رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعياد السيدية — القس إبراهيم إبراهيم 1. عيد دخول السيد المسيح أرض مصر. 2. عيد الصعود المجيد. 3. عيد العنصرة (عيد حلول الروح القدس على الكنيسة). 4. عيد التجلى المجيد. 5. عيد الميلاد المجيد (مولود من السماء). 6. عيد الختان المجيد. 7. عيد الغطاس المجيد (عيد الظهور الإلهى). 8. عيد عرس قانا الجليل. 9. عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل. 10. عيد البشارة المجيد. 1. عيد دخول السيد المسيح أرض مصر تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بالقطر المصري وخارجه بل والشعب المصري كله بعيد جليل آلا وهو عيد دخول رب المجد يسوع المسيح الى أرض مصرنا الحبيبة. مهد الحضارة والعلم ارض الغرباء وملجأ المضطهد. فقد جاء الرب إلى ارض مصر تتميماً لكلامه منذ القدم على فم أشعياء النبي (هوذا الرب راكب سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف اوثان مصر ويذوب قلب مصر فى داخلها) (1ش1: 19) وأيضاً على فم هوشع النبي (لما كان إسرائيل غلام أحببته ومن مصر دعوت أبني) (هوشع 1: 11) فتتميماً للنبوة فى ملئ الزمان لما ولد رب المجد يسوع المسيح متجسداً من السيدة العذراء مريم لكي بخلص أدم وبنيه.. أراد هيرودس الملك أن يقتل الطفل الإلهي الذي عرف عنه أنه ملك الملوك من المجوس.. فلما هما واعد العدة لكي يقتل الطفل الإلهي ظهر الملاك إلى يوسف في حلم قائلاً (قم وخذ الصبي وأمه وأهرب الى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي لهيكله، فقام وأخذ الصبي وأمه وأنصرف إلى مصر) (مت 13: 2، 14) قام يوسف النجار خادم سر التجسد الإلهي وأخذ الطفل يسوع وأمه اتجهوا إلى مصر. لقد سارت العائلة المقدسة من اليهودية الى ربوع مصر بعد آن خرجوا من شبه جزيرة سيناء ووصلوا الى العريش ثم بور سعيد ثم الىتل بسطة ثم بلبيس، سمنود، البرلس، المحلة، سخا، كفر الشيخ، وادى النطرون، المطرية (عند شجرة مريم التى جلست تحتها العائلة المقدسة لكى تستريح) ثم المعادى، بابليون، مصر القديمة، وقد أقامت العائلة المقدسة فى كهف فى هذه المنطقة حالياً كنيسة ابى سرجة، البهنسا، جبل الطير، الأشمونين قرب ملوى وهناك عوملو بشدة وقساوة فهربت الى مير ثم الى جبل قسقام وهو الأن الدير الشهير بالمحرق وفى هذا الدير استقرت الرحلة 6شهور وعشرة أيام والحجرة التى أستراح فيها رب المجد يسوع المسيح أصبح فيما بعد مذبح بأسم العائلة المقدسة تتميماً لنبوة أشعياء (فى ذلك اليوم يكون مذبحاً فى وسط ارض مصر) وبالفعل يقع هذا المذبح فى منتصف القطر المصرى تماماً ما الحكمة فى هروب السيد المسيح الى أرض مصر (1) لينشهر خبر ميلاد رب المجد يسوع المسيح فى العالم كله لأن مصر كانت مهد الحضارة ومنبع العلم والثقافة – لذلك ينتشر من خلالها الأخبار والعلوم الى بلاد الدنيا.. ليعرف العالم أجمع خبر ميلاد رب المجد يسوع المسيح وليعرف العالم كله أن الأشارات والنبوات التى عنه فى العهد القديم تمت فيه وبكل وضوح ففى أشعياء النبى نقرأ [ هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم الى مصر فترتجف أوثان مصر من جهة ويذوب قلب مصر من داخلها (اش1: 19) وكانت السحابة المشار اليها هى السيدة العذراء مريم ويؤكد هذا ما قاله القديس كيرلس الكبير انها القديسة مريم العذراء التى قدسها روح الرب فصارت حقيقة ومرتفعة تحمل رب المجد يسوع المسيح لتهرب به الى مصر من وجه هيرودس (مت13: 2-15) وبدخوله الى مصر الطيبة تحولت مصر من عبادة الأوثان الىمعرفة الأله الحق فبدخوله الى أرض مصر أرتجفت الأوثان وأهتزت العبادة الوثنية وذاب قلب المصريين حباً ليقبلوه ساكناً فيهم، اذ يقول [السحابة المتألقة التى حملت الرب يسوع الى مصر هى أمه العذراء مريم التى فاقت السحاب طهراً ونقاء. اما المذبح الذي اقيم للرب فى وسط ارض مصر فهى الكنيسة المسيحية (2) مصر رائدة العلم الأممى فكانت بفرعونها تثير فى العهد القديم الى العبودية وبخصوبة ارضها تثير الى حياة الترف. ولكن السيد الرب يسوع المسيح أراد أن يحولها من العبودية الى الحرية وتعديها ليقيم فى وسط ارضها الأممية مذبحاً له فيقول أشعياء [ فى ذلك اليوم يكون مذبح للرب فى وسط مصر وعمود للرب فى تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود فى ارض مصر.. فيعرف الرب فى مصر ويعرف المصريون الرب فى ذلك اليوم، ويقدمون ذبيحة وتقدمة وينذرون للرب نذراًويوفون به.. (مبارك شعبى مصر) أهتم الرب بهذه الزيارة الفريدة ليجعل مصرمركز إشعاع إيمانى حى بعد أن كانت ممتلئة من عبادة الأوثان حتى كانت تعبد عجل أبيس والقطط والتماسيح.. وتحولت من كونها أكبر معقل للوثنية الى أعظم مركز للفكر المسيحى والعبادة الروحية فى فترة وجيزة، وتلألأ نجم الكنيسة المصرية بمدرسة الأسكندرية رإقامة عمود للرب فى تخمها والمقصود بهذا العمود هو القديس مارمرقس الرسول الذي جاء الى الإسكندرية على تخم مصر يكرز بالإنجيل ويقيم مذبح كنيسة العهد الجديد لكى يتمتع المصريون بالخلاص ويكون الرب نفسه محامياً وشفيعاً ومنقذاً لهم (1ش2: 19). وأصبحت كنيسة الأسكندرية ومدرستها اللاهوتية معلمة اللاهوت وتفسير الكتاب المقدس للعالم المسيحى الأول وقائدة حركة الدفاع عن الإيمان المستقيم على مستوى مسكونى، ومن مصر إنطلقت حركة الرهبنة المسيحية لتسحب قلب الكنيسة الى البرية فى حياة ملائكية. كما حملت الكنيسة المصرية صليب عريسها عبر الأجيال وقدمت أعداداً لا حصر لها من الشهداء والمعترفين. (3) هروب السيد المسيح من الشر (شر هيرودس) أكد حقيقة تجسده المجيد وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم لو انه منذ طفولته المبكرة أظهر عجائب لما حسب إنساناً (4) هروبه كممثل للبشرية يقدم لنا منهجاً روحياً اساسه عدم مقاومة الشر بالشر وكما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم أن النار لا تطفأ بالنار بل بالماء. الدروس المستفادة من رحلة الهروب الى ارض مصر (1) انظروا الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم (عب 13: 7) الجندى المجهول.(القديس يوسف النجار) لقد إجتاز القديس يوسف النجار تجارب نفسية عده ولكنه إحتملها بفرح فإن حياته كانت تمتزج بالام دون أن يفقد سلامه ولا إيمانه. عند ذلك يعلق القديس يوحنا ذهبى الفم على يوسف النجار عندما كلمه الملاك. أن يوسف النجار لم يتعثر عن سماعه قول الملاك (خذ الصبى وأمه وأهرب الى مصر) ولاقال هذا أمر صعب، الم يقل لى انه يخلص شعبه فكيف لا يقدر ان يخلص نفسه. مثلما قال اللص اليسار على الصليب. ابداً لم يقل شيئاًمن مثل هذا لأنه رجل ايمان بل ولا سأل عن موعد رجوعه، إذ لم يحدده الملاك بل قال له (كن هناك حتى أقول لك) لم يحزن بل كان خاضعاً ومطيعاً يحتمل هذه التجارب بفرح. هكذا يمزج الله الفرح بالتعب وذلك مع كل من يتقونه (أحسبوه كل فرح يا إخوتى عندما تقعون فى تجارب متنوعة عالمين ان امتحان إيمانكم ينشىء صبراً وأما الصبر فليكن له عمل تام لكى تكونوا كاملين غير ناقصين فى شىء) (يع2: 1، 3) فقد رأى يوسف النجار السيدة العذراء مريم حاملاً فأضطرب وبدأ يشك وفى الحال وقف به الملاك وبدد شكه ونزع عنه خوفه. وعندما عاين الطفل مولود اًمتلأ فرحاً عظيماً وتبع هذا الفرح ضيق شديداً إذا اضطربت المدينة وامتلأ الملك غضباً يطلب الطفل ليهلكه وجاء الفرح يتبع الإضطراب بظهور النجم وسجود الملوك . مرة أخرى يلى هذا الفرح خطر وخوف من هيرودس يطلب حياة الطفل واعتزم يوسف ان يهرب الى مدينة أخرى. هذه هى صورة الحياة الإيمانية الحقيقية (2) ان السيد المسيح يعطينا مثلاً عملياً فى كيفية الهروب من الشر له المجد كان من الممكن أن يبيد هيرودس اغريباس بنفخة من فمه او بنظرة من عينيه أو بالأشارة منه ولكنه لم يفعل هذا بل هرب الى أرض مصر لكى يعلمنا السلام لأنه ملك السلام يعلمنا كيف نهرب من الشر. وهو الذي قال على فم انبيائه (الذكى يبصر الشر فيتوارى والحمقى يعبرون فيعاقبون. ثواب التواضع ومخافة الرب هو غنى وكرامة وحياة) (أمثال4: 22، 3) وعلى فم القديس بولس الرسول يقول (أما آنت يا إنسان الله إهرب من هذا وأتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الإيمان الحسن وأمسك بالحياة الأبدية) (اتى11: 6، 12) وكما قال للوط أهرب لحياتك لا تنظر الى ورائك ولا تقف فى كل الدائرة أهرب الى الجبل لئلا تهلك (تك 17: 19) 2. عيد الصعود المجيد “وأخرجهم خارجاً إلى بيت عينيا ورفع يديه وباركهم وفيما هو يباركهم أنفرد عنهم وأصعد إلى السماء” (لو5: 24) قال القديس يعقوب السروجى [ لقد جمع السيد المسيح تلاميذه على جبل الزيتون، ومن الزيتون يخرج زيت المسحة، ومن هناك أعطاهم سر المسحة، لقد جمعهم إلى ذلك الجبل ليزودهم بالزيت ليرشم كل الأرض. أعطى المسحة من جبل الزيتون ولتكون لخلاص العالم كله.. ]. وعندما نتأمل فى جبل الزيتون نجد أن هذا الجبل هو الذى ذهب إليه السيد المسيح فى طريقه إلى الموت موت الصليب، هو هو نفس الجبل الذى صعد من عليه إلى السماء. لكى يعطينا درساً إنه لايمكن أن ندخل نعبر إلى السماء إلا من خلال جبل التجارب والضيقات [إنه بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله] (اع22: 14). صعد إلى السموات: صعد الرب يسوع المسيح إلى السماء ليؤكد حقيقة أنه ليس ملاكاً ولانبياً بل هو الله ذاته الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمه قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى (عب 1: 3) إذ [ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو فى السماء] (يو13: 3). ودعا نفسه إبن الإنسان ليؤكد حقيقة انه بالرغم من ألوهيته إلا أنه أخذ جسد تواضعنا من السيدة العذراء جسد بشرى كامل وليس جسد هيولى لذلك دعا نفسه بإبن الإنسان بحسب الجسد لكنه هو إبن الله بحسب الطبيعة الإلهية فلما أخذ جسدنا وصار بيننا أكد أنه هو هو الله ولكنه ظهر فى الجسد وقد أكد أنه من فوق بقوله [أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم أما انا فلست من هذا العالم ].(يو23: 8). بعض من الأنبياء صعدوا كما لو إلى السماء مثل إيليا وأخنوخ والقديس بولس الرسول إلى السماء الثالثة. ولكن رب المجد يسوع المسيح صعد إلى السماء عينها بقوة لاهوته الذى لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولاطرفة عين من بعد الأتحاد. وقد ظن البعض أن صعود رب المجد يسوع المسيح إلى السماء من وحى الخيال ولكن أيوب الصديق أعلن بروح النبوة تصديقاً لصعود الرب صعود حقيقى وهو يتنبأ عن سر الثالوث القدوس قائلاً [من صعد إلى السموات ونزل؟ من جمع الرياح فى حفنتيه؟ من صر الماء فى ثوب؟ من ثبت جميع أطراف الأرض؟ وما إسمه؟ وما إسم إبنه إن عرفت؟!! ] (ام4: 30). فصعد الرب إلى السماء موطنه الأصلى مؤكداً الإشارات والنبوات التى تمت فيه وكان صعوده من قمة جبل الزيتون الذى كان فى مواجهة الباب الشرقى لأورشليم وحالياً يوجد على هذا الجبل كنيسة باسم الصعود. لذلك الكنيسة فى صلواتها وكافة طقوسها تتجه إلى ناحية الشرق تجاه مكان صعود الرب ومجيئه الثانى مؤكداً ذلك ما قاله الملاكان للتلاميذ [أيها الرجال الجليليون مابالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذى أرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء] (اع11: 1). صعد الرب إلى السماء لكى ما يصعد قلب الإنسان إليه فى الأعالى كما يردد الشعب عند سمعه قول الكاهن فى القداس الألهى أين هى قلوبكم؟ فيجاوب الشعب ويقول هى عند الرب وليرفع نظر الإنسان من الأرضيات إلى السمائيات (غير ناظرين إلى الأشياء التى ترى بل إلى الأشياء التى لا ترى لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية) (2 كو 4: 18). وجلس عن يمين أبيه: وجلس عن يمين أبيه تتميماً لقوله على فم داود النبى قائلاً[قال الرب لربى أجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ] (مز 110: 1) وقد شرح السيد المسيح هذه الأية الدالة على صعوده وجلوسه عن يمين أبيه ليؤكد لجماعة الفريسين أنه هو المكتوب عنه فى الأنبياء والمزامير بقوله لهم كيف يدعوه داود بالروح رباً قائلأ [ قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعدائك موطئاً لقدميك ]. أى كيف يدعوه رباً إلا إذا كان مؤمناً انه هو نفسه الرب الذى نزل من السماء. وفى موضع أخر رد الرب يسوع على رئيس الكهنة قائلاً [من الأن تنظرون ابن الإنسان جالساً عن يمين عرش الله] (عب2: 12) وكلمة عن يمين الله لايقصد بها أن الله محدود بحدود يمين ويسار وأمام وخلف حاشا لله أن يكون محدوداً بحدود فهو مالىء كل مكان ولا يحويه مكان . ولكن كلمة يمين قالها الرب كوسيلة أيضاح للمعنى الذى يقصده وهى المقصود منها القوة والعظيمة والمقام الملكى السماوى. بركات عيد الصعود المجيد: (1) قبول الروح القدس قبل صعود الرب الى السماء قال لتلاميذه الأطهار [خير لكم أن أنطلق لأنه إن لم أنطلق لايأتيكم المعزى ولكن: إن ذهبت أرسله إليكم ] (يو7: 16) والمقصود بالروح القدس هنا هو روح الله القدوس وليس نبياً معيناً أو رئيس أباء بل هو روح الله نفسه الباركليت فبالصعود وصلنا على أعظم بركة غمرتنا كانت هى ولاتزال بركة. حلول الروح القدس على الكنيسة. (2) مواهب الروح القدس فبصعود الرب إلى السماء وإرساله الروح القدس لنا ليمكث فينا إلى الأبد أخذنا عطايا ومواهب الروح القدس الفياضة [إذ صعد إلى العلا وسبى سبياً وأعطى الناس عطايا] (اف8: 4). [أعطى البعض ان يكونوا رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين] (اف11: 4).تلك بعض عطايا المسيح عند صعوده وقد أشار إليها القديس بولس الرسول بقوله(أنواع مواهب موجودة ولكن الروح الواحد.وأنواع خدم موجودة ولكن الرب واحد.وأنواع أعمال موجودة ولكن واحد الذى يعمل الكل فى الكل.. .