رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
جلست فى الحديقة العامة و الدموع تملأ عيني. كنت فى غاية الضيق والحزن، ظروفى في العمل لم تكن على ما يرام، بالإضافة إلى بعض المشاكل الشخصية الأخرى.
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مقبلاً نحوى و هو يقول: "ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جداً". تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة، ولكني أردت التخلص من الطفل فقلت: "فعلاً، جميلة للغاية". عاد الولد فقال: "هل تأخذيها؟". دهشت و لكني أحسست إنني لو رفضتها سيحزن، فمددت يدي وقلت: "سأحب ذلك كثيراً، شكراً". إنتظرت أن يعطيني الوردة ولكن يده بقيت معلقة فى الهواء. وهنا ... أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي فى همومي. فالولد كان ضريراً!! أخذت الوردة من يده، ثم احتضنته وشكرته بحرارة وتركته يتلمس طريقه وينادي على أمه. بعض من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر... فلنتأملها في ضوء مختلف، مما سيدفعنا للشكر. فلنشكر الرب لأجل: * الضوضاء، لأن هذا يعني إنني أسمع. * زحمة المرور، لأن هذا يعني إنني أستطيع أن أتحرك و أخرج من بيتي. * النافذة المحتاجة للتنظيف والأواني التي فى الحوض، لأن هذا يعني إنني أسكن فى بيت، بينما غيري ليس لديه مكان يسند رأسه عليه. * البيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف، لأن هذا يعني إن لدي أصدقاء يحبونني. * التعب الذي أشعر به فى نهاية اليوم، لأن هذا يعني إن ربنا أعطاني صحة لأتمم واجباتي. * المنبه الذي يوقظني فى الصباح من أحلى نوم، لأن هذا يعني إنني ما زلت على قيد الحياة، و لدي فرصة جديدة للتوبة و العودة إلى الله. "إنه من إحسانات الرب إننا لم نفن، لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة كل صباح" |
|