رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يهوه في العهد الجديد، حقيقة أم تخمين؟ لم يكن لاسم الجلالة "يهوه" أهمية كبرى لدى جمعية برج المراقبة إلى أن اهتدت إليه و سميت به في النصف الأول من القرن الماضي. منذئذٍ والاسم يُسخَّر ليعطي نظامها البشري طابعاً روحانياً افتقر له. فصار الاسم هو موضوع فخرهم وبرهانهم الأعظم على أنهم الشعب الوحيد الذي ينتمي لله ويسلك في حقه. ويستخدم الشهود حنكة بشرية منقطعة النظير لإقناع الناس، أنهم كشفوا الحقائق المتعلقة بالاسم يهوه وأعادوا إليه في ترجمتهم المجد الذي سلبته "المسيحية المزيفة". وفي تصريح مبطن وخطير قالوا: "لابد للمرء أن يسأل: هل تنسجم الترجمة مع التعليم الثابت لكامل الكتاب المقدس – أنّ يهوه الله وحده هو الأسمى ؟ إن لم يكن الأمر كذلك ، حينئذ لابد أن تكون الترجمة خاطئة". [15] هذا المقياس في ظاهره حق لا شائبة عليه، لكنّ باطنه فاسد يحمل أبعاد أخرى. فكل عالم بفكر شهود يهوه يدرك، أن المقصود بتعليم الكتاب المقدس هو التعليم المؤسس على تفسير الهيئة الحاكمة لشهود يهوه، جماعة "العبد الأمين الحكيم"، التي تعتمد على تطويع النصوص لخدمة تعاليمها الهشة وإزالة الاعتراضات القائمة بشأنها، فالترجمة ينبغي أن تتوافق مع ما تقوله، وقولها أعلاه يحمل تكذيباً لكل ترجمة تخالف فكرها وتقول بمساواة المسيح ليهوه في القدرة. ويتهمون الفريقين، اليهودي والمسيحي، بالتآمر على إخفاء الاسم "يهوه"، فاليهود أزالوا التتراغراماتون* "يـ هـ وهـ"، في القرن الأول ميلادي حين أعادوا نسخ السبعينية. والمسيحيون أزالوه من الأسفار المسيحية اليونانية في القرن الثاني أو الثالث للميلاد. معظم أقوالهم في هذا الشأن هي من نسج الخيال، وحججهم ظنون لا ترقى إلى مستوى الدليل العلمي. وإني أسوق بعضها للقارئ الكريم كما وردت في النسخة العربية لترجمة "العالم الجديد": [16] 1 - "إنّ أعظم إهانة يرتكبها التراجمة العصريون في حق الإله الذي ألف الأسفار المقدسة هي حذف اسمه الشخصي الفريد .. 2 - "ونحن إذ استخدمنا الاسم " يهوه " التزمنا التزاما دقيقا بالنصوص في اللغات الأصلية .. 3 - "بناء على الترجمة السبعينية، رددنا التتراغراماتون في تث 30 : 16 ، 2 صم 15 : 2 و 2 أخ 3 : 1.. 4 - "كنا في غاية الحذر بشأن نقل الاسم الإلهي في الأسفار اليونانية المسيحية، مراعين دائما وبتدقيق الأسفار العبرانية كأساس .. 5 - "وقد بحثنا عن مطابقة من الترجمات العبرانية المتوفرة للأسفار اليونانية المسيحية لتأكيد ترجمتنا .. 6 - "لقد اسـَتُخدم التتراغراماتون بالأحرف العبرانية (יהוה) في النص العبراني والترجمة السبعينية اليونانية كليهما.. 7 - "لذلك سواء قرأ يسوع وتلاميذه الأسفار المقدسة بالعبرانية أم باليونانية، فقد صادفوا الاسم الإلهي .. 8 - "وتوجد في الترجمات العبرانية العديدة مطابقة لكل من هذه المواضع الـ 237 التي رددنا فيها الاسم متن النص ". ادعاءات تستحق الفحص، وفي فحصنا لها نتجنب الخوض في الأسباب التي استدعت استبدال اسم "يهوه" بـ " الله" أو "الرب" في أسفار العهد القديم، و لعل أهمها جهل اللفظ الحقيقي للاسم والامتناع عن اللفظ الخاطئ له تمعناً وإفراطا في تقديسه تبعاً للوصية "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلا". فقام اليهود قبل الميلاد بقرون باستبدال اللفظ "يهوه" بـ "ادوناي"، أي "الرب" أو "السيد". ولا إجماع للآن حول كيفية ترجمة الاسم أو كتابته والتلفظ به. لكن ما يهمنا هنا في المقام الأول، البحث في الأصل اليوناني للعهد الجديد، وإلى أي مدى يلزمنا هذا الأصل باستخدام الاسم "يهوه". ويأتي ردنا على أقوالهم كالتالي: 1 – لا إهانة البتة في عدم نقل الاسم "يهوه" في ترجمات العهد الجديد، إذ لا وجود لأية مخطوطة أو نسخة يونانية تلزم المترجم بذلك. 2 – قولهم، أنهم التزموا بالنصوص الأصلية في نقل الاسم "يهوه" يحمل الحق وخلافه. فإن كنا لا نعترض على وجود الاسم في الأسفار العبرية للعهد القديم، إلا أننا نرفض نقله إلى العهد الجديد لعدم وجود أية نسخة تقول بذلك، وإلا فليقل لنا معشر الشهود ما اسم النسخة أو المخطوطة التي نقلوا عنها. 3 – إنّ النصوص التي أشاروا إليها في الترجمة السبعينية لا تتضمن الاسم "يهوه"، بل " الرب الإله"، "كيريوس تون ثيوس" kurios ton theos، ومن قال بغير ذلك تجنب الصواب. 4 – لا يجوز الاعتماد على الأسفار العبرية بشأن نقل الاسم في العهد الجديد، فللعهد الجديد أصل يوناني هو الأساس الذي ينبغي الاعتماد عليه. فسواء كان الكاتب فيه من أصول يهودية أو أممية فقد كتب باليونانية واستخدم "كريوس" و "ثيوس" للإشارة الى الله والمسيح. فقط سفر واحد قام جدلا في أصله اللغوي وهو إنجيل متى، فقال البعض إنه كتب بالعبرية ونقل إلى اليونانية، وقال البعض الآخر بعكس ذلك، لكن حتى التسليم بأصله العبري لا يقدم الدليل على استخدام متى للاسم "يهوه". فقولهم خلط وتمويه، بل واستخفاف بعقول الناس. 5 – بحثوا عن مطابقة للأصل في ترجمته العبرية، وهذا تصرف غريب وشاذ ينم عن جهل بأبسط قواعد الترجمة وأسلوبها العلمي السليم، الذي يلزم المترجم بعكس ما فعلوه، أي البحث في الأصل وليس في الترجمة. فحتى وجود الاسم في ترجمات عبرية ليس دليل على وجوده في الأصل اليوناني. 6 - زعمهم، أنّ السبعينية استخدمت التتراغراماتون، لا صحة فيه. فالسبعينية لا تتضمن الاسم، بل أنّ سبعين عالما يهوديا اشتركوا في هذا العمل استعاضوا بـ "كيريوس" و "ثيوس" بدلا عن "يهوه". وقولهم، أن الاسم تواجد قبلا فيها ثم أزيل لاحقاً، يقع في خانة الظنون، بينما تصريحات من هذا النوع يجب أن ------------------------------------------------- יהוה ( ي هـ و هـ ) * التتراغرام = الاسم الرباعي الأحرف تؤسس على براهين علمية وتاريخية وليس على ظنون. 7 – الأسفار المقدسة التي قرأ فيها يسوع وتلاميذه هي ترجمة يونانية للعهد القديم العبري، والاستدلال بها في هذا المقام هو خلط وتمويه للحقائق. فرغم معرفة المسيح وتلاميذه باسم الله "يهوه"، لا يشير العهد الجديد بتاتا أنهم استخدموه، لا في تصريحاتهم ولا في كتاباتهم ولا حتى في اقتباساتهم من العهد القديم، وإنما استخدموا "كيريوس"، الذي نسب إلى الله والمسيح. 8 – إنّ نقلهم "ثيوس" و "كيريوس" إلى "يهوه" 237 مرة في العهد الجديد لا يوجد ما يؤيده في النسخة اليونانية، وهو عمل ينم عن عدم أمانة، بل هو عبث في الكتب المقدسة. وبالرجوع إلى ترجمتهم للعهد الجديد نرى أنهم وضعوا الاسم "يهوه" حيث أرادوا تابعين الظن والتخمين. هنا بعض الأمثلة: 1- الرب الكائن والذي كان والذي يأتي (رؤيا 1: 8) فندايك: "أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ " يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." الكاثوليكية: "ما يَقولُه الرَّبُّ الإِله". المشتركة: "يَقولُ الرَّبُّ الإلَهُ". العالم الجديد: "يقول يهوه الله". اليونانية، وفيها قراءتان، "يقول الرب" و "يقول الرب الإله": λεγει ο κυριος legei (يقول)o kurios (الرب) )1 - 1894 Scrivener Textus Receptus Greek NT. 2 - Stephens Textus Receptus (1550). 