فإنه يعطى بالروح كلام حكمه ولأخر كلام علم يحسب الروح الواحد ولأخر مواهب شفاء بالروح الواحد.. .) (1كو 12: 4 14). (3) وأعطانا أيضاً ثمار الروح القدس وعدد ثمار الروح القدس (9) تسعة وهم: (1) محبة (2) فرح (3) سلام (4) طول أناة (5) لطف (6) صلاح (7) إيمان (8) وداعة (9) تعفف (غلا22: 5) (4) الأعداد للمستقبل الأتى ومن هذه البركات أيضاً تهيئة المكان للمؤمنين المنتصرين كما قال رب المجد يسوع [أنا أمضى لأعد لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم المكان أتى أيضاً وأخذكم إلى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً وتعلمون الطريق ] (لو2: 14). وكانت نتيجة هذه البشرى السارة المباركة وهذا الإعلان السعيد أن التلاميذ رجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم وكانوا كل حين فى الهيكل يسبحون ويباركون الله (24: 52). ولا تزال الكنيسة حتى الآن فرحة وسعيدة بهذه البشرى السارة وتنتظر مجىء الرب جتى يأخذها إلى السماء بفرح. (5) الإعلان عن مجيئه الثانى ومن بركات الصعود ايضا تلك ما تنتظره الكنيسة وهو مجىء السيد المسيح إليها من فوق جبل الزيتون كما قال الملاكان للتلاميذ وهم يشخصون إلى السماء ” أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذى أرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء (أع9: 1). فالكنيسة شغوفة لرؤية عريسها السماوى وتنتظره مستعدة كل لحظة لكى يفتح لها أبواب السماء لتتمتع بالسعادة معه إلى أبد الأبدين ودهر الداهرين. 3. عيد العنصرة (حلول الروح القدس على الكنيسة) “ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معاً بنفس واحدة. وصار بغتةً من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم.وأمتلأ الجميع من الروح القدس”. (اع1: 2-4) مولد الكنيسة: عشرة أيام كاملة هي مابين الصعود والعنصرة لم يبرح التلاميذ أورشليم تنفيذاً لوصية رب المجد يسوع المسيح حينما قال لهم [و هاأنا أرسل لكم موعد أبي فاقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي] (لو 24: 49) وفى هذه الفترة فترة ال10أيام كانوا التلاميذ يعدون أنفسهم لقبول مواهب الروح القدس فكانوا مجتمعين معاً بنفسي واحدة في عليّه صهيون (بيت أم مار مرقس كاروز مصر) ويرجع السبب فى أن السيد المسيح حذرهم أن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة من الأعالى وهذه القوة هي الروح القدس0لأنهم لو برحوا أورشليم وكرزوا بدون أن يأخذوا قوة الروح القدس لفشلوا فشلاً ذريعاً فكيف كانوا يقدرون أن يقنعوا الأمم وغيرهم بسر الثالوث القدوس وسر التجسد الإلهي وسر الفداء وكافة الإيمان المسيحي لذلك حذرهم الرب إن لا يبرحوا أورشليم حتى ينالوا قوة الروح القدس الذي يُعد غير المؤمنين المستعدين لقبول الأيمان ويعطي قوة لكلمة المبشر وتأثيرا للسامعين فالإيمان المسيحي لايمكن قبوله إلا بالروح القدس لذلك يقول القديس بولس الرسول ” أعرفكم أن ليس أحد وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب ألا بالروح القدس” (1 كو 12: 3) ماذا حدث فى مثل هذا اليوم: “يدخل الروح إلى النفس ويجعلها مرتفعة عالية ملاصقة لله”(القديس الأنبا أنطونيوس). وقت حلول الروح القدس فى تمام الساعة الثالثة بالتوقيت العبري (التاسعة صباحاً) بتوقيتنا فى يوم الخمسين لقيامة رب المجد يسوع المسيح من بين الأموات.وهذا اليوم كان يحتفل فيه اليهود بعيد الخمسين وهو أحد أعياد اليهود الكبرى فى أورشليم حل الروح القدس على التلاميذ. مظاهر صاحبت حلول الروح القدس: كان اعطاء الشريعة فى سيناء مصحوباً برعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل، وصوت بوق شديد جداً، أرتعد منه كل الشعب الذي كان فى المحلة (خر16: 19) لذا لا نتعجب إن جاءت كنيسة العهد الجديد إلى الوجود أيضاً بعلامات علنية ملأت المشاهدين دهشة وحيرة (اع6: 2، 7) 1. صوت كما من هبوب ريح عاصفة: الريح تشيرإلى القوة الروحية الخلاقة “كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجة الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياة” (تك2: 1) ورمزاً للعمل غيرالمنظور “الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب. هكذا كل من ولد من الروح” (يو8: 3) والحرية السامية التي للروح القدس (حيث روح الرب هناك حرية) (2كو17: 3). 2. ألسنة من نار: النار تشير إلى عمل التطهير الذي للروح القدس (اش6: 6، 7) فقد حل الله على جبل سيناء بالنار (خر18: 19) أما فى هذا اليوم فحل على التلاميذ بالنار . 3. التكلم بألسنة: هو تصويب لما حدث قديماً عند برج بابل حيث بلبل الرب لسان الأشرار حتى لا يعرف الواحد لغة الأخر ولكن بالروح القدس بلبل ألسنة التلاميذ ليسطيعوا أن يكرزوا بشارة الملكوت فى العالم أجمع لكي يجمعوا العالم أجمع ليكونوا واحداً لله الأب فى المسيح يسوع بالروح القدس. 4. حلول الروح القدس: لكي يصير الأنسان هيكلا لروح الله وتجديد الطبيعة التى أفسدت بالخطية فى العهد القديم.فكان حلول الروح القدس على التلاميذ بمثابة معمودية لهم معمودية الروح القدس ونار 5-الروح القدس هو سر قوة الكنيسة الأول[مواهب الروح القدس]: الروح القدس غمر كيان الكنيسة، فتعمدت فى نهره المتدفق.وكانت النتيجة أن أعطاها الروح القدس العديد من المواهب اللازمة للخدمة والكرازة . أول هذه المواهب هى موهبة [التكلم بألسنة].. (وأبتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى، كما أعطاهم الروح أن ينطقوا..) (اع 4: 2). وهذه الموهبة كانت لغرض البشارة فقط وليس لشىء أخر. هذا بالإضافة إلى المواهب الأخرى الكثيرة، ومثل موهبة شفاء المرضى حتى أن ظل بطرس ومناديل وعصائب بولس تشفي الأمراض وتخرج الأرواح الشريره ومواهب أخرى كالوعظ، التعليم، والتدبير، والنبوة. هكذا كانت كلمة الرب تنمو، وتزداد، وتتقوى.. لأن الكنيسة كانت غنية بالروح القدس المدفق فيها . عظة بطرس: عظة القديس بطرس الرسول بالرغم من أنها كانت كلمات بسيطة وقليلة أعطى الله لهذة العظة أن تكون قوية ومؤثرة بقوة الروح القدس الذي عمل في الكلمة وأعطى تأثيرا جبارا في أذان السامعين حتى خلص في هذا اليوم وأنضم إلى الكنيسة 3000 نفس ومازال الروح القدس يعمل في الكنيسة ويعطي تأثيرا لكلمات السيد المسيح في أذان السامعين. وهذا ما حدث مع القديس بولس الرسول الذي كان بالروح القدس كان يستطيع أقناع أي أحد بالأيمان المسيحي “فقال أغريباس لبولس بقليل تقنعني أن أصير مسيحيا” (أع 26: 28) والقديس بولس الرسول لم يكن مع التلاميذ وقت حلول الروح القدس ولكنه حل عليه الروح القدس وقت مقابلته مع رب المجد يسوع المسيح. شفاء الأعرج: دخل بطرس ويوحنا الرسول إلى الهيكل وقت صلاة الساعة التاسعة، وعلى الباب وجد إنساناً أعرج يسأل صدقة ونظر إلى بطرس ويوحنا منتظراً أن يأخذ منهما شيئاً، ولكن بطرس فاجأه بمفاجأة جعلته (يمشى ويطفر فرحاً ويسبح الله) قال له بطرس ليس لى فضة ولا ذهب ولكن الذي لى فإياه أعطيك باسم يسوع المسيح الناصري قم وأمشى) فوثب ووقف، وصار يمشى ودخل معهما الهيكل. إنها قوة الروح القدس المعطى الشفاء. الروح القدس أعطى التلاميذ قوة الأسم الالهى.. هذا هو غنى الكنيسة بالروح القدس.. غنى يفوق كل غنى بالفضة والدهب. إن الروح القدس عندما حل على الكنيسة وحل فى شكل ألسنة نار كعلامة للغنى.لهذا ستظل الكنيسة غنية بالروح القدس الروح القدس هو الغنى الكامل فى حياتنا (كل شئ). وهذه هى المعجزة السماوية أن التلاميذ بالرغم إنهم كانوا بسطاء إلا إنهم بفعل الروح القدس أخزوا الحكماء لم يكونوا من أقوياء العالم ولا من حكمائه [بل أختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء وأختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء] (1 كو1: 27) فصاروا بقوة الروح القدس إلى العالم أجمع ليكرزوا ببشارة الملكوت.