|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مفتاح العهد الجديد (63) .. أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرسائل الجامعة وسفر
مفتاح العهد الجديد (63) .. أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة ٣٠ مايو ٢٠١٥ مدخل دراسي للإنجيل 7-الكنيسة المسيحية تحت الاضطهاد اليهودي خلفية تاريخية: تكونت الكنيسة الأولي في أورشليم من يهود آمنوا بالرب يسوع أنه هو المسيا المنتظر,لذلك عاشت معتبرة نفسها أنهامجمع بالمفهوم اليهودي,وهكذا ظهرت في الكتابات الرسولية المبكرة: *….إلي الاثني عشر سبطا الذين في الشتات(يع1:1). *…إن دخل إلي مجمعكم رجل….(يع2:2). *إلي المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبثينية,المختارين بمقتضي علم الله الآب السابق(1بط1:1-2). كان المؤمنون يصلون ثلاث مرات في اليوم ويصومون يومين في الأسبوع كباقي اليهود الأتقياء,لأنهم هم(إسرائيل الله)(غل6:16) أي إسرائيل الحقيقي وما سبق الإنباء به في (إر31:31-34) عن العهد الجديد الذي سيقطعه الله مع إسرائيل,صار واقعا حيا في الكنيسة(عب9:10-10,13:16),ليس رجاء نبويا ينتظر الزمن لتحقيقه,وإن كان الله قد تكلم قديما بصور ووسائل شتي,أو بمعني آخر بطرق جزئية متفرقة علي مدي الأجيال وبفم أنبياء قديسين متتالين,صار الآن متجسدا ومتأنسا في ابنه الوحيد(عب1:1)الله معنابكل ملئه ولاهوته. وبذلك صار المسيح في إيمان الكنيسة المسيحية الأولي هو التحقيق الأعلي والملء المتجسد الكامل لكل نبوات وآمال:ليس اليهود فقط,بل والبشرية جمعاء. لذلك كان اجتماعهم للعبادة هو مجئ:…إلي جبل صهيون,وإلي مدينة الله الحي.أورشليم السماوية,وإلي ربوات هم محفل ملائكة,وكنيسة أبكار مكتوبين في السموات,وإلي الله ديان الجميع,وإلي أرواح أبرار مكملين,وإلي وسيط العهد الجديد,يسوع وإلي دم رش يتكلم أفضل من هابيل(عب12:22-24). في وسط هذا التهليل الرائع:بل والدهش الحقيقي الذي كان يملأ نفوس المجتمعين كانت هناك أيضا ذئاب مدسوسة لاتشفق علي الرعية,بل تشيع فيها روح التفتت والإنقسام لذلك حرص التلاميذ والرسل علي التنبيه المتكرر والتحذير من هؤلاءالمتمردين(تي1:10) والأنبياء الكذبة وأضداد المسيح(1يو2:18, 22:4:1:3).ولم يجفل القديس يوحنا الرسول من أن يسميهممجمع شياطين وليسوا يهودا(رؤ2:3,9:9). العلاقات اليهودية-المسيحية في فلسطين: بعد عام 70م,عاد أعضاء اليهود من الكنيسة المؤمنين بالمسيح في أورشليم,وكانوا تحت أسقفية القديس سمعان بن كلوبا ابن عم القديس يعقوب الرسول.واحتفظ لنا يوسابيوس القيصري بأسماء 13أسقفا كانوا علي كنيسة أورشليم بين عامي70-135م.وإن كانت سنة70م تعتبر في نظر مؤرخي الكنيسة الأولي أنها الحد الفاصل بين اليهودية والمسيحية,حيث انطلقت المسيحية من عقالها الذي حاول بعض المتزمتين من كنيسة أورشليم أن يقيدوها به,إلا أن تقليد الربيين اليهود يشهد علي قيام محاولات لاهوتية بين اليهود المؤمنين من جانب,وبين المحافظين التقليديين(أتباع المذهب الفريسي) من الجانب الآخر. فلم تعد كلمات السيد المسيح عن خراب أورشليم مجرد نبوة تنتظر الأيام لتحقيقها,بل صارت واقعا ملموسا أمام الجميع,وبطلان الذبيحة والهيكل والكهنوت أعطي دفعة قوية لمفهوم الذبيحة السمائية والكهنوت الملوكي الأبدي للرب يسوع,وذلك بحسب رؤية رسالة العبرانيين. فكان طبيعيا أن يكون العهد القديم هو الحكم الذي يحسم هذه المحاورات والمجادلات,وهنا دعا اليهود إلي إعادة النظر في قانونية أسفار العهد القديم ونصوصها وتفسيراتهارغم أنه سبق تقنينها قبل المسيحية وترجمت إلي اليونانية علي هذا الأساس واشتهرت باسمالسبعينية لكن قيام الجدل بين الجانبين فتح الباب مرة أخري لاستبعاد بعض الأسفار مثلحكمة يشوع بن سيراخ الذي كان حكيما من حكماء اليهود حوالي سنة200ق.