رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إدمان الحب
يوجد مدمن للحب مثل الشخص المدمن للعقاقير والكحوليات ويُصنف ضمن الاضطرابات النفسية. واضطراب الإدمان المرضى للحب توجد له أشكال وأنواع عدة من أهم أعراضها: - الخوف من الالتزام بشىء تجاه الطرف الآخر. - عدم القدرة على تحقيق الاتصال الطبيعى من جانب طرف للآخر أو من جانب الطرفين. - الأنانية. - التركيز على النفس. - الدكتاتورية وحب السيطرة. - التناقض يحبك ولا يحبك في نفس الوقت - إدمان شىء آخر خارج نطاق علاقة الحب: الانغماس فى ممارسة هواية، الاعتماد على العقاقير، ممارسة العلاقات الجنسية الغيرية، وجود طرف ثالث خارج العلاقة الثنائية، لعب الورق، حب التسوق ... الخ. - وجود فجوة فى التفاهم وحدوث البعد. - وجود إساءة بأى شكل من أشكالها. * أنماط الأشخاص التى تحب بشكل مرضى (مدمنو الحب): 1- مدمن الحب الاستحواذى: معظم الشخصيات التى تقع فريسة لمثل هذا النوع من الحب دائماً ما يعانون من عدم تقدير لذاتهم والخوف الأبدى من أن يقوم الشريك الآخر بالتخلى عنهم وتركهم، لذا يلجأون إلى تملك من يحبونهم من خلال التصرف بسلوكيات معينة مثل: الاهتمام المبالغ، الإفراط فى تقديم العون، محاولة السيطرة السلبية والعدوانية فى نفس الوقت مع قبولهم للمعاملة المضادة من الطرف الآخر سواء بالإهمال أو الإساءة. فالشخصية الاستحواذية تفعل أى شىء من أجل الاحتفاظ بمن تحبه، سواء بدافع عدم ترك الشريك الآخر لهم أو للأمل فى مبادلتهم بنفس الشعور من الاهتمام فى يوم من الأيام. 2- مدمن العلاقات المتعددة: لا توجد رابطة حب فى هذه العلاقة ويمكن وصفها بالعبارة التالية "أنا أكرهك لكن لا تتركنى". وعادة ما يكون صاحب هذا النