|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (65) .. أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرسائل الجامعة وسفر
مفتاح العهد الجديد (65) .. أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ١٣ يونيو ٢٠١٥ مدخل دراسي للإنجيل الكنيسة المسيحية:كنيسة من أجل العالم كله نجحت الكنيسة الوليدة وصارت لأجل العالم كله دون تفرقة أو تمييز بفضل تضم ثلاثة عوامل رئيسية هي: أولا:الحواجز التي انتهت. ثانيا:الروح الذي يوحد. ثالثا:الكرازة التي امتدت. أولا:الحواجز التي انتهت بينما كان الرب يسوع مجتازا في أرض السامرة جلس علي بئر ماء وقت الظهيرة وطلب من امرأة سامرية أن تعطيه ليشرب.تعجبت المرأة من هذا الطلب إذ كيف وهو رجل يهودي يطلب من امرأة سامرية أن تعطيه ليشرب لأناليهود لايعاملون السامريين(يو4:9). كان هذا هو العالم الذي ولدت فيه الكنيسة الأولي,انقسامات وتحزبات بين الشعوب المختلفة وبين فئات الشعب الواحد,وكان علي الكنيسة أن تصالح وتؤلف بين هذه الفئات المتنازعة.وقد رأت الكنيسة-حسب وصية الرب يسوع-أن تبدأ بمصالحة اليهود مع السامريين لأنهم كانوا يمثلون الشعب الواحد الذي تأسست داخله الكنيسة الأولي ولكن لم يكن هذا هو الحاجز الوحيد الذي يجب تحطيمه بل كانت هناك خمسة حواجز علي الأقل أخذت الكنيسة في سحقها في سبيل الوحدة. أ-حواجز عرقية:اليهود والسامريون: ترجع العداوة بين اليهود والسامريين إلي زمن سحيق,ففي عام722 قبل الميلاد هاجم الآشوريون مملكة إسرائيل الشمالية(وعاصمتها السامرة) وقاموا بإجلاء أعداد كبيرة من الإسرائيليين بعيدا عن ديارهم,وفي نفس الوقت أحضروا أسري شعوب أخري وأسكنوهم في أرض إسرائيل,فاختلط بقية الإسرائيليين المقيمين بالأرض مع الشعوب الدخيلة,وعبدوا آلهة تلك الأمم بجوار عبادتهم لإله إسرائيل.وبعد عودة بقية إسرائيل الباقية من الإسر البابلي وبدأوا في إعادة بناء الهيكل طلب السامريون سكان المملكة الشمالية أن يساعدوهم في بناء الهيكل,فلم يسمحوا لهم بذلك.لقد نظروا للسامريين علي أنهم جنس خليط من الإسرائيليين والشعوب الوثنية,ولا يحق لهم أن يشاركوهم في بناء بيت إسرائيل.وهكذا توترت العلاقات بينهما,ونشأ حاجز من الكراهية وفصل بين أبناء الشعب الواحد. كان الرب يسوع هو أول من هدم هذا الحاجز,إذ ذهب إلي السامرة وبشر أهلها وصنع بينهم المعجزات كما أنه اتخذ من السامري رمزا للقريب في مثل السامري الصالح(لو10:30-37). وقد أوصي تلاميذه أن يحملوا البشارة بالإنجيل إليأورشليم وكل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض(أع1:8) وهكذا انطلق فيلبس الشماس إلي السامرة وبشر أهلها وعمدهم باسم الرب يسوع,ثم أرسلته الكنيسة الرسولين بطرس ويوحنا اللذين صليا لأجل شعب السامرة لكي يقبلوا الروح القدس(أع8:5-25). وقد ألمح بولس الرسول في رسالته إلي كنيسة كولوسي إلي بعض الانقسامات الأخري والحواجز التي كانت علي الكنيسة أن تواجهها يقول:حيث ليس يوناني ويهودي,ختان وغرلة,بربري سكيثي,عبد حر,بل المسيح الكل وفي الكل(كو3:11). ب-حواجز قومية:يونان ويهود: ثاني هذه الحواجز هو الحاجز القائم بين اليهود واليونان,وكان الصراع قد بدأ بينهما منذ أيام الإسكندر الأكبر عندما قام بغرو إسرائيل في القرن الرابع قبل الميلاد.كان لليونانيين مستوي معيشي معقد.