+ وقيل أيضاً أن انساناً أتاه بعنقود مبكر، فلما رأه سبح الله. وأمر أن يرسلوه الي أخ كان عليلاً، فلما رأه الأخ فرح، وهم أن يأخذ منه حبة واحدة ليأكلها لكنه أقمع شهوته، ولم يأخذ شيئاً وقال: “خذوه لفلان الأخ لأنه مريض أكثر مني”. فلما أخذوا العنقود اليه رآه وفرح، ولكنه أقمع شهوته، ولم يأخذ منه شيئاً، وهكذا طافوا به علي جماعة الأخوة فكان كل من أخذوه اليه يعتقد أن غيره لم يره بعد، وهكذا لم يأخذوا منه شيئاً، وبعد أن انتهوا من مطافهم علي أخوة كثيرون أنفذوه الي الأب فلما وجد أنه لم تضع منه حبة واحدة، سبح الله من أجل قناعة الأخوة وزهدهم.
+ وكان القديس يقول: “كما ان بستاناً واحداً يستقى من ينبوع واحد، تنمو فيه أثمار مختلف مذاقها وألوانها، كذلك الرهبان فأنهم يشربون من عين واحدة، وروح واحد ساكن فيهم لكن ثمرهم مختلف، فكل واحد منهم يأتي بثمرة علي قدر الفيض المعطي له من الله”.
+ قيل أن انساناً دوقس (أميراً) حضر من القسطنطينية ومعه صدقة للزيارة، فزار قلالي الأخوة طالباً من يقبل منه شيئاً، فلم يجد أحداً يأخذ منه لا كثيراً ولا قليلاً. وكان اذا قابل أحدهم أجابه بأن لديه ما يكفيه وأنه مصل من أجله كمثل من أخذ منه تماماً. فصار ذلك الدوقس متعجباً ثم أنه أحضر ذلك المال الي القديس مقاريوس وسجد بين يديه قائلاً: “لأجل محبة المسيح أقبل مني هذا القليل من المال برسم الآباء”. فقال له القديس: “نحن من نعمة الله مكتفون، وليس لنا احتياج الي هذا، لأن كلا من الأخوة يعمل بأكثر من حاجته” فحزن ذلك المحتشم جداً وقال: “ياأبتاه من جهة الله لا تخيب تعبي واقبل مني هذا القليل الذي أحضرته”.