رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ناجح إبراهيم خطأ السيسي أنه يتعامل مع الإسلاميين بالأمن فقط
نقلا عن التحرير رغم قرار الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامى والقيادى السابق بالجماعة الإسلامية بالانقطاع عن الإعلام، فإنه قرر أن يخص «التحرير» بهذا الحوار للحديث عن مصر بعد عام من حكم السيسى. ■ ما التغيرات التى وقعت على الإسلام السياسى بعد وصول السيسى إلى السلطة؟ - لا بد أولا من العودة إلى ما بعد «30 يونيو» حيث وقع تحول رهيب على التيار الإسلامى نتيجة 3 أشياء، أولها خطاب «رابعة» الاستعلائى التكفيرى الحربى الصدامى، والذى دعا إلى الحرب وسخر من الخصم واستخف بقدراته، وكان يستعجل المواجهة ويدعو إليها ويستهين ويستخف بها، وحظى خطاب «رابعة» بمتابعة عشرات الآلاف، وهذا فى رأيى جزء من مأساة رابعة الكبرى، أما الجزء الثانى فيتمثل فى طريقة فضه، حيث كان عنيفا جدا وغير متدرج أو رحيم، كما تم استخدام القوة المفرطة، وهو ما خلّف ضحايا كثيرة جدا، كان يمكن أن لا تكون، فضلًا عن أنه أدى إلى مفاسد كثيرة، وأعتقد أن مأساة «رابعة» تتمثل فى خطابها وفضها، وهما من تسببا فى هذا الصراع السياسى المحتدم الآن. ■ كيف ترى شعبية الأحزاب الإسلامية قبل وبعد «30 يونيو»؟ - بلا شك الأحزاب الإسلامية كانت مسيطرة على الشارع والساحة السياسية بشكل كامل، وكانت تتميز بالوجود القوى وبإقامة نشاطات متعددة فى كل مكان سواء داخل المساجد أو فى الشوارع، كما ارتبط كل حزب بالكيان الدعوى المنبثق عنه، وفى الوقت الحالى هذه الأحزاب لم تعد تمتلك أى قوة وأصبحت محظورة واقعيا دون تدخل أى جهة أو إصدار أى قرار بالحظر، كما لا يمكنها التنقل بين المحافظات كما كانت تفعل قبل «30 يونيو» كما حدثت تحولات جذرية خلال هذا العام، حيث تم رفع السلاح ومحاربة الدولة. ■ وما العلاقة بين نظام السيسى والجزء الأكبر من التيار الإسلامى؟ - تصاعدت فى الوقت الحالى نوبات من تكفير الخصم وتحويل المعركة السياسية إلى دينية والترويج إلى أن هناك حربا على الإسلام والدين وليس صراعًا على السلطة، ولكن فى حقيقة الأمر الصراع كان حول أيّهما أجدر بالسلطة، وهو يشبه إلى حد كبير فترة جمال عبد الناصر، حيث كان الصراع أيضا حول أيهما أجدر بالسلطة، وتوجد محاولات مستمرة من أجل تحويل الصراع السياسى إلى دينى، وبدأت نوبات التكفير تنتشر بدرجة لم تحدث فى تاريخ مصر من قبل، لكن المتغير الجديد يتمثل فى نوبات العنف الشديدة التى طالت عددا كبيرا من الشباب نتيجة كل الأسباب التى سبق ذكرها. ■ ما الأمور الغريبة التى وقعت على التيار الإسلامى خلال العام الماضى؟ - كان صراع الحركة الإسلامة دائمًا مع الشرطة، لكن الجديد هو دخول التيار الإسلامى فى معركة مع الجيش والقيام باستهداف رجاله وهى المرة الأولى فى تاريخ الحركات الإسلامية التى تتبع هذا النهج. ■ ما السلبيات التى وقع فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عامه الأول من وجهة نظرك؟ - أرى أنه من ضمن السلبيات التى وقع فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عامه الأول من حكم مصر الاعتماد على الأمن وحده، وعدم بذل جهد كبير فى الحوار، وأهمل فكرة المصالحة، لكن يجب التأكيد على أن جماعة الإخوان أيضًا لم تتحرك من أجل التصالح، فكلٌّ أراد هزيمة الآخر بالسلاح والقوة، لكن لم يفكر أى من الفريقين فى أنهما أبناء وطن واحد، وأن المنتصر مهزوم، لأنه ينتصر على جثث الآخرين. ■ كيف ترى المعركة بين التيار الإسلامى والنظام؟ - هذه معركة عبثية صفرية كان ينبغى لكلا الطرفين أن لا يخوضها، ولكن إحقاقا للحق كانت هناك فرص كثيرة لدى التيار الإسلامى لحل هذه الإشكالية، حيث كان يمكن استغلال العيد لفض «رابعة» تلقائيا، ولم تكن المسألة ستصل إلى هذا الحد فى هذه الحالة، كما كانت هناك فرصة أخرى عندما ألقى الأمن القبض على المرشد العام محمد بديع، وطلبوا منه تهدئة الأجواء وأطلقوا سراحه لحل أزمة «رابعة» لكنه لم يحسن استغلالها، كما لم يتم الاستماع لكل الشخصيات التى توسطت لوضع نهاية للصراع، تلك فرص ضائعة، لكن يبقى عدم تنازل مرسى عن الرئاسة ورفضه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هى من ضمن الأسباب الأهم فى الصراع. ■ ما الأزمة التى وقعت فيها الحركة الإسلامية فى العام الأول من حكم الرئيس السيسى؟ - الحركة الإسلامية حصرت نفسها فى المواجهة مع النظام، وهى مواجهة عبثية لن تجلب نتيجة، وهى حرب فى غير ميدان، ويجب أن يعلم الإخوان أن «أى واحد ضاع حكمه لا يعود مرة أخرى»، وكان يمكن أن يقتدى الإخوان بالملك فاروق، حيث لم يكن مع عبد الناصر سوى كتيبتين فقط وليس كل الجيش وحصل على الحكم، ولم يقل الملك فاروق «ثورة دى ولا انقلاب»، لأنه لم يكن يريد أن يقسم الجيش أو تسيل دماء المصريين وتنزل عن عرشه، ولو فعلها مرسى كان زمان الجماعة والحزب استمرا، وكانت جماعة الإخوان لديها فرصة المشاركة فى الحكم، لكن كل مرة يأخذ التيار الإسلامى الخيار الصفرى. ■ لماذا تصاعد الإرهاب فى فترة حكم السيسى؟ - تصاعدت العمليات الإرهابية نتيجة كل السلبيات التى ذكرناها، وتوجد سلبيات أخرى، حيث إن البطالة ما زالت نسبتها زائدة والصراع السياسى ما زال حادا، ولا يوجد مراعاة لحقوق الإنسان، كما لا بد أن توازن الدولة بين متطلبات الأمن القومى وحقوق الإنسان. ■ كيف ترى قرار تهجير أهل سيناء؟ - التهجير شىء جيد، لكن لا بد من إيجاد البديل، نعلم أن هناك متطلبات للأمن القومى، لكن أهم شىء أننا أمام هذه المتطلبات لا ننسى كرامة الإنسان وحقوقه ولا ننسى إيجاد البديل، وأرجو أن تحل مشكلة سيناء بشكل جذرى، فهى بحاجة إلى تنمية شاملة. ■ ما الأشياء التى كنت تتمنى حدوثها فى الفترة الماضية من حكم السيسى؟ - كنت أتمنى انخفاض الأسعار، لكنها لم تنخفض، وهى مسألة مؤرقة جدا للناس، وكنت أتمنى مصالحة وطنية وما زلت أتمنى هذا الأمر، كنت أتمنى التحرك فى ملف البطالة، وكنت أتمنى القضاء على الفساد، وكنت أتمنى أن يضرب الرئيس بيد من حديد على الفساد، وتكون له إرادة سياسية قوية لمنع الفساد، لأن الفساد استشرى فى مصر، وكنت أتمنى أن تتم محاكمة كل من سرق مصر ومحاكمة كل من أفسد فى الدولة. ■ كيف ترى الحياة السياسية فى عصر السيسى؟ - الحريات السياسية انخفضت فى مصر وتحتاج إلى دفعة وفتح حريات لكل الأطياف، ويوجد صراع سياسى وهذا أمر مخيف، فضلًا عن ضعف الأحزاب. ■ فى النهاية ما رأيك فى طريقة خطاب السيسى إلى الشعب؟ - خطاب جيد فى المجمل، لكنه يحتاج إلى التطبيق عمليا على الأرض. |
|