رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة والدة الإله المعزية : أيقونة " لا تتكلمي " ÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷ توجد هذه الأيقونة في دير فاتوبيذي (دغل الفتى) في جبل آثوس. إعتنى بهذا الدير الأمبراطور ثيودوسيوس بعد نجاة إبنه من الغرق وتواجده قرب هذا الدير بطريقة عجائبية، فبنى الكنيسة الكبرى (البشارة) وشارك بنفسه مع بطريرك القسطنطينية في تكريسها. في أوائل القرن الرابع عشر، إقتربت عصابة لصوص من الجبل تنوي الدخول إلى الدير عند فتح أبوابه في الصباح، من أجل نهب ثرواته الكثيرة والفتك برهبانه، إلّا أنّ السيدة العذراء حارسة الجبل لم تسمح بتحقيق غاية اللصوص، ففي الغد ذهب كل من الإخوة إلى قلايته للاستراحة بعد صلاة السحر، وبقي رئيس الدير في الكنيسة. فسمع وهو يصلي صوتاً يقول له: "لا تفتحوا أبواب الدير اليوم، بل إصعدوا إلى السور وإطردوا اللصوص"، فإضطرب وذهب إلى مصدر الصوت، إلى أن إقترب من الأيقونة التي كانت على الحائط الخارجي للكنيسة، فأمعن النظر فيها، فبدت له منها أعجوبة مدهشة! ألا وهي أنه رسم والدة الإله ورسم طفلها على يدها قد إنتعشا، فبسط الطفل الإلهي يده على فم أمه وأدار وجهه إليها قائلاً: "لا يا أمي لا تقولي لهم هذا بل دعيهم يعاقبون". ولكن والدة الإله، أعادت قولها للرئيس مرتين وهي مجتهدة في إمساك يد إبنها وربها وفي تحويل وجهها عنه إلى الجهة اليمنى. تخشّع الرئيس ونادى الرهبان وقصّ عليهم ما حدث له، مكرراً حوار والدة الإله مع إبنها الرب يسوع بسبب كسلهم وتوانيهم في الحياة الرهبانية. ولاحظ الإخوة أن رسم السيدة العذراء ورسم إبنها الإلهي وهيئة الأيقونة بشكل عام قد إنقلبوا عكس ما كانوا عليه. فعظموا والدة الإله لحمايتهم ومجدوا الرب يسوع المسيح الذي رحمهم من أجل شفاعتها، وتعاهدوا على السلوك حسناً بجدّ ونشاط في حياتهم الرهبانية، وصعدوا إلى السور فدفعوا هجوم اللصوص. بقي رسم والدة الإله ورسم إبنها الإلهي حتّى الآن على المنظر ذاته الذي تحولا إليه عندما تكلما أمام رئيس الدير. أي بقي وجه العذراء محولاً إلى كتفها الأيمن ووجه طفلها متجهاً إليه. ++ تذكاراً لهذه الحادثة يُضاء منذ ذلك الحين قنديل أمام هذه الأيقونة المقدّسة، وأقيمت كنيسة على إسمها، حيث تقام كلّ يوم صلاة القداس الإلهي وصلاة البراكليسي. إن لهذه الأيقونة خاصيّة تلفت الانتباه ألا وهي أن منظر وجه والدة الإله يعبّر عن المحبة والحنان ويفيض باللطف، أما وجه الطفل الإلهي فهو عابس متجهم ويلاحظ في معالمه كلّها الغضب والوعيد ونظره طافح بالقسوة فيبدو وكأنه المسيح الديّان . ++ "يا ابني إن أقبلت لخدمة الربّ الإله، أعدد نفسك للتجربة" (بن سيراخ 1:2-2). "كلّ ما أتاك فاقبله واصبر على الألم في اتضاعك. كن صبوراً، لأنّ الذهب يجرَّب بالنار والناس المقبولون يجرَّبون في أتون التواضع" (بن سيراخ 4:12-5) |
|