3- Greek NT: Textus Receptus (1550) λεγει κυριος ο θεος legei (يقول) kurios (الرب) o theos (الله) )1-Westcott-Hort Greek NT. 2 - Greek NT: Tischendorf 8th Ed. 3 - Greek NT: Byzantine/Majority.4 -Greek NT Orthodox Church( القول يعلن عن القدرة الكلية للناطق به، وهي التي ينفوها عن المسيح، لذلك قالوا، أنّ المتكلم هو يهوه. لكن من يترجم هنا إلى "يهوه"، إما أن يكون قد بلغ من الجهل أقصاه، أو انه يصرح: يسوع و يهوه واحد في الطبيعة والصفات والأزلية والمجد. والخيار الثاني حق، بشهادة السياق والقرينة: أ – السياق، ويبدأ بـ "إعلان يسوع المسيح"، ثم يليه سلام الله المثلث الأقانيم، الآب "الكائن والذي كان والذي يأتي، ومن الروح القدس المشبه بـ " السبعة الأرواح التي أمام عرشه"، ومن الابن "يسوع المسيح الشاهد الأمين". بعدها ينفرد في وصف الابن آتيا "مع السحاب، وستنظره كل عين"، ويعقب الوصف مباشرة قول الابن الآتي مع السحاب "أنا هو الألف والياء، البداية والنهاية، يقول الرب الكائن والذي كان والذي يأتي، القادر على كل شي". ويتكرر القول ثانية، ولما التفت يوحنا إلى مصدر الصوت رأى وسط سبع مناير "شبه ابن إنسان". السياق يقول أن الناطق بعبارة "أنا الألف والياء ... القادر على كل شيء" هو المسيح الآتي، الذي يوجه خطابه للكنائس. ولقطع الشك باليقين يقول يوحنا، أنّ صاحب القول "كان حيا ومات وهو حي إلى ابد الآبدين" والذي مات وقام هو المسيح ( انظر أيضا رؤيا 2: 8، 22: 13). ب – القرينة، ومن ذات السفر، حيث يتصف المسيح بذات الصفات التي يتصف بها يهوه، ولا عجب، فما هو ليهوه هو أيضا للمسيح، وليس المسيح إلا يهوه. الأصحاح 22 يرسخ إيماننا هذا، ويصد كل من ينفي القدرة والألوهية الكاملة عن المسيح، مؤكداً أنّ عبارة kurios o theo التي ترجموها "يهوه الله" هي من نصيب المسيح. برهاننا نستخرجه من مقارنة الأعداد 6 و16، حيث قيل في 6 "والرب إله الأنبياء القديسين أرسل ملاكه" بينما في 16 جاء القول: "أنا يسوع، أرسلت ملاكي"، فليس من شك أنّ يسوع هو يهوه مرسل الملائكة، وتبقى محاولتهم لتعزيز الفارق بين الاثنين عقيمة بلا ثمر. 2 - قول المسيح "أنا كائن"، يعني ضمنا انه "يهوه" (يوحنا 8 : 58) فندايك: "قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ". الكاثوليكية: "أَنا هو". المشتركة: "أنا كائِنٌ". العالم الجديد: "كنت أنا". اليونانية: πριν αβρααμ γενεσθαι εγω ειμι prin (قبل) abraam (إبراهيم) genesthai (يوجد، يولد) egō eimi (أنا كائن، أنا موجود) ترجمتهم لقول المسيح في صيغة الماضي تفرغه من قوته ومعناه الحقيقي. نرد عليها فنقول: أنّ المسيح يستخدم مصطلح عبري له وزنه وقوته، وقوله يحمل تلميحاً واضحاً ومحدّداَ للّه "يـ هـ وهـ" في العهد القديم، وبناءا على هذا المفهوم رأى اليهود وجوب رجمه. إضافة إلى ذلك جاءت عبارة ego eimi في صيغة المضارع، وهي تفيد الوجود الذاتي الدائم والمستمر، وليس حالة تواجد فيها الابن في زمن ما قبل إبراهيم. والعبارة لها صلة وثيقة مع العبارة "اهيه الذي اهيه"، التي استخدمها الله قديما ليصف بها ذاته في الاصحاح الثالث من سفر الخروج. اعتراض: "إنّ التعبير في يوحنا 8 : 58 مختلف تماما عن ذلك المستعمل في خروج 3 : 14. فيسوع لم يستعمله كاسم او لقب بل كوسيلة لإيضاح وجوده السابق لبشريته ... وهكذا فإنّ الفكرة الحقيقية لليونانية المستعملة هنا هي أنّ "بكر" الله المخلوق، يسوع، كان قد وجد قبل أن يولد ابراهيم بزمن طويل . كولوسي 1 : 15 ، امثال 8 : 22 ، 23 ، 30 ، رؤيا 3 : 14". [17] نقول: لا اختلاف بين يوحنا 8 وخروج 9، لأنّ العبارة ehyeh asher ehyeh في التوراة العبرية نقلها علماء اليهود في السبعينية إلى Egô eimi ho ôn هكذا وردت في النص اليوناني لإنجيل يوحنا، وهي تفيد حيث وردت "الكائن بنفسه" أو "الواجب الوجود" أو "ذاتي الوجود". فالعبارة قطعا ليست اختراعاً مسيحياً، وقد استخدمت في الحديث عن المسيح وغيره للإشارة إلى الشخصية، لكن في سياق الحديث عن زمن ما قبل إبراهيم فهي تفيد الكينونة الدائمة، وليس من شك، أنّ المسيح في قوله "أنا كائن" لا يشير إلى زمن خلق فيه، وإنما قطعا إلى أزليته. وقد أدرك الشهود الخطورة في قول المسيح وتطابقه مع نص الخروج، فغيروا في ترجمتهم معالم "اهية"، وترجموها كالتالي: "فقال الله لموسى: أنا أصير ما أشاء أن أصير. وأضاف: هكذا تقول لبني أسرائيل: أنا أصير أرسلني إليكم". ويبنون الترجمة على مفهومهم للاسم "يهوه" بأنه "مشتق من الفعل العبراني הוה ( هاواه:صَارَ)، فيكون معنى الاسم الإلهي "يصير"، وبذلك يتجلى يهوه بأنه الإله الذي يُصَيِّرُ نفسه - بالعمل التقدُّميّ - متمما للمواعيد، فيحقق مقاصده على الدوام". [18] بهذه الترجمة حوّلوا العبارة من صيغة الكينونة إلى الصيرورة وأضعفوا بالتالي من قوة الاسم الإلهي الذي يعلن الوجود الذاتي الأزلي. 3- في حياتنا ومماتنا نحن ملك المسيح (رومية 14 : 8 ) فندايك، بتوافق مع جميع الترجمات: "لأَنَّنَا إِنْ عِشْنَا فَلِلرَّبِّ نَعِيشُ وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَمُوتُ. فَإِنْ عِشْنَا وَإِنْ مُتْنَا فَلِلرَّبِّ نَحْنُ". العالم الجديد: "لأننا إن عشنا فليهوه نعيش. وإن متنا فليهوه نموت. فإن عشنا وإن متنا فليهوه نحن". اليونانية: τω κυριω ...τω κυριω ...του κυριου tō kuriō ...(الرب) tō kuriō ...(الرب) tou kuriou (الرب) يذكر النص اليوناني "كيريوس" ثلاثة مرات، فلا يترك مجالا للشك أنّ الحديث ليس عن يهوه، بل عن المسيح. أما الآية التاسعة فتغنينا عن شرح كثير، إذ تقول: "لأَنَّهُ لِهَذَا مَاتَ الْمَسِيحُ وَقَامَ وَعَاشَ لِكَيْ يَسُودَ عَلَى الأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ". إنّ الحديث في السياق هو بلا نزاع عن المسيح وسلطانه على المؤمنين به، الذين افتداهم بدمه، وهو الآن يسود على الأحياء والأموات منهم، وإنّ المؤمنين في حياتهم ومماتهم هم ملكه وحده. وعليه فإن kuriou في الآية السالفة تخصه وحده، ولا ينبغي أن تترجم في أي حال من الأحوال إلى "يهوه"، وليس في النص اليوناني ما يوحي بذلك. 4- كأس يهوه وكأس الرب (1 كورنثوس 10 : 21 ) فندايك: "لا تَقدِرونَ أنْ تَشرَبوا كأسَ الرَّبِّ وكأسَ شَّياطينِ،". الكاثوليكية: "كَأسَ الرَّبِّ". المشتركة: "كأسَ الرَّبِّ". العالم الجديد: "كأس يهوه". اليونانية: ου δυνασθε ποτηριον κυριου πινειν ou dunasthe (لاتقدرون) potērion (كأس) kuriou (الرب) pinein (تشربون) هذه الترجمة خاطئة بامتياز، وليس من شك أنّ نقلهم "كيريوس" إلى "يهوه" أتى بدافع إخفاء لاهوت الابن. ردنا كالآتي: أ – السياق يخطئهم لأنّ موضوعه المسيح، الطعام والصخر الروحي الذي رافق الشعب في برية سيناء، وهو من جربوه قديما، وعليه تكون كأس البركة كأسه وشركة دمه، ويكون هو الرب "كيريوس". والملفت أنهم ترجموا عبارة "الصخرة كانت المسيح" في العدد الرابع إلى "وذلك الصخر مَثَّلَ المسيح"، وهذه محاولة من جانبهم لإخفاء سلطان المسيح مصدر الحياة. فبينما كافة الترجمات العربية وغير العربية راعت في النقل فعل الكينونة eimi ونقلت بحق وأمانة "الصخرة كانت المسيح"، زجوا هم في النص كلمة "مثّل" التي لا وجود لها في الأصل. ب – القرينة من ذات الرسالة تخطئهم، حيث يكرر الرسول حديثه عن "كأس الرب"، فيقول: "إذاً أي من أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مجرماً في جسد الرب ودمه". (1 كورنثوس 11: 27). هذا أوقع الشهود في مأزق كبير، إذ أن بولس يقرن الحديث عن الكأس بجسد الرب ودمه، ويهوه ليس له جسد أو دم مادي، فما العمل؟ إن ترجموها "كأس يهوه" نسبوا لله المادية، وإن تركوها "كأس الرب" ناقضوا ما ترجموه في الإصحاح السابق إلى "كأس يهوه"، فاعتمدوا الخيار الثاني وترجموا "من يأكل الرغيف أو يشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مذنباً إلى جسد الرب ودمه". إنّ الحديث في الآيتين عن نفس الشخص "كيريوس"، في العدد الأول قالوا بأنه يهوه، وفي العدد الآخر أقروا أنه المسيح وبذلك قدموا مكرهين الدليل على عدم أمانتهم في الترجمة. 5 - "جربوا يهوه" و "جربوا المسيح" ( 1 كورنثوس 10 : 9 ) فندايك: "وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضاً أُنَاسٌ". الكاثوليكية: "ولا نُجَرِّبَنَّ الرَّبَّ". المشتركة: "ولا نُجَرِّبُ المَسيحَ". العالم الجديد: "ولا نمتحن يهوه". اليونانية، وفيها ثلاثة قراءات: القراءة الأولى: μηδε εκπειραζωμεν τον χριστον mēde (لا) ekpeirazōmen (نجرب) ton christon (المسيح) (1-Nestle-Aland 26th-27th Greek NT. 2-Greek NT of Enzinas. 3- Robinson/Pierpont Byzantine Greek New Testament .4-1894 scrivener textus Receptus. 5- Greek NT with Variants. 6- Greek NT Stephan us Texts Receptors 1550. 7- Greek NT: Greek Orthodox Church) القراءة الثانية تخيّر بين الرب والمسيح μηδε εκπειραζωμεν το )1 κυριον) ( 2 χριστον) mēde (لا) ekpeirazōmen (نجرب) ton kurion (الرب) christon (المسيح) )Greek NT: Greek NT: Westcott / Hort, UBS4 Variants( القراءة الثالثة: μηδὲ ἐκπειράζωμεν τὸν κύριον mēde (لا) ekpeirazōmen (نجرب) ton kurion (الرب) )Greek NT: Tischendorf( أمامنا سبعة نسخ يونانية يعتمدها المترجمون وعلماء الكتاب، خمسة منها تشير فقط إلى المسيح بالاسم، ونسخة واحدة تشير إلى المسيح وكيريوس وتخير بينهما، ونسخة أخرى تشير إلى كيريوس وحده. فكيف توصل مترجمي "العالم الجديد" إلى ترجمتهم "يهوه"؟ لا نرى أنهم اتبعوا الترجيح ولا الاستنتاج، لأن الترجيح هو لصالح قراءة "لا تجربوا المسيح". وإن اتبعوا الاستنتاج، فالاستنتاج لا يأتي من فراغ بل يؤسس على قواعد علمية سليمة. فإن لم يكن ترجيح ولا استنتاج فهو، إما ظن خاطئ أو تجاهل وتحريف. 6 - طريق يهوه هو طريق يسوع (مرقس 1 : 3، واشعياء 40 : 3) فندايك: "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: "هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً". الكاثوليكية: "أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ". المشتركة: "هَيِّئوا طَريقَ الرَّبِّ،". العالم الجديد: "هَيِّئوا طريق يهوه". اليونانية: ετοιμασατε την οδον κυριου etoimasate (اعدوا) tēn odon (طريق) kuriou (الرب) كالعادة، غلب عندهم الظن، أنّ البشير مرقس قد عرف وتلفظ الاسم "يهوه"، ولاسيما أنه اقتبس من أقوال النبي إشعياء. هذا ظن في غير مكانه وليس ما يحفزه تاريخيا أو كتابيا. وكما سبق وأشرنا، الاسم "يهوه" لم يكن متداولا زمن المسيح ولا قبله بقرون، كما ولا دليل في السبعينية يشير إليه. لذلك من غير المحتمل أن مرقس تلفظ بالاسم كما ورد في أشعياء، وإنما استخدم المرادف له في السبعينية، أي "كيريوس". العبارة واضحة، ووضوحها يعلنه السياق الذي جاءت فيه وتوضحه القرائن في الأناجيل. فصاحب الخطاب هو الله "هاأنا أرسل أمام وجهك ملاكي"، وهو يخاطب الابن بالقول "يهيئ طريقك قدامك"، وعليه فإنّ يوحنا يهيئ الطريق للابن، وكلمة "كيريوس" في نداء يوحنا تعود على المسيح، فالوحي ينسب إليه ما نسبه قديما لله يهوه. هذا إعلان صريح لا يقبل باعتراض. اعتراض: "يهيئ يوحنا الطريق بجلب الناس إلى حالة قلبية ملائمة لقبول المسيا ... وهكذا فإنّ رسالة يوحنا " قد اقترب ملكوت السموات " هي كإشعار بأن خدمة ملك يهوه المعيَّن يسوع المسيح على وشك الابتداء". [19] الرد: في اعتراضهم لخبطة كلامية وتناقض مفضوح مع ما جاء في ترجمتهم. هنا يصرحون بأن يوحنا هيأ الطريق لقبول الملك المسيح، بينما ترجمتهم تقول، أنه هيأ الطريق ليهوه. 7 - الطلب باسم "يهوه" هو طلب باسم يسوع (رومية 10: 13، أيضا يوئيل 2 : 32 ) فندايك: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ". الكاثوليكية: "بِاسمِ الرَّبِّ". المشتركة: "باسمِ الرَّبِّ". العالم الجديد: "باسم يهوه". اليونانية: επικαλεσηται το ονομα κυριου epikalesētai (يدعوا) to onoma (باسم) kuriou (الرب) الترجمة إلى "يدعو باسم يهوه" خاطئة ولا تجوز، والدلائل التي تخطئها هي: أ – الدليل من الأصل: وردت "كيريوس" في رومية 10 ثلاثة مرات، نقلوها في الأعداد 13 و 16 إلى "يهوه" وفي العدد 9 إلى "رب". وظني أن الأسباب هي: أ- عندما تكون "كيريوس" منفردة تترجم "يهوه"، وحين تقترن بالمسيح تترجم "رب". ب - الأعداد 13 و 16 هي اقتباسات من العهد القديم، لذلك غلب الظن عندهم أنّ بولس استخدم "يهوه" كما في الأصل العبري، واتبّاع الظنون في نقل النصوص المقدسة ليس من الأمانة العلمية. ب – الدليل من السياق: في الأصل اليوناني لرومية 13 تأتي "كيريوس" إشارة إلى المسيح، الذي هو غاية الناموس للبر، "لانّ القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص"، والإيمان به هو الهدف: "لأنّ الكتاب يقول: كل من يؤمن به لا يخزى"، وهو مصدر الخلاص، "لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأنّ ربا واحدا للجميع غنيا لجميع الذين