وليصبح أغلبية العالم من المسيحيين وهذا بفعل الروح القدس . وكلمة قوة من الأعالى(اع8: 1) قوة التقديس فى اليونانية جاءت منها كلمة (ديثاميت) أو ديناميكية.. فقد أكد المخلص إلا يخرجوا للعمل دون ان يأخذوا هذه القوة الجبارة قوة الروح القدس الذي يفجر جبال الخطية الراسخة كما بديناميت إلهي لتتحول الجبال العائقة إلى مقدسات له.ليحملوا (ديناميكية)أو حركة العمل المستمر بروح الله الذي لايعرف الخمول أو الأستكانة بل هو حركة حب عامل بغير إنقطاع. حقاً لقد قال القديس ديديميوس الضرير (يستحيل أن يقتنى أحد نعمة الله ما لم يقتنى الروح القدس الذي فيه كل عطايا الله). الروح القدس ما زال يعمل في الكنيسة وفينا فهو يعين ضعفاتنا ويرشدنا ويذكرنا بكل ما قاله لنا الرب يسوع ويعطينا فماً وحكمة أمام جميع مقاومينا ومعاندينا حتى لا يستطيعوا أن يقاوموها أويناقضوها. الروح القدس هو الغنى الكامل فى حياتنا. أعطى التلاميذ قوة الأسم الألهى.هذا هو غنى الكنيسة بالروح القدس.. غنى بفوق كل غنى بالفضة والذهب. أخيراً[طوبى لمن كان كنزه فى داخله، طوبى لمن كان أستنشاقه عبير الروح القدس، وتمتزج رائحة جسده بذلك.طوبى لمن اصطبغت نفسه بحلاوة إلهه ] (القديس يوحنا سابا) 4. عيد التجلى المجيد (وبعد ستة أيام أخذ بطرس ويعقوب ويوحنا وصعد بهم الى جبل عال منفردين وحدهم. وتغيرت هيئته قدامهم وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصارعلى الأرض أن يبيض مثل ذلك. وظهر لهم إيليا مع موسى وكان يتكلمان مع يسوع). (مر2: 9 – 4) تعيد الكنيسة بعيد التجلي المجيد وهو أحد أعيادها السيدية لأن فيه أظهر رب المجد يسوع المسيح مجد لاهوته. وأزاح الستار عن حقيقة لاهوته.و أبان من هو وان كان محتجباً فى إنسانيته مستتراً فى الجسد إنما من هو فى حقيقته؟ هو الكلمة مقيم السماء الذي نزل من السماء. (يو 6: 51) إنه كثيراً ما يصف نفسه بأنه أبن الإنسان ذلك لأنه من حيث الجسد هو ابن مريم ولأنه أخذ طبيعة الإنسان . [ الكلمة اتخذ جسداً وحل بيننا ] (يو 1: 14) كما يقول النص القبطي حل فينا لأنه حل في طبيعتنا وأخذ الجسد المطابع لجسدنا من طبيعة جسدنا أخذه من مريم العذراء وأتحد به في أقنوم واحد في طبيعة واحدة اتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير . المسيح إذاً وإن كان قد ظهر إنساناً وقد لبس صورة البشر وأخلى نفسه من صورة المجد ولبس صورة العبد. ظهر فى الهيئة كإنسان. لكنه في حقيقتة ليس مجرد إنسان. هو الله وقد ظهر فى الجسد. بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد (1تي 3: 16) الله لم يراه أحد قط ولن يقدر آن يراه (الأبن الوحيد الذي هو في حضن الأب هو خبر) (يو 18: 1) ولكنه لكي يجعل نفسه مرئياً من الناس اتخذ جسداً أستتر فيه أحتجب فى هذا الجسد وهو الذي أروع وأبرع جمالاً من بنى البشر وأخفى لاهوته عن الناس وعن الشيطان حتى يتمم عمل الفداء لانهم لو عرفوا المسيح على حقيقته لما صلبوه (1كو 2: 8) ويتعطل خلاص الإنسان من أجل هذا استتر واحتجب في إنسانية كاملة حتى يجعل نفسه مرئياً من البشر. اذاً من هو المسيح على حقيقته؟ هل هو ابن الإنسان؟ ابن مريم؟ نعم هو ابن مريم بحسب الجسد ولكنه قبل آن يولد من مريم هو اله وخالق القديسة مريم (أنا هو الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد. الألف والياء . البداية والنهاية . الأول والأخر. والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين). (رؤ 1: 8، 11، 18) وقبل مغادرته هذا العالم. وقبل أن يدخل الى مجده بالصعود المجيد بعد صلبه وقيامته أراد آن يكشف حقيقة لاهوته. صعد إلى جبل طابور وأخذ من تلاميذة ثلاثة وهم بطرس ويعقوب ويوحنا كنواب عن التلاميذ ولم يأخذ التلاميذ كلهم حفاظاً على كتمان هذا السر العظيم حتى يقوم من بين الأموات.و الذي سوف يعلن عنه هؤلاء الثلاثة بعد القيامة . + ولما صعد الى جبل عال وهو جبل طابور (تغيرت هيئته قدامهم) (مر 9: 2). ماذا يعنى هذا التغير فى الهيئة؟ إن المجد الذي أعلن بتجليه ليس بالأمر الجديد عليه ولا بهبة خارجية قدمت له، انما هو مجرد إعلان لمجد خفي فيه ظهر فى هذه اللحظات قدامهم.. وأن هذا التغيير امر لا يخص طبيعة السيد المسيح وإنما يخص أعين التلاميذ التى انفتحت لتعاين ما تستطيع معاينته. + وصارت ثيابه تلمع بيضاء جداً كالثلج لا يقدر قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك (مر3: 9). ما هذه الثياب التي تلتصق بالسيد فتلمع ببهاء إلا كنيسته كما يقول القديس أغسطينوس هذه سمة المؤمنين الحقيقيين، البهاء الفائق، إذ يقول البابا غريغوريوس الكبير (لان في علو بهاء السماوات العليا، الذين يضيئون بحياة البر، يلتصقون به، إذ قصد بثيابه الأبرار الذين يجعلهم ملاصقين لة. + ظهور موسى وايليا معه كان ظهور موسى وايليا معه كان بهدف انه يظهر للناس انه في فرق بينه وبين موسى أو أحد من الأنبياء أراد أن يظهر موسى النبي وايليا معه أمام التلاميذ ليدركوا الفارق العظيم بينه وبين خدامه. أيضا إذا أتهم ككاسر للناموس ومجدف ينتحل مجد الأب لذلك احضر أمامهم موسى مستلم الناموس وايليا الغيور على مجد الله ليعلن أفتراء المتهمين لة . لعله أراد بظهورهما قبل الصلب أن يعلن لتلاميذه انه يجب الا يخافوا من الصليب فقد قبله بإرادته وإلا ما تمت أحداثه فإنه أعظم من موسى الذي أنقذ الشعب من يد فرعون ومن ايليا الذي أرسل ناراً من السماء أحرقت قائدي الخمسين ورجالهما. + فجاء صوت من السحابة قائلاً: (هذا هو أبني الحبيب له اسمعوا. فنظروا حولهم بغتة لم يروا أحداً غير يسوع وحده معهم) (مر7: 9، 8). هذا الصوت ليس جديداً بل تأكيداً لما حدث فى نهر الأردن يوم عماد السيد المسيح إذ نداه الأب من السماء هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت. (مت 3: 17)، (لو 3: 22) تأكيد أن الذي أمامهم ليس هو إنسان فحسب بل هو الله وقد ظهر في الجسد. ففي قيصريت فيلبس أكد المعنى رب المجد يسوع عندما سال تلاميذه من يقول الناس عنى أنا ابن الإنسان قالوا له بعض الناس يقولون انك ارميا والبعض واحد من الأنبياء فقال لهم وانتم ماذا تقولون عنى فقال له سمعان بطرس أنت المسيح ابن الله الحى (مت 16: 16) الله لم يلد كما يلد الإنسان والحيوان. أن كلمة ابن الله من جهتين على الأقل اى إنسان له أب يولد من أب ويولد من زرع رجل. يسوع المسيح من أبوه؟ من هو أبوه؟ العذراء مريم بتول وحينما ولدته كانت بكراً فمن هو أبوه؟ إذا ابن الله بهذا المعنى لأنه ليس له أب من بشر ولم يولد من زرع رجل. ثم انه ابن الله لأنه صوره الله ولان من رأة فقد رأى الله إذا هو ابن الله لا بالمعنى الذى يتصوره بعض الناس. إنما هو صورة الله غير المنظور. ولأننا فية رأينا الله لأنه من طبع الأب ومن جوهره. من رأنى فقد رأى الأب (يو 14: 9) الله وهو غير المنظور فى طبيعته صار منظورا فهذا المنظور هو المسيح من هنا من رأة فقد رأى الأب الذى لا يرى. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم أن لا يحدثوا أحد بما ابصروا ألا متى قام ابن الإنسان من الأموات إن التلاميذ بعدما رجعوا التزموا بوصة الرب ولم يكلموا أحد عن ما رأة.