رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رد على اعتراضات
الاعتراض الأول- الختان والمعمودية: يجابهني صديقي بهذا الاعتراض قائلاً- مهلاً مهلاً- أفليس كتابنا هو كتاب الرموز التي انحلت في فرائض وطقوس؟ وإن كان كذلك فالختان كان رمزاً للمعمودية، وكان الختان في العهد القديم للطفل الصغير فيصح إذا أن يعتمد ذلك الطفل في عصر النعمة وعهد الكنيسة. لكن الكتاب المقدس يعلن لنا إعلاناً صريحاً أن الختان ليس رمزاً للمعمودية للأسباب الآتية: (1) كان الناموس يحتم الختان على الطفل وهو في اليوم الثامن من دخوله إلى أرضنا، ولكن هل نجد في الكتاب أو في تقاليد الكنيسة أو في تعاليم الطوائف التي تعمد الأطفال هذا المبدأ؟ وهل تحتم أي طائفة ضرورة عماد الطفل في اليوم الثامن؟ إن لم يكن كذلك إذاً فالختان ليس رمزاً للمعمودية. (2) كان الطفل الذي لا يختن في اليوم الثامن "تقطع تلك النفس من شعبها" ولكن هل الطفل الذي لا يعتمد في اليوم الثامن يقطع من شعبه؟ جواب المنطق والواقع هو- كلا. إذاً فالختان لم يكن رمزاً للمعمودية، لأنه لو كان رمزاً لها لا نطبق الرمز على المرموز إليه. (3) كان الختان للذكور دون الإناث "ابن ثمانية أيام يختن منكم كل ذكر في أجيالكم" (تك 17: 12) لكن المعمودية للذكور والإناث على السواء لذلك نقرأ عنها بصريح اللفظ "اعتمدوا رجالاً ونساء" (أعمال 8: 12) فأين الانطباق للتوفيق. (4) كان الختان لوليد البيت والمبتاع بالفضة من ابن الغريب (تك 17: 13)، حتى أن إسماعيل الموصوف بأنه إنسان وحشي قد ختن هو الآخر، فهل يرضى لنا الحق المعلن في العهد الجديد بأن نعمد جوارينا وحتى أولئك الوحشين الذين يرغبون في العماد دون أن يتجددوا؟ أين انطباق الرمز على المرموز إليه؟ (5) كان الختان وصية يمارسها كل يهودي، سواء كان شريراً أم صالحاً- أما المعمودية فلا يصح أن يمارسها إلا الذين آمنوا فعلاً "من آمن واعتمد خلص" فأين الانطباق للتوفيق؟ (6) لم تقل الكنيسة الأولى في سفر الأعمال أن الختان كان رمزاً للمعمودية، فهل تعاليم الكنائس الحالية أعظم من تعليم المجمع المسيحي في الكنيسة الأولى، وهل التقاليد الكنسية أقدم من الحقائق الموحى بها من الله، لندرس كلمة الله وسنرى فيها كيف أن الرسل الأولين لم يعتقدوا أن الختان كان رمزاً للمعمودية، ففي الأصحاح الخامس عشر من سفر الأعمال نقرأ الحادثة الآتية: "وانحدر قوم من اليهود وجعلوا يعلمون الإخوة إنه إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا فلما حصلت منازعة ومباحثة ليست بقليلة معهم رتبوا أن يصعد بولس وبرنابا وأناس آخرون منهم إلى الرسل والمشايخ في أورشليم من أجل هذه المسألة فاجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الآمر فبعد ما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس وقال لهم أيها الرجال الإخوة أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون والله العارف القلوب شهد لهم معطياً لهم الروح القدس كما لنا أيضاً وبعد ما سكت أجاب يعقوب قائلاً....أنا أرى أنه لا يثقل على الراجعين إلى الله من الأمم بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم" (أعمال 15: 1-21) وإلى هنا أقف لأتحدث قليلاً إلى أولئك الذين يقولون بأن المعمودية قد حلت محل الختان فأقول لو كانت المعمودية قد حلت محل الختان، أفما كان الأولى أن بطرس ويعقوب وبولس يحلون النزاع الذي قام بخصوص الختان بكلمة واحدة فيقولون للمتنازعين- إن الختان كان رمزاً للمعمودية، وقد جاءت المعمودية بدل الختان فلا ضرورة للختان بعد الآن؟ لكن المجمع الذي عقده الرسل لم يقل ذلك، لأنه لم يؤمن بذلك فما كان الختان يوماً رمزاً للمعمودية. (7) لو كانت المعمودية قد حلت محل الختان، فلماذا أختتن تيموثاوس بعد عماده بمدة طويلة (أعمال 16: 3) إن المنطق يقول: إنه لو كانت المعمودية جاءت بدل الختان لما ختن بولس تيموثاوس بحال ما. (8) لقد أختتن المسيح في اليوم الثامن بحسب الناموس (لو 2: 21) ولكنه اعتمد في بدء خدمته (لو 3: 21-22) فلو كانت المعمودية قد جاءت محل الختان، فالشخص المختون لا يجب أن يعتمد، وبالأولى كان المسيح لا يعتمد إذ ما الداعي لإجراء فريضتين في معنى واحد؟ إذاً فالختان لم يكن رمزاً للمعمودية. (9) بقيت بضعة آيات وردت في رسائل بولس تتعلق بهذا الموضوع أذكرها للتعليق عليها ففي رسالة كولوسي نقرأ "وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية للموت التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" (كولو 2: 13) وأمام هذه الآية يقول المعترضون أن الختان كان رمزاً للمعمودية ولكن لنأت للآية فهي تقول "وبه أيضاً ختنتم ختاناً غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح، فما هذا الختان الغير مصنوع باليد؟ أهو المعمودية بالماء وهي تجري على أيدي خادم من البشر؟ أم هو شيء آخر حدثنا عنه الكتاب؟ دون ريب إن هذا الختان الغير مصنوع بيد هو ما قصده الرسول بولس عندما قال "وختان القلب بالروح- أي ليس بيد- لا بالكتاب هو الختان الذي مدحه ليس من الناس بل من الله" (رو 2: 29) نعم بعد هذا الختان الروحي في القلب يقول "مدفونين معه بالمعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه بإيمان عمل الله الذي أقامه من الأموات" فبعد أن يتطهر القلب بالتجديد بروح الله، حينئذ يموت الإنسان عن الخطية ويعتمد ليعلن أمام الملأ دفنه مع المسيح وقيامته معه للسلوك في جدّة الحياة، وأمام هذا النور الساطع يظهر لنا أن الختان لم يكن رمزاً للمعمودية، وإنما كان رمزاً لختان القلب بالروح. وتوجد آية أخرى جاء فيها ذكر الختان وردت في رسالة رومية حيث يقول بولس "فآمن إبراهيم بالله فحسب له براً وأخذ علامة الختان ختماً لبر الإيمان" (رو 4: 3-11) فأي ختم هذا الذي أخذه إبراهيم؟ ولماذا آخذه؟ الكتاب يقول "أنه أخذ علامة الختان ختماً لبر الإيمان" وأنه أخذ هذه العلامة بعد الإيمان؟ فهل نتعلم من هذه الآية أن الختان حل محل المعمودية؟ وهل المعمودية هي ختم الإيمان؟ لنعد إلى كلمة الله لنسمع حكمها، فالمعمودية لم تكن في يوم ما ختماً لبر الإيمان، وإنما ذلك الختم هو ما قال عنه بولس في رسالته إلى أفسس "الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس" (أفسس 1: 13) ومن هذه الآية نرى أن الختم ليس هو معمودية الماء بل هو روح الله في قلب الأبناء فالختان إذاً ليس رمزاً للمعمودية إنما هو رمز لختان القلب بالروح لا بالكتاب الذي مدحه من الله لا من الناس" (رو 2: 29) (10)لقد أعطى الله وصية الختان للشعب الإسرائيلي لكي يحفظ ذلك الشعب من الاندماج بالأمم، ليكونوا وحدهم وليحفظوا أقوال الله ومواعيده، لذلك أطلق اليهود على كل أممي إنه "رجل أغلف" بعيد عن رعوية إسرائيل وغريب عن عهود الموعد. وعلى هذا كان الختان هو الطريق إلى عضوية الأمة اليهودية، لكن المعمودية ليست هي الطريق إلى عضوية الكنيسة بحال ما إذ يصرح الكتاب أن الطريق إلى عضوية الكنيسة هو نوال الخلاص كاختبار شخصي كما يقول صاحب سفر الأعمال "وكان الرب يضم كل يوم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أعمال 2: 47) فاليهودية كانت دين دولة، والطريق إلى التجنس بجنسية هذه الدولة هو الختان، لكن المسيحية هي دين الاختبار الشخصي "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3: 16) "أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يو 10: 9) وقال يسوع أيضاً "أنا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 14: 6) فهل وضح للقارئ الكريم أن الختان لم يكن رمزاً للمعمودية على الإطلاق؟ |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اعتراضات جغرافية في سفر دانيال في الكتاب المقدس |
اعتراضات على سفر يهوديت |
النبوات | اعتراضات والرد عليها في سفر طوبيت |
اعتراضات على استعمال البخور |
اعتراضات والرد عليها |