هروب:
+ قيل ان القديس مقاريوس دخل مرة الي مدينة مصر ليعظ فيها. فلما حضر البيعة حضرت اليه جموع كثيرة ومنهم امرأة ظلت تزاحم حتي وصلت أمامه وجلست ثم بدأت تنظر اليه كثيراً. فالتفت اليها وانتهرها قائلاً: اكسري عينيك أيتها المرأة. لم تنظرين الي هكذا؟! فقالت المرأة: لم لا تستح مني أيها الأب، وكيف علمت أنني أنظر اليك لأني أنا أعمل الواجب وأنت تعمل غير الواجب فقال لها: فسري لي هذا الكلام. فقالت: نعم انك خلقت من الأرض وواجب عليك أن تنظر اليها دائماً لأنها هي أمك أما أنا فقد خلقت منك وواجب علي ان أنظر اليك[12]. فلما سمع القديس منها ذلك ترك الموضع وخرج هارباً ولم يتمم وعظه.
——————————————————————————–
[1] – أو جبل نيتريا حسب رواية بلاديوس.
[2] – كنونيون كلمة يونانية يقصد بها ديراً ويغلب أن تعني هنا ديراً علي النظام الباخومي = حياة الشركة
[3] – حسب رواية بلاديوس: فسألاني أيضا قائلين: (ماهي أخبار العالم ؟. . هل مياه النهر مازالت تأتي كالعادة ؟. وهل العالم بخير ؟. . )فأجبتهما : (نعم ). . .
[4]- بالرغم مما في هذا الكلام مما يشبه المزاح وهو ما لا نجده في أقوال القديسين الا أننا أوردناه كما أورده بلاديوس نظراً لما ثبته في حياة القديس مقاريوس من البساطة وعدم الكلفة.
[5] – صفة عجيبة في أنبا مقار أنه ما كان يتضايق من أحد ولا يخرج من صمته، ولكن أن وجد متضايقاً كان يسرع الي الرد عليه لراحته.
[6] – يتضح من هذا الكلام أنهم لم يكونوا يتلون المزامير تلاوة بل كانت شعراً وتلحيناً ويتلونها بالتبادل.
[7] – وردت في بلاديوس: أنه وضع يده علي فمه وقال: ( فروا هكذا )(أي الصمت)
[8] – لعله يقصد: (اتجهت نحو الريف ) أي قربت من العالم
[9] – لم يرد في بستان الرهبان ذكر لأدوية كانت تقدم للمحتاجين من الآباء. الا أنه يبدو ان النبيذ كان يقدم للشيوخ والمرضي كدواء وحيد. وكأني بالاخوة هنا يقدمون للمعلم مقاريوس النبيذ أيام شيخوخته وشدة ضعفه كدواء ولالحاحهم عليه كان يقبل القليل، وفي الخفاء، يمتنع عن الماء تعويضاً عن قبوله القدح.
[10] – ليس معني هذا أن أبا مقاريوس كان يصدق الشياطين أو أنه كان يلتقي منهم أخباراً. أنها قصة فريدة تبين كيف أن الله أخضع الشياطين للأباء ولأبا مقاريوس حتي اطلق هذا بما هو ضد مصلحته، مثلما انطق بلعام بالبركة(عدد23: 7-24 ).
[11] – هذا الأخ هو أبا بفنوتيوس تلميذ أبا مقاريوس وذلك كما جاء في رواية بلاديوس.
[12] – نفس الكلام ذكر أنه قيل للقديس مار افرأم السرياني.
__________________