رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هلمَّ فنبنى (نح 2: 17) القس بولس بشاى كاهن بكاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل بأسيوط ١١ يونيو ٢٠١٥ قال احد المتأملين أن بالإنجيل خمسة بشائر: الأولى لمتى ثم مرقس ولوقا ويوحنا والخامسة أنا وأنت. و قال آخر في نفس المعنى “لا يقرأ الخاطي الإنجيل الذى يملكه المسيحي بل يقرأ الانجيل من خلال صفحات حياة المسيحى نفسه” لقد أعطى الرب الوعد بميلاد وامتداد كنيسة العهد الجديد بنعمة وتأييد وقوة منه”لأنك تمتدين إلى اليمين وإلى اليسار” (أش 54 : 3) ويؤكد لنا القديس لوقا في سفر الأعمال أن القوة الدافعة وراء امتداد الكنيسة هو عمل الروح القدس إذ يقول”و بتعزية الروح القدس كانت تتكاثر” (أع 9 : 31) حتى أنه يطلق على سفر أعمال الرسل “أعمال الروح القدس” لأنه هو المحرك والمرشد الأساسي للكرازة، فنجده مرة يمنع الرسل ان يتكلموا بالكلمة في أسيا ومرة أخرى يختار برنابا وشاول للانطلاق في رحلة تبشيرية “افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما اليه” (أع 13 :3) كذلك فإن الروح القدس هو العامل في المخدومين لأجل بنيانهم هو الذي ينمي النفوس “ليس الغارس شيئاً ولا الساقي بل الله هو الذي ينمي” (1كو 3 : 7). أي أن الله هو البنَّاء الأعظم لكنيسته المقدسة. ومع هذا فإن الله من فرط محبته يستعمل آنيتنا الضعيفة في عمله العظيم كما يصلي الكاهن سراً في صلاة الاستعداد قبل بدء القداس:- دعوتنا نحن عبيدك الأذلاء غير المستحقين لنكون خداماً لمذبحك المقدس. ان الله يكرم بشريتنا الضعيفة فيشركنا معه في العمل مع أنه بنا أو بدوننا قادر أن يقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم. و رغم أن العمل الكرازي هو مسئولية الرعاة “أذهبوا و تلمذوا جميع الامم” (مت 28 : 19) “ارعوا رعية الله التى بينكم” (1بط 5 : 2) و لكن المسئولية وضعها الرب على عاتق كل مسيحي، يقول القديس بولس لأهل كورنثوس “ظاهرين أنكم رسالة المسيح مخدومة منا مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي لا في ألواح حجرية بل في ألواح قلب لحمية” (2كو 3 : 3) فى العصر الرسولي أي في القرن الأول الميلادي لم يكن هناك انجيلاً مكتوباً لعقود ولكن المسيحيين انفسهم كانوا انجيلاً حياً أمام كل العالم كما يقول القديس بولس للمؤمنين “انتم رسالتنا معروفة ومقروئة من جميع الناس” (2كو 3 : 2). لم تكن هناك إذاعات وقنوات تلفزيونية تذيع بشارة الانجيل ولكن المؤمنين انفسهم كانوا خير اذاعة كما يقول القديس بولس للمؤمنين “لأنه من قبلكم قد اذيعت كلمة الله ليس في مكدونية واخائية فقط بل في كل مكان أيضاً قد ذاع ايمانكم بالله” (1تس 1 : 8) المسيحى هو المجرى الذي يجري فيه نهر الروح القدس ليرتوي ويفيض على الآخرين “من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي” (يو 7: 38) فى كلامنا وصمتنا فى كل حركة و كل سكنة بل ملامح وجوهنا كل هذا يحمل طابع ورائحة المسيح، إنها رسالة ليس لنا اختيار في أن نحملها أو لا نحملها فمنذ دعى علينا اسمه المبارك أصبحنا له سفراء “نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا” (2 كو 5 : 20) فأي سفارة حسنة يجب أن نكون عليها تليق بعظمة الله الذي دعانا لها، لابد أن نكون حذرين لأن كل ضعف فينا بكل أسف ينسبه العالم لمسيحنا كما يحذر من ذلك القديس بولس “لأن إسم الله يجدف عليه بسببكم بين الأمم” (رو 2 : 24) لعله بسبب هذه المسئولية الكبيرة تصوم الكنيسة كلها رعاة و رعية صوم الآباء الرسل و كأنها حين تقدم كشف الحساب السنوى للخدمة تقدمه مشفوعاً بطلب صفح عما عبر بها من ضعف ومصحوباً بطلب المعونة لاستمرارية الخدمة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هلم فنبني سور أورشليم ولا نكون بعد عارا |
( إشعياء 9: 10 ) قد هبط اللبن فنبني بحجارة منحوتة |
هلمَّ ورائي |
هلمَّ ورائي |
إن تكن سورًا فنبني عليها برج فضة. |