فاليونان هي موطن الفلسفة والآداب والعلوم,وقد حاول اليونانيون نشر طريقة معيشتهم وحضارتهم المعروفة باسمالهيلينية في كل الشعوب التي غزاها الإسكندر والملوك الذين تبعوه.فالبرغم من أن الرومان انتصروا علي اليونان عسكريا,فإن اليونان غزت روما ثقافيا.وقد ولدت الكنيسة الأولي في عالم كان ينظر إلي اليونانيين كونهم الطبقة العليا المثقفة في تلك الأيام. أما الحزب الآخر الذي واجهته الكنيسة,فكان اليهود.وقد نشأت الكنيسة داخل المجتمع اليهودي,وكان عليها أن تقرر منذ اللحظة الأولي:هل من مصلحتها أن تتبني وجهة نظر اليهودية في تعاملها مع الشعوب الأخري؟يمكننا أن نفهم بسهولة موقف الشعب اليهودي تجاه أي شعب آخر إذا دخلنا إلي رواق الأمم داخل هيكل أورشليم.فهذا الرواق أو الفناء كان منفصلا عن باقي الهيكل,ولم يكن يسمح إلا لليهود بتجاوزه والعبور داخل الهيكل,وكان هناك لافتة محفور عليها هذه العبارة:ممنوع علي أي إنسان غريب عن الجنس اليهودي أن يتقدم ويعبر الحاجز إلي الهيكل,وأي إنسان يقبض عليه في الداخل ستوقع عليه عقوبة الموت نتيجة لذلك. تخطت الكنيسة الأولي هذا الحاجز القومي,فبالرغم من أن التلاميذ كانوا جميعا من اليهود إلا إنهم انطلقوا بالكرازة إلي كل شعوب الأرض,بل كان من أكبر المبشرين المعاونين للرسل أناس غير اليهود مثل تيموثاوس الذي أبوه يونانيا (أع16:3) كما نري في الكنيسة الأولي أنه بعد استشهاد استفانوس الشماس أن المؤمنين الذين تشتتوا وجالوا مبشرين بالكلمة كان منهم:رجال قبرسيون وقيراونيون,الذين لما دخلوا أنطاكية كانوا يخاطبون اليونايين مبشرين بالرب يسوع(أع11:20). وقد تأسس في بلاد اليونان نفسها كنائس هامة,أرسل إليها بولس الرسول بعض رسائله مثل كنائس كورنثوس وفيلبي وتسالونيكي. جـ-حواجز دينية:ختان وغرلة: هذا نوع آخر من الحواجز التي واجهت الكنيسة الأولي,فقد كان الناس منقسمين من الوجهة الدينية إلي يهود وأمم أو إلي ختان وغرلة. مارس اليهود عادة ختان جميع الذكور كعلامة عهد وتكريس لله منذ أيام إبراهيم أبي الآباء(تك17:9-14).والرب يسوع نفسه,مثل جميع أطفال الإسرائيليين خضع لهذه العملية عندما كان عمره ثمانية أيام(لو2:21) حتي أن كلمتي(ختان وعدم ختان أو غرلة) صارتا تمييزا بين اليهود وغير اليهود:بل وأيضا للتمييز بين اليهود الدخلاء وخائفي الله,فاليهود الدخلاء كانوا أصلا من الأمم غير اليهود ثم آمنوا بإله إسرائيل وجازوا عملية الختان فأطلق عليهم لقبيهود دخلاء مثل نيقولاوس الشماس الذي كان دخيلا أنطاكيا(أع6:5).أما خائفو الله,فهم أيضا كانوا من غير اليهود ولكنهم بعد إيمانهم بإله إسرائيل لم يقبلوا الختان,مثل كرنيليوس قائد المئة الذي عمده بطرس الرسول(أع10). كان هذا من أصعب الحواجز التي واجهتها الكنيسة الأولي,لأنه كان يمس صميم العقيدة اليهودية,فقد نادي المؤمنون الذين كانوا من أصل يهودي بضرورة ختان غير اليهود قبل انضمامهم للكنيسة,فأعلن لهم بولس الرسول صراحة أنهفي المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة(عدم الختان),بل الإيمان العامل بالمحبة(غل5:6),وهكذا عقد أول مجمع كنسي بحضور الرسل والشيوخ لتقرير أن الإيمان المسيحي لايحتاج إلي الخضوع لعملية الختان.فقد رأت الكنيسة أن المعمودية في المسيحية قد حلت محل الختان الذي كان رمزا لها وأصبح الميلاد من الماء والروح هو الوسيلة التي يصير بها الإنسان مسيحيا سواء كان هذا الإنسان من اليهود(الختان) أو من الأمم (الغرلة). |
|