أن ينسخها لأي مقصد فهو قادر على ذلك فللخوارق مكان في خطة الله. 3. الخلاصإن الله قصداً يريد أن يتممه في الخليقة أو بواسطتها. إن يده هي التي توجه الكون. قد تظهر بعض أعماله غريبة كما أن أعمال عنايته الإلهية غير مفهومة دائماً ولكن لنا الإيمان الذي يجعلنا نعتقد بأن الله يعرف كل شيء وإن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله" (رومية 8: 28). "لماذا يسمح الله للخطية أن تدخل خليقته ولماذا يسمح للشر أن يستمر في العالم؟" هذا السؤال طالما تردد على ألسنة الناس. لكنه سؤال ليس له جواب محدد يستوعبه عقل الإنسان المحدود. كما أن الله لم ير مناسباً أن يعطينا جواباً. ولكن هناك ثلاث حقائق نستطيع أن نتأكد منها. أولاً، لا يستطيع الشر أن يحدث بدون سماح الله به فالشيطان لم يستطع أن يضايق أيوب حتى سمح له الله بذلك. ثانياً: إن الله أيضاً يحدد المدى الذي يستطيع الشرب أن يمتد إليه فالشيطان بمضايقته أيوب لم يستطع أن يذهب لأبعد من المدى الذي سمح به الله. ثالثاً: إن الله غالباً ما يحوّل ما كان يقصد به شراً إلى خير وبركة. فقد قال يوسف لإخوته "أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكي يفعل كما اليوم ليحي شعباً كثيراً" (تكوين 50: 20). وقال مرنم المزامير "لأن غضب الإنسان يحمدك" (مزمور 76: 10). يجدر بنا ونحن نبحث في عناية الله أن نقول كلمة عن الملائكة. لقد خلق الملائكة قبل خلق العالم وهم كثر في عددهم. وقد وصفوا بأنهم أرواح خادمة. "أليس جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عبرانيين 1: 14). يستعمل الله الملائكة لتنفيذ خطط عنايته الإلهية "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصطدم بحجر رجلك" (مزمور 91: 11 – 12). عجيبة حقاً هي الخليقة الأولى. ولكن الأعجب منها هي خليقته الجديدة. "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كورنثوس 5: 17). إن الإنسان الذي خلقه الله على صورته أخطأ ضد الله وسقط من علياء مركزه جالباً الخراب لنفسه ولكل الجنس البشري. ولكن الله برحمته لم يتركه لمصيره. لكنه يسر له طريقة للخلاص بإرساله ابنه إلى العالم ليفدي الإنسان من الخطية بموته الكفاري على الصليب. إن موضوع الخلاص بكامله سيبحث في فصل آخر، ولكننا سنؤكد هنا بأن الخلاص هو عمل الله. فالله هو الذي أخذ زمام المبادرة في الخلاص، وهو الذي وضع خطة الخلاص والله هو الذي يخلص بنعمته. قال مرنم المزامير "للرب الخلاص" (مزمور 3: 8)، وأعلن بولس "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله" (أفسس 2: 8). وفي الأصحاح ذاته والعدد العاشر منه نرى هذه العبارة. "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع." "فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم" (مزمور 107: 8). |
|