وشبعت نفوسهم منه ولكن بعد قيامة الرب من الأموات. اخبروا العلم اجمع بتجلى الرب عند جبل طابور فنجد القديس بطرس الرسول يقول فى رسالته عن تجلى الرب يسوع واظهارة ومضة من مجد لاهوته إذ قال (لأننا لم نتبع خرافات مصنعه إذ عرفناكم بقوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه بل قد كنا معانين عظمته. لأنة اخذ من الله الأب كرامة ومجد إذ أقبل علية صوت كهذا من المجد الأسنى هذا هو ابنى الحبيب الذى أنا سررت به ونحن سمعنا هذا الصوت مقبلا من السماء إذ كنا معه فى الجيل المقدس (2 بط 1: 16، 17). والقديس يوحنا الرسول يقول: (الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسنا أيدينا من جهة كلمة الحياة فأن الحياة أظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحيوة الأبدية التى كانت عند الأب وأظهرت لنا. الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به لكى يكون لكم أيضا شركة معنا) (1 يو 1: 1 – 4) إن التلاميذ بعد حادثة التجلى رجعوا بقوة واصقين من هو المسيح الذى أضاء وجهه أمامهم كالشمس بل اشد لمعانا من الشمس التى تبعد عن الأرض ب 93 مليون ميل. يعلن لهم عن ومضة من مجد لاهوته. خرجوا التلاميذ بقوة يخبروا ويبشروا بعد قيامة الرب بتجلي لهم على جبل طابور 5. عيد الميلاد المجيد. قبل آن يحبل به في البطن جاء رئيس الملائكة غبريال إلى العذراء الطاهرة مريم وأعطاها التحية التي لم تسمعها امرأة من قبل وقال لها “السلام لك أيتها الممتلئة نعمه الرب معك. مباركه أنت في النساء.. فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسي أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لانك وجدت نعمه عند الله. وهاأنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لو28: 1-33) وقبل بشارة الملاك غبريال للسيده العذراء بآلاف السنين تنبأ الأنبياء والآباء كبارا وصغارا جميعا بميلاده من عذراء مثل اشعياء وارميا وحزقيال وذكريا ومن منهم من الأنبياء من بيت إسرائيل. ومن الأمم أيضا لان لهم نصيبا في الإيمان فقد تنبأ بلعام بن بأعور اسمعوه يقول بالروح القدس “وحي بلعام بن بعور. وحي الرجل المفتوح العينين. وحي الذي يسمع أقوال الله ويعرف معرفة العلي. الذي يري رؤيا القدير ساقطاً وهو مكشوف العينين. أراه ولكن ليس الآن. أبصره ولكن ليس قريبا. يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب من إسرائيل.. .” (عد15: 24-18) وفي ملي الزمان من آلفان وثلاثة سنين ولد مولودا من السماء من آمراه (غلا4: 4) مولود من السماء: - ولد في فلسطين في إقليم الجليل الذي كانوا يقولون عنه انه لا يقيم نبي من الجليل. وانتمي السيد المسيح إلى أصغر مدينة من مدن الجليل وهي الناصرة وسمي لذلك بيسوع الناصري. مع انهم قالوا يمكن أن يخرج من الناصرة شي صالح؟ وانتسب المسيح إلى أفقر بيت من بيوت الناصرة هو بيت يوسف النجار ومريم العذراء مخطوبته اليتيمة والفقيرة. وعندما ولد السيد المسيح ولد في بيت لحم تلك القرية التي وصفت بأنها الصغرى (مت6: 2) بين ولايات يهوذا، وفي بيت لحم لم يكن له حتى موضع ليولد فيه فولدته أمه وقمطته وأضجعته في مزود (لو7: 2) وعاش السيد المسيح فقيرا جدا مع أنه يغني كثيرين، ليس له موضع يسند إليه رأسه. وإذا كان هذا هو شأنه ولد فقيرا وعاش فقيرا. يلوح سؤال في الأفق وهو لماذا اهتمت بمولده ملائكة السماء؟ لأنه مولود من السماء إله حق من إله حق نور من نور ملك الملوك ورب الأرباب إن الملائكة أشاروا بموكب عجيب لميلاده الأمر الذي لم يسبق إليه في تاريخ البشرية لاحد من الأنبياء لأنه ليس نبيا فحسب بل هو خالق الأنبياء والرسل جميعا. قال الملاك للرعاه الذين كانوا يرعون الغنم ويسهرون لحراستها في ليله الميلاد. بعد آن ظهر لهم فجأة قبالتهم ومجد الرب يضي من حولهم حتى أنهم خافوا خوفا عظيما (لو10: 12). فقال لهم الملاك “لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.انه ولد لكم اليوم في مدينه داود مخلص هو المسيح الرب” (لو11: 2) “وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله قائلين المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة” (لو13: 2, 14) هو الملك الأبدي الأزلي الذي ليس لملكه انقضاء: - كقول الملاك للسيدة العذراء “هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه – حسب الجسد- ويملك علي بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية” (لو32: 1, 33) من من الملوك ليس لملكه نهاية؟ فكل الملوك فنوا وكل الممالك القديمة زالت والحديثة ستزول ولكن الذي ولد فقيرا في إقليم الجليل هو العظيم ابن الله الحي هو ابن الله لانه ليس له أبا من بين الناس ولم يولد من زرع رجل وأمه عندما ولدته كانت عذراء وبعد أن ولدته ظلت عذراء بل العذراء مُعرفة بالإلف واللام لأنها الدائمة البتوليه تتميما لنبوه حزقيال النبي “فقال لها الرب هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لان الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا” (خر2: 44) فهو الوارث بالجسد لعرش داود الملك وهو ملك بني إسرائيل ولن يكون لملكه انقضاء. هو المسيح الرب كما قال الملاك ليله ميلاده وهو المسيح الملك. كما أنبأت عنه الأنبياء قبل ميلاده بآلاف السنين ملكوته من نوع آخر: - ليس من نوع ملك هيرودس أو طيباريوس قيصر فملكهما زال بموتهما ومملكاتهما تلاشتا. أما هو فهو الحي الذي لا يموت وملكه لانهاية له. فقد سأل بيلاطس السيد المسيح “أأنت ملك اليهود” (لو3: 23) أجابه ليطمئنه انه ليس من ملوك الأرض (يو36: 18) “فقال له بيلاطس أفأنت إذا ملك أجاب يسوع أنت تقول أنى ملك. لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لاشهد للحق” (يو37: 18) انه ملك الملوك ورب الأرباب كما جاء في سفر الرؤيا “وله علي ثوبه وعلي فخده اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب” (رؤ16: 19). لكن اليهود لم يفهموا معني ملكوت السماوات الأبدي ولقد أنكر اليهود علي المسيح أنه ملك اليهود. ولم ينتبه اليهود إلى معني دخول السيد المسيح أورشليم راكبا علي أتان وجحش ابن أتان تتميما للوحى الإلهي علي لسان زكريا النبي “أبتهجي جداً يا ابنه صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك وهو عادل ومنصور ووديع راكب علي حمار وعلي جحش ابن أتان” (زك9: 9). ولم يتنبهوا لهتاف الجموع الذين كانوا يسيرون في موكبه قائلين “مبارك الملك الآتي باسم الرب. سلام في السماء ومجد في الأعالي” (لو38: 19) اليهود يرفضون.. .. والمجوس يسجدون: - “إمامه تجثو أهل البريه وأعداؤه يلحسون التراب ملوك ترشيش والجزائر يرسلون تقدمه. ملوك شبا وسبا يقدمون هدية. ويسجد له كل الملوك. كل الأمم تتعبد له.. .. يكون أسمه إلى الدهر قدام الشمس يمتد اسمه ويتباركون به. كل أمم الأرض يطوبونه” (مز72: 9-17) وأن كان اليهود رفضوا ملكوت المسيح إلا أن للرب الأرض وملؤها المسكونة وجميع الساكنين فيها. والعجيب في تدبير العناية الالهيه إن الذي لم يتنبه له اليهود علي الرغم من أقوال الأنبياء والأباء والرموز والإشارات تنبه له المجوس الذين أتوا إلى أورشليم من المشرق من ايران بلاد الفرس قائلين “اين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه في المشرق وآتينا لنسجد له” (مت1: 2 ,2) المجوس تنبأوا بمجئ السيد المسيح في القرن السابع قبل الميلاد فقد كان زعيم المجوسية ونبيهم واسمه زرادوشت في زمن الملك قونبيز كما روي عنه العلامة آبو الفرج بن العبري في كتابه تاريخ مختصر الدول. انه اخبر أهله وذويه بظهور السيد المسيح وأمرهم بأن يحملوا إليه قرابينهم وهداياهم عند ظهوره. سمعوه يقول (بأنه في آخر الزمان يكون أن بكرا تحمل بجنين من غير أن يمسها رجل وعند ميلاده يظهر بالنهار كوكب وتري في وسطه صوره صبيه عذراء. وانتم يا أولادي ستحسون بظهوره قبل جميع الأمم فإذا شهد تم هذا الكوكب فاذهبوا معه إلى حيث يقودكم واسجدوا لذاك المولود فهو الكلمة مقيم السماء.) وقد تحققت نبوه زرادوشت وساروا اتباعه إلى أورشليم بهدي هذا النجم إلى إن صاروا إلى أورشليم القدس (كتاب مختصر الدول ص110) أخيرا بعد هذا فهو المولود من السماء هو كلمه الله الذي ليس له أبا من الناس فمن يكون أباه إذا؟ إلا الله الواحد وحده. فهو ابن الله لكن لا بمعني أن الله ولده كما يلد الإنسان ابنه من زرعه ومن صلبه حاشا. لكنه ابن الله بمعني انه صوره الله غير المنظور صار منظورا لاجلنا (كو15: 1) “الله بعد ما كلم الأباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيره كلمنا في هذه الأيام ألا خيره في ابنه الذي جعله وارثا لكل شي الذي به عمل أيضا العالمين الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل شي بكلمه قدرته” (عب1: 1-4) 6. عيد الختان المجيد “ولما تمت ثمانيه ايام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمي من الملاك قبل أن حبل به في البطن ” (لو 2: 31). كان الختان له أهميه كبري فهو كان يميز أولاد إبراهيم أصحاب العهد من الأمم وكان قاصرا علي الذكور، لان المراه مقدسة في الرجل إن كان قد تقدس للرب. فعدم ختان المراه لا يعني استخفاف الله بها او عدم اهتمامه بقطع العهد معها إنما أراد تاكيد وحده الاسره البشريه، فما يفعله الذكر إنما باسم الاثنين معا (الذكر والانثي). ومن الجانب الطبي فان ختان الرجل صحي وختان الانثي ضار. وتظهر اهميه الختان في العهد القديم انه في كل مره يقدم الشعب توبه يعلن هذا الرجوع الي الله خلال ثلاثه امور: 1- ختان كل ذكر. 2- قراءه الشريعه. 3- حفظ يوم السبت. وكان موضوع الختان يشغل ذهن اليهود بصوره قويه، حتى انهم يدعون ” أهل الختان “. وعندما قبلوا الأيمان بالسيد المسيح رأي بعضهم ضرورة اختتان الأمم قبل دخولهم في العضوية المسيحية، الأمر الذي لاجله افرد الرسول بولس الكثير من الإصحاحات في رسائله مؤكدا انه في المسيح يسوع لا حاجه لختان الجسد بل ختان الروح وان الختان يتحقق من خلال المعمودية بخلع الإنسان القديم والتمتع بالإنسان الجديد الذي علي صوره خالقه (كو3: 9، 10). هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك. يختن منكم كل ذكر، فتختتنون في لحم غرلتكم، فيكون علامه عهد بيني وبينكم ابن ثمانيه ايام يختن منكم كل ذكر في اجيالكم.. فيكون عهدي في لحمهم عهدا ابديا واما الذكر الاغلف الذي لا يختتن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها. انه قد نكث عهدي ” (تك 17: 9 – 14). لماذا ثمانيه ايام؟ لان رقم 8 يشير الي الحياه الابديه او الي الحياه الاخري، ويكون رقم 7 يشير الي حياتنا الزمنيه (ايام الاسبوع السبعه) فالثامن يعني الدخول الي ماوراء حياتنا الزمنيه. فأن كان الشعب قد اهتم بختان الجسد لكن الرب كان يحثهم علي ختان القلب والاذن. (تث 30: 6، 10: 16) و(ار 4: 4). العلامه ترتليان ” في خطه اله الناموس ان يكون الختان للقلب لا الجسد، بالروح لا الحرف (رو 2: 9) – كما قال موسي ” اختنوا قساوه قلوبكم ” (تث 10: 16). العلامة اوريجانوس: ” ليتنا إذن.. الذي قبلنا الختان الروح.. بالروح القدس في مياه المعمودية نجاهد أن نبقي مختونين في كل أعضائنا وحياتنا الداخلية، حتى تنعم بالوعد الإلهي ونكون في وعد ابدي مع الله.” فيري العلامة اوريجانوس ” إننا إذا اعترفنا بالمسيح يسوع بشفاهنا ولم نظهر عهده في لحمنا (الطهارة) خلال حياتنا العلمية نكون كاليهود الذين يفتخرون بختان الجسد وينكرونه بأعمالهم.” ليختنوا الصبي.. إطاعة لشريعة موسى وهي انه ” في اليوم الثامن يختن لحم غرلته ” (12: 3) والختان رمز إلى معمودية العهد الجديد علامة التطهير وختن أهل الله. حيث إن عمليه الختان تطهير للجسد الذي يرمز إلى تطهير الإنسان كليا جسدياً ونفسياً وروحياً بالمعمودية في العهد الجديد. وكان ختان الرب يسوع كمعموديته في الغاية أي تكميل كل بر (مت 3: 15) لكي نقتدي به. لماذا أختتن الرب يسوع: - لانه لو لم يختتن لن يقبله اليهود كواحد من شعب الله. - ولن يسمحوا له بالدخول إلى الهيكل. - ولن يسمعوا له كمعلم. لذلك اختتن الرب يسوع لانه كان ” مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس ” (غل 4: 4، 5). - اختتن لكي يشبه اخوته (حسب الجسد) في كل شيء (عب 2: 17). مع انه كان بلا خطيه فلا يحتاج بذاته إلى التطهير ولا إلى علامته. (عب 4: 15) , (1 يو 3: 5). - فالمسيح اكرم بذلك طقوس الديانة وكان مثالاً لنا فيه. ومن هنا نجد أهميه عماد الأطفال جهاراً ودخولهم كذلك في أول الحياة في التعمد لله وكنيسته والذي ينوب عنهم هم الاشابين أو الوالدين إذا كانوا مؤمنين. - ختان الجسد رمز إلى ختان القلب. أي كما ننزع من الجسد جزء منه كذلك ينبغي أن ننزع من الجسد والنفس الشهوات الجسدية وهو ضروري لنا بخلاف الرب يسوع المسيح الذي لم يكن في حاجه إليه. درس عملي من الرب الان نجده مطيعاً لناموس موسى. ونجده وهو كلمه الله المشرع لناموس الكمال ينفذ القانون الذي سنه وكما يقول الرسول بولس بالروح القدس ” ولما كنا قاصرين كنا مستعدين تحت أركان العالم، ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من أمراه تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني ” (غلا 4: 3 – 5). 8. عيد عرس قانا الجليل تحتفل كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في يوم 13 طوبة من كل عام قبطي بتذكار حضور رب المجد يسوع المسيح في عرس قانا الجليل حيث صنع هناك أول معجزة بعد عمادة بثلاث أيام أذ حول الماء الي خمر حقيقي وأظهر مجد لاهوته امام الحاضرين فأمن به تلاميذه وكثيرين من الحاضرين وعيد عرس قانا الجليل هو أحد اعيادنا السيدية الصغري وقد حضر رب المجد يسوع المسيح هذا العرس الذي يرجح انه كان لأحد أقرباء السيدة العذراء مريم تلبية لدعوته هو وأمه وتلاميذه ذلك أكراماً لأقارب أمه. كما انه اعطي مثلاً للأتضاع الحقيقي بحضورة زيجه الفقراء والمهم فى هذا انه كرم سر الزواج المقدس والاهم هو اظهاره لمجده لاهوته قانا الجليل لماذا اختارها رب المجد ليبدأ فيها خدمته؟ قانا الجليل بنيت فيها كنيسة في موضع العرس الذي حضرة السيد المسيح وتلاميذه ويوجد هناك جرنين من الحجارة تذكار لتلك التي حول السيد المسيح فيها الماء خمراً، ويرجع انها من بين السته الأجران وأما باقي الأجران فقد نقلت الي القسطنطينية وهناك كنيسة اخري في موضع بيت نثنائيل. أما لماذا اختارها الرب ليعمل فيها أول معجزة؟ هي قرية صغيرة في منطقة الجليل شمال فلسطين وهي قرية فقيرة جداً ولم يختر الرب أورشليم مدينة اليهود والهيكل وفي أختيارة لبلدة صغيرة ليصنع فيها اولي معجزاته لآنه رفض مجمع اليهود وهيكلهم لانهم هم رفضوه (الي خاصتعه جاء وخاصته لم تقبلة واما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً ان يصروا أولاد الله) (يو 1: 11، 12) لذلك كان للجليل نصيب كبير في الدخول حظيرة الأيمان حيث باركها السيد المسيح له المجد وخدم بها بعد عماده مباشرة بثلاثه ايام لانه فاحص القلوب والكليّ وعيناه تخترقان استائر الظلام فقد وجدان ان الجليل تقبله وتقبل الأيمان به قبل اليهوديه آي الامم قبلوا الايمان به اكثر من خاصته (اليهود) كيف حول الرب الماء الى خمر؟ قد سمح السيد المسيح له المجد بان تمر فتره غير قصيرة بعد نفاذ الخمر لماذا؟ ليشعر الحاضرين بان فى عجز او نقصان فى الخمر لا يكفى لباقى الحاضرين، وبذلك تكون المعجزه جاليه امام الكل وظاهره امام الجميع، ولم يخلق السيد الخمر من امر العدم أمر بأن تملئ الاجران ماء فحول الماء الى خمر حتى تكون اسهل للتصديق وملموسه للحاضرين فيكون اقرب الى الايمان لانه لو خلق الخمر من العدم او جعلها تنبع تلقائيا كما خلق ادم من العدم وكما الماء تلقاءيا وخلق البحار.. .. .. . الخ وتظهر بطريقه عجيبة وسط الحاضرين لكانوا ظنوا انها خدعه فلا يؤمنون لذلك اعد عقولهم ونظرهم اولا لقبول المعجزه اذ انتظر حتي فرغ الخمر وملئ الأجران الماء ثم أمر الماء أن يتحول الي خمر فتحول الماء الي خمر وأطاع الخالق الأعظم حتل أن بعض الفلاسفة العظام قال عن هذه المعجزة (أن الماء لما رأي خالق الكون امامة يأمرة أحمر وجهه خجلاًَ) وفي هذه المعجزة أظهر رب المجد يسوع انه الخالق القادر علي كل شئ (كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان) (يو 1: 3). هل لما صنع الرب وحول الماء إلى خمر بذلك أباح شرب الخمر؟ كانت الجليل جزء من الامم وكانت تشهر باخلاقياتها الغير الحسنة وهذا واضح من عادة شرب الخمر فى المناسبات العامة وغيرها ولكنها كانت عندها استعداد للتغير وقبول الايمان لذلك فضلها الرب عن اليهوديه (خاصته) ولما صنع الرب الماء وحوله الى خمر جيد (غير مسكر) اراد ان يحول بذلك قلوبهم من الاخلاقيات الغير الحسنة الى الاخلاقيات المسيحيه الرفيعة والكاملة في الأحسان بالمسيح يسوع التى تمجد الله لذلك حول الماء الى خمر حقيقى غير مسكر عصير عنب طبيعى فهو الكرمه الحقيقه التني ترمز اليه لأنه هو الكرمة الحقيقة (ليشربوا منه فيسرى فى دماءهم وتطهر أجسادهم وارواحهم). ولما صنع الرب من الماء خمراً لايكون هذا سبباً في اباحة شرب الخمر فالخمرة ترفضة المسيحية بل أوحت بعدم الأقراب الي الخمر لاتشربوا الخمر الذي فيه الخلاعة. ماذا تعني معجزة تحويل الماء الي خمر؟ 1- هذه المعجزة تدلنا علي ان رب المجد يسوع المسيح اتي الينا لكي يغير حياتنا المائته الي حياته المحيية ويجددنا فيه وان نتذكر قوله بالروح القدس علي فم بولس الرسول (أذ خلعتم الأنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد لمعرفته حسب صورة الخالقة) (كو 3: 9، 10). وان الأشياء الضعيفة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداُ) (2كو 5: 17) وحقا حياتنا قبل المسيح ومائته وفي المسيح صار الكل حياً وجديداً. 2- في هذه المعجزة ايضاً اراد رب المجد يسوع المسيح أن يعلمنا كيف نشارك بعضنا البعض في افراحة واخر انه فقد شارك افراح بيت عرس قانا الجليل كما ذهب الي بيت عنيا لمشاركة لعازر حزنه علي موت لعازر وفرحة ايضا معهم بأقامته للعازر من بين الأموات وهو الذي قال لنا ” فرحاً مع الفارحين وبكاء مع الباكين ” (رو 12: 15). 3- نري في هذه المعجزة اشارة واضحة الي تحويل عصير الكرمة الي دم المسيح (دم حقيقي في سر الأفخارستيا) تحت عرض عصير الكرمة كما يتكون الخبز الي (جسد المسيح) جسد حقيقي تحت عرض الخبز واوجه الشبه بين معجزة قانا الجليل وسر التناول ان كليهما تحول في وليمة أو عرس الأول أرضي والثاني سماوي. كلاهما كان للبهجة فالأول رد عقول السكاري الي الصحو كما بفهم من كلام رئيس المتكأ وتحويل الثاني بهجة للخلاص وغفران الخطايا ويرد عقولنا من الضلاله الي صحوا الحياة الروحية. في كليهما هو بذاته الذي بقدراته وبطريق سري لا ينظر يتم التحويل وهكذا يشير التحويل في معجزة قانا الجليل بأشارة واضحة الي سر الأفخارستيا. 10. عيد البشارة المجيد 29برمهات (ما اجمل اقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات) (رو10: 15 ما أجملها ساعة كانت غاية فى البهجه والفرح حينما اتت بعد ان خرجت حمامة نوح من الفلك وعادت اليه وفى فمها غصن اخضر لتعبر عن عودة الحياة بعد ان دمر الطوفان مظاهر الحياة والانسان البعيد عن رعوية الله. واليوم ما اجمله وما اسعده على البشريه كلها فهو عيد البشارة المجيد فمثل هذا اليوم منذ 2003 سنة جاء الملاك جبرائيل من قبل الله مبشرا بالسلام وعودة الانسان الى السماء مرة اخرى بعد ان دمرته الخطية وغربته فى الارض.فجاء مرسلا من الله الى السيدة القديسة الطاهرة مريم العذراء فى ناصرة الجليل وكانت مخطوبة للقديس يوسف النجار الذى من بيت داود وكانت هذه القديسة بتولا وصارت بتولا حتى بعد ان ولدت المخلص ولم تعرف رجلا حتى تنيحت فهى دائمة البتوليه.فأعطى لها هذا الملاك الجليل السلام من قبل الرب قائلا لها (سلام لك ايتها الممتلئه نعمه. الرب معك مباركه انت فى النساء.فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى ان تكون هذه التحيه.فقال لها الملاك لا تخافى يا مريم لانك قد وجدت نعمه عند الله. وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع.هذا يكون عظيما وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الاله كرسى داود ابيه.ويملك على بيت يعقوب الى الابد ولا يكون لملكه نهاية) (لو1: 26-33) فسالته قائلة كيف يكون هذا وانا لست اعرف رجلا فقال لها الملاك الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله (لو34: 1؛35) وفى هذه الايات المقدسة شرح الملاك جبرائيل كيفية حلول الكلمة الازلى فى احشاء السيدة الطاهرة القديسة مريم العذراء دائمة البتولية وفيه شرح بسيط للايمان المسيحى فى السيد المسيح حيث قال عنه الملاك جبرائيل بوحى من الله بانه ابن الله يدعى وهذا لم يحدث مطلقا ان دعى احد من البشر بانه ابن العلى الا الرب يسوع المسيح وحده، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ايضا لا يوجد من بين البشر من الملوك من ملك على كرسيه الى الابد فكل الملوك ماتوا بل ولا يكون لملكه نهاية فهو الحى الى ابد الابدين ودهر الداهرين. ولما سألته السيده العذراء مريم عن كيفية هذا الميلاد وهى لم تعرف رجلا اجابها بان الميلاد هو بواسطة الروح القدس الذى قدس احشائها لقبول هذا الحبل الالهى فان المولود منها هو القدوس فلا يدعى احد من البشر مهما كانت قداسته اطلاقا بالقدوس لان هذا الفظ خاص بالله القدوس تمجد اسمه فهو وحده القدوس (لا2: 22) (مز21: 33) (اش15: 57) (يو11: 17) (1يو20: 2) (رؤ10: 6)). فبكلمتين صغيرتين من الوحى الالهى على فم جبرائيل الملاك فى بشارته للسيده العذراء مريم شرح عقيدة المسيحيين فى المسيح فهو . (فهو بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد تبرر فى الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به فى العالم رفع فى المجد (1 تى 3: 16) وقد اعطى الله فى العهد القديم رموزا واشارات واضحة وضوح الشمس وجالية ببيان لقبول هذا الايمان المسيحى وهى كيفية تجسد الله الكلمة.