م وكتابات أخري تدعوهاالمشنا اليهودية باسمجليونيم وحقيقة هذه الكلمة أنها تحريف للكلمة اليونانية إفانجيليون وهو الإنجيل والمقصود طبعا الإنجيل اليوناني المتداول بين أيدينا الآن:بل ربما كتابات عبرية أو آرامية متصلة من قريب أو من بعيد بإنجيل متي الحالي, الذي يذكر لنا التقليد الكنسي الإسكندري وجود أصل آرامي أو عبري له,وأيضا كتابات أخري عرفتها كنيسة الإسكندرية في القرنين الثاني والثالث باسمإنجيل العبرانيين الذي يذكره أوريجانوس. ولاشك أن تزايد العداء من جانب اليهود ضد الأناجيل الآرامية,يعني أنها كانت منتشرة بكثرة بين اليهود مما أدي إلي اجتذاب الكثير منهم إلي المسيحية. ومن بين أساليب اليهود في محاوراتهم مع المسيحيين أنهم استغلوا اختلاف تشكيل الكلمة الواحدة في اللغة العبرية الحامل لأكثر من معني كسلاح في أيديهم لتشكيك المسيحيين فيما لديهم من أسفار مقدسة,واتهموا الكنيسة بتحريف الكتب الإلهية,وظهرت هذه الأساليب في الهجوم علي المسيحية من جانب اليهود منذ أيام يوستينوس الشهيد. ومع ذلك استمر المؤمنون بالمسيح من اليهود في التردد علي المجامع اليهودية حتي أواخر القرن الأول الميلادي:فكان لابد لليهود من ابتداع وسيلة فعالة لطرد المسيحيين منها,وقد تم ذلك بإضافة فقرة علي البركة الأخيرة التي تختم بها صلوات المجمع اليهودي:وكان ذلك حوالي سنة90م.أما هذه الفقرة فهي: ….للمرتدين:لايكن لهم رجاء,ولتسقط وتنقرض مملكة المتعجرفين من أصلها في أيامنا(سنة90م) ولهلك أتباع يسوع الناصري والهراطقة(=مينيم) في لمحة عين:وليمح اسمهم من سفر الحياة,ولايحسبوا مع الصديقين.مبارك أنت يارب الذي تذلل المتكبرين. ومن التأثيرات السلبية التي خضع لها ترتيب القراءات التي تتلي من الأسفار المقدسة في المجمع اليهودي نتيجة الخوف من التيار المسيحي,هو حذف فصل نبوة إشعياء(52:13-53:12),عن الخروف الصامت أمام جازيه,الفصل الذي شرحه القديس فيلبس المبشر لخصي كنداكة ملكة الحبشة(أع8:32-35). رغم دخول الفصول السابقة واللاحقة ضمن خدمة الوعظ في المجمع اليهودي.ويعلق علي ذلك أحد الربيين المعاصرين:إن السبب في ذلك هو التفسير المسيحي الذي أعطي لهذا الفصل. علاقة اليهود بروما بعد سنة70م: وهو فصل لابد منه لاستكمال الصورة الجامعة التي تصور كيف قضي اليهود علي أنفسهم بقولهم يوم صليب مسيحهم ومسيح العالم كله:دمه علينا وعلي أولادنا(مت27:25) إذ ازداد الشعور العام في العالم الروماني ضدهم بالكراهية نتيجة ثورتهم سنة 70م حتي أن هذا الشعور طال المسيحيين,إذ قامت المظاهرات وأعمال العنف ضدهم في الإسكندرية وقيصرية وفلسطين وأنطاكية وغيرها من المدن الكبري التي تعيش فيها جماعات مسيحية ناشئة,كانت معتبرة لدي العامة ورعاع الشعب أنهاشيعة يهودية وليست ديانة مستقلة. والحقيقة أن حملة المواطنين الرومان ضد اليهود لم تكن سوي رد الفعل علي الكراهية التي يكنها نحو شعوب العالم باعتبارهاأنجاسا فبعد خراب أورشليم سنة70م لم تتوقف المعارك معهم,فقد عثر علي برديات مصرية تحكي عن نشوب معارك بين يهود الإسكندرية والمواطنين اليونايين سنة110م,حسمها الإمبراطور تراجان في صف اليهود نتيجة ميول زوجته الإمبراطورة بلوتيناplotinaلليهودية.وبينما كان هذا الإمبراطور يعد الحملة ضد الفرس لتأمين حدود الإمبراطورية الشرقية,قامت ثورة مدبرة في وقت واحد من يهود ليبيا وقيرين(إحدي المدن الخمس الغربية) ومصر,بهدف إقامة دولة يهودية بديلة في شمال أفريقيا واختاروا لهم ملكا اسمه ليكياس.كل هذا عزز حملة الكراهية من جانب المواطنين الرومان وحكوماتهم ضد اليهود. وقارئ التاريخ الكنسي إذا قارن صورة ما آل إليه حال اليهود بعد خراب أورشليم سنة70م مع ما قاله السيد المسيح قبل صلبه باكيا علي أورشليم:لأنك لم تعرفي زمان افتقادك(لو19:41-45) مع الثلاث أصحاحات(9:10, 11) من رسالة القديس بولس إلي أهل رومية,لا يسعه إلا أن برفع صوته بتمجيد اسم الله قائلا:آمين أيها الرب يسوع,حقا أنت محرك التاريخ ورب الزمن ومدبر الشعوب والأمم. |
|