يدعون به لأنّ "كل من يدعو باسم الرب يخلص". يستخدم بولس ثلاثة مرات متتالية حرف الجر "لأنّ" في معرض شرحه لسبيل التبرير معطيا سياقاً كاملاً وتسلسلاً منطقياً. لكن أين المنطقية في سياق يطالب باعتراف شفوي بالمسيح ثم بعدها بعددين يلزمنا أن ندعو باسم يهوه؟! ت – الدليل من القرينة: استخدم بطرس ذات العبارة في أعمال 2: 21، وكان بلا شك مدرك أنّ يسوع المسيح هو يهوه. فنراه يوضح معنى "يدعو باسم الرب" شارحا أمر المسيح بدءاً من حياته ومعجزاته وصلبه وقيامته ليصل إلى تمجيد الآب له، ثم بعدها يوضح قائلا: "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا". لماذا الاعتماد على اسم يسوع وليس على اسم يهوه؟ التوضيح في الإصحاح الرابع، "لأنّ ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص". وقوله "ليس أسم آخر" يشمل أيضاً التتراغراماتون "يـ هـ و هـ" . هذا حق نادى به جميع الرسل، فبولس الذي اقتبس العبارة من يوئيل يؤكد أنّ يسوع المخلص هو أعظم ما في الوجود، وانّ الله رفعه "وأعطاه اسما فوق كل اسم" (فيلبي 2 : 9)، وكلمة "كل" تشمل أيضا أسم "يهوه". ليس ذلك فقط، بل وجعله "فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة، وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا" أفسس (1 : 20 – 21)، لهذا صلى الرسول أن يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح في المؤمنين ( 2 تسالونيكي 1 : 12). في هذا كله يقين، أن الدعوى تكون باسم يسوع وحده؟! 8 - يوم يهوه هو يوم المسيح ( 2 بطرس 3 : 9 – 10 ) فندايك: "لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ ... وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ". الكاثوليكية: "إِنَّ الرَّبَّ لا يُبطِئُ في إِنجازِ وَعْدِه... سيَأتي يَومُ الرَّبِّ كما يأتي السَّارِق". المشتركة: "والرَّبُّ لا يُؤخِّرُ إتمامَ وَعدِهِ ...ولكِنَّ يومَ الرَّبِّ سيَجيءُ مِثلَما يَجيءُ السّارِقُ". العالم الجديد: "لا يتباطأ يهوه ... إلا أن يوم يهوه سيأتي كسارق". اليونانية: ου βραδυνει ο κυριος ... ηξει δε η ημερα κυριου ou bradunei (لايتباطىء) o kurios (الرب) ... ēxei (يأتي) de ē (لكن) ēmera (يوم ) kuriou (الرب) سميّ قديما "يوم يهوه"، وبدخول المسيح إلى العالم أصبح "يوم الرب يسوع المسيح". فالإشارة في النصوص أعلاه هي إلى شخص المسيح، الرب - كيريوس، ولا يجوز ترجمة "كيريوس" إلى "يهوه"، إذ لا يسمح بذلك لا الأصل ولا السياق ولا القرينة. والقرينة تؤكد أن "يوم الرب" هو يوم المسيح، وحين يقول الرسول بولس "يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء" يتبع قوله توضيحاً يجعل من يوم الرب يوماً للمسيح، "عند مجيء ربنا يسوع المسيح" ( ا تسالونيكي 5: 2و 23). وفي رسالة ثانية للجماعة ذاتها توضيح أعمق، بالقول: "لا تتزعزعوا ... ولا برسالة كأنها منا، أي أنّ يوم المسيح قد حضر" (2 تسالونيكي 2 : 2). فيوم يهوه هو يوم المسيح، ولا غرابة، لأنّ بولس آمن بأنّ المسيح هو يهوه، وقد اشتهر الرسول في استخدام مصطلح "يوم المسيح"، كما في فيلبي الإصحاح الأول والثاني، ومصطلح "يوم الرب يسوع" (1 كورنثوس 1 : 8 و 5 : 5 ، 2 كورنثوس 1 : 14). في مجمل العهد الجديد يعلن الوحي أنّ المسيح هو رب الساعة وموضوعها، وعليه فإنّ اليوم يكون يومه كما هو يوم يهوه، وما المسيح إلا يهوه. أم يعتقد الشهود بوجود يوم ليهوه ويوم للمسيح؟ في الحقيقة نعم، فلمّا كشفت كلمة الله التواء معتقدهم في المسيح اضطروا إلى اختراع تعليم يخرجهم من المآزق التي وقعوا فيها، وهكذا خرجوا بنظرية بنظرية تقول، أنّ يوم المسيح قد حضر، بينما يوم يهوه قادم. المزيد عن هذا الموضوع في فصل "عالم بلانهاية". 9 – استفانوس ناجى المسيح (أعمال 7 : 59- 60) فندايك، بتوافق مع جميع الترجمات العربية: "فَكَانُوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ اقْبَلْ رُوحِي ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ". العالم الجديد: "وهو يلتمس ويقول: أيها الرب يسوع... وصرخ بصوت قوي: "يايهوه". اليونانية: 59 και λεγοντα κυριε ιησου 60 εκραξεν φωνη μεγαλη κυριε 59 kai legonta (ويقول) kurie ( ايها الرب) iēsou ...(يسوع) 60 ekraxen (صرخ) phōnē (بصوت) megalē (عظيم) kurie (يارب) كلنا دهشة واستغراب من أساليبهم الغامضة وطريقة تعاملهم مع النصوص، وإن دل هذا على شيء فعلى حيرة وعجز. أما ردنا فهو: 1 - الجملة الأولى ترجموها "أيها الرب يسوع"، لانّ "كيريوس" تقترن بالمسيح . لكن في الجملة التابعة، حيث وردت "كيريوس" منفردة ترجموها "يهوه"، غير آخذين بالاعتبار سياق النص، وثقافة كاتبه لوقا، الذي كتب سفره بلغة ولد فيها وتعلمها وأتقنها، وفي لغته كلمة "كيريوس" تعني "الرب" وليس "يهوه". 2 - إن كان الغرض من تلاعبهم نفي وجوب الصلاة للمسيح وطلب الغفران منه فقد اخفقوا في تحقيقه، لأننا نرى في تسليم الروح للمسيح، كما في العدد 59، قوة الصلاة والدعاء والمناجاة. فالله وحده "أبي الأرواح" (عبرانيين 12 : 9)، أي خالقها والمتحكم في مصيرها، ولا يعقل أنّ استفانوس يستودع روحه بين يدي المسيح بينما لا يؤمن أنه الله. 3 – مخاطبة استفانوس للمسيح، بغض النظر عن دوافعها وأغراضها، لا تجوز إلا في حالة الإيمان، أنّ المسيح هو الله. ونحن نسأل معشر الشهود، هل بإمكانهم مخاطبة المسيح بالصورة التي فعلها استفانوس؟ هل يتحدثون إليه ويسلمون له الروح؟ لا نعتقد بهذا، وعليه إما أن يكون استفانوس قد اخطأ بالتوجه للمسيح، أو أنّ الشهود قد ضلوا في نظرتهم له. 4 - ولا يعقل أنّ استفانوس يخاطب ويناجي المسيح ليقطع فجأة نداءه ويتوجه إلى مخاطبة يهوه، إلا إذا وافقوه في إيمانه، أنّ المسيح ويهوه واحد. 5 – كل الترجمات العربية ترجمت "يدعو ويقول" بخلاف ترجمتهم "يلتمس ويقول". والفعل "يدعو" epikaleoma يشير في السياق إلى الدعاء والطلب والمناجاة والصلاة والتضرع. وقد ورد في صيغة المضارع تأكيداً على طول المناجاة واستمراريتها. فكلمات استفانوس ليست سوى جزء من صلاة طويلة قدمها للمسيح بينما كانوا يرجمونه. السياق واضح ولا يحتمل أي تأويل. ترجمتهم للنص أوقعتهم في مشاكل لا حصر لها، ولا أستغرب تصحيحه في طبعة مقبلة لترجمة العالم الجديد. كما نرى، لـم يجد كتّاب العهد الجديد أية مشكلة في أن ينسبوا ليسوع كل فقرات العهد القديم التي تشير إلى يهوه. كل الدلائل في صفنا وتؤكد إيماننا، بأنّ يسوع المسيح هو يهوه الله. وختاما نستأذنهم في استخدام قاعدتهم التي اعتمدوا عليها في نقل "كيريوس" إلى "يهوه"، فنترجم بناءاً عليها 1 كورنثوس 12: 3 "وليس أحد يقدر أن يقول: يسوع يهوه إلا بالروح القدس". فهل قبلوا بهذا؟ |
|