فشرح الله تمجد اسمه هذا فى اماكن عدة فى الكتاب المقدس فى الهد القديم تمهيدا للعقول والافهام لقبول هذا السر الالهى وعلى على سبيل المثال لا الحصر: - قول الله تبارك اسمه فى سفر التكوين (ان نسل المراة يسحق رأس الحية) (تك15: 3)وفى هذا اشارة واضحة بان نسل المرآة وهو ربنا يسوع المسيح المولود من العذراء مريم بالروح القدس يسحق رأس الشيطان الذى هو الحية القديمة وتم هذا عندما سحقه الرب على الصليب لما انتصر على الموت وفتح الفردوس لادم وبنيه. قول الرب لابراهيم اب الاباء (اباركك مباركة واكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء ويتبارك فى نسلك جميع امم الارض) (تك 17: 22) وكلنا يعلم ان رب المجد يسوع المسيح جاء من نسل داود الذى من نسل ابراهيم لذلك قال القديس متى فى بشارته بالوحى الالهى كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن ابراهيم) (مت1: 1) وتمت هذه النبوة بميلاد الرب يسوع المسيح فتباركت فيه جميع الشعوب. قول الوحى الالهى على فم موسى النبى (يقيم الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلى له تسمعون) (تث15: 18) وهذه النبوة ليست لنبى اخر غير الرب يسوع المسيح فقد جاء السيد المسيح من وسط شعب اسرائيل والسيد المسيح قد اخذ وظيفة نبى لكى يختم رسالة الانبياء ولا يكون بعده نبى ليبدأ رسله بعده فى الكرازة باسمه فى العالم اجمع وقد اكد القديس بطرس الرسول والشهيد اسطفانوس بان السيد المسيح هو الشخص الذى تنبا عنه موسى وليس اخر غيره قول اشعياء النبى (يخرج قضيب من جزع يسى وينبت غصن من اصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب) (اش1: 11) وايضا (يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل) (اش14: 7) انظروا الى دقة النبوة حيث يقول يعطيكم السيد نفسه اية اى هو نفسه الاية والمعجزة بانه هو الذى يولد من العذراء، وها العذراء العذراء معرفة بالالف واللام معروفة مسبقة فى علم الله السابق. قول الوحى الالهى على فم ميخا النبى (اما انت يا بيت لحم افراته وانت صغيرة ان تكون بين الوف يهوذا فمنك يخرج لى الذى يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ القيم منذ ايام الازل) (مى 2: 5) وهذه اشارة واضحة الى مجىء السيد المسيح فى بيت لحم لخلاص البشر والى ازليته فهو الازلى الابدى. هذا غير بعض الرموز الاخرى مثل عصا هرون التى افرخت بدون سقى (عد8: 17) (عب4: 9) والعليقه التى رآها موسى فى البرية وانيران تشعل فيها ومع ذلك لم تحترق اغصانها ولم تفسد اوراقها وهى اشارة واضحة الى السيدة العذراء مريم فبالرغم من انها حملت نار اللاهوت فى بطنها الا انها لم تحترق بالرغم انه فى القديم طلب موسى النبى من الرب ان يراه فأجابه الرب بانه لا يقدر انسان ان يرى الرب ويعيش لان الله نار اكلة (تث24: 4) (تث3: 9) (خر20: 33). ولكن السيدة العذراء فى ملىْ الزمان حملت جمر اللاهوت بسماح من الله نفسه الذى قال لموسى ان من يراه لا يعيش لانه نار اكلة وذلك لاتمام الخلاص. وخزقيال النبى ايضا راى فى روْيا بالوحى المقدس بابا مقفولا فى ناحية المشرق قد دخله الرب وقال له (هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه انسان لان الرب الله اسرائيل دخل منه فيكون مغلقا) (حز2: 44)وهذه اشارة الى ميلاد الله الكلمة من اعذراء مريم وبعد ميلاده ظلت عذراء كثير جدا من الاشارات والرموزتعلن للبشرية كلها امكانية قبول سر التجسد الالهى فكريا وايمانيا. ربما يتسائل البعض وهم كثيرون لماذا يتجسد الله؟؟ او هل من الضرورى ان يتجسد الله ولماذا لم يقوم انسان ملك كان او نبى بمأمورية الفداء؟ تكون الاجابة لا لماذا؟ لا يصلح انسان مطلقا لهذه المهمه الخلاصية لان فاقد الشى ء لا يعطيه لا انسان ولا ملاك ايضا فادم سقط ونوح سكر وابراهيم كذب ويعقوب خدع ومكر وموسى قتل وهرون صنع عجلا ذهبيا ودعا الناس الى عبادته وشمشون زنى وداود زنى وقتل وسليمان سجد للاصنام ويونان هرب من وجه الله واشعياء قال انه نجس الشفتين وارمياء بائس ويائس و.. اخ وقد شهد الكتاب المقدس اذ يقول الوحى الالهى فى رسالة القديس بولس الرسول لروميه (ان العالم تحت القصاص وانه لا فرق اذ الجميع اخطأوا واعوزهم مجد الله) (رو10: 3_12) ويقول داود النبى فى القديم (ها انا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بى امى) (مز14: 51) ويقول ايوب البار (من هو الانسان حتى يزكوا امامك او مولود المرأة حتى يتبرر) (اى14: 15) فاذا كان الجميع من الانبياء قد اخطأوا (ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد) (رو 10: 3) وبالتالى لا يصلح ولا واحد منهم لهذه المامورية الفدائية كذلك ايضا الملائكة لا يصلحون لعمل الفداء لان منهم من سقط وصار شيطانا بالكبرياء (اش11: 14 -15) فهذه مشكلة من يصلح ليفدى الانسان بدم طاهر لانه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 22: 9) دم طاهر يسفك لاجل خلاص الانسان الاثيم ولا واحد قدوس بلا شر منفصلا عن الخطاه الا الله الواحد وحده الذى هو ربنا يسوع المسيح المولود من الاب قبل كل الدهور هو الله الكلمه الذى خلق ادم والعالم كله ما يرى وما لا يرى فتنازل ونزل الى ارضنا مولودا من امراءة وقام بالفداء الذى عجزت عنه البشرية (لذلك رفعه الله ايضا واعطاه اسما فوق كل اسم لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن فى السماء ومن على الارض ومن تحت الارض) (فى 10: 2) اذا فتجسد الرب يسوع ونزوله الى الارض كان حاجة ملحة لنا ليقوم بدور المصالح وهو دور هام لا يقدر احد ان يقوم به غير شخصه القدوس لذلك قال الرسول بولس بالوحى الالهى (لانه لا يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح) (1تى5: 2) كيف يتجسد الله؟ هناك عدة اجابات على هذا السوْال فى العهد القديم اجابات على هذا السوْال نذكر منها الاتى: - 1- نرى اول ظهور للرب اسمعوه يقول فى سفر التكوين (سمع ادم وحواء صوت الرب الاله ماشيا عند هبوب ريح النهار فهذا التعبير يدل عللى امكانية التجسد ان الله يمشى انما كان اشارة الى تجسد الله. 2- فى حادث ظهور الرب لابراهيم عند بلوطات ممرا فى شكل ثلاثة رجال وهذا فيه نلمس ان الرب تراءى لابراهيم فى شكل انسان يأكل ويشرب ويحاور ويتكلم وهذه ايضا ملامح التجسد. 3- فى حادثة ظهور الرب ليعقوب شكل انسان يصارعه حتى طلوع الفجر وحديث يعقوب معه لا اطلقك ان لم تباركنى. هذا بعض من كل على سبيل المثال لا الحصر يدل على امكانية تجسد الله.(فالله بعدما كلم الاباء بالانبياء قديما بانواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الايام الاخيرة فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شىْ الذى به ايضا عمل العالمين) (عب1: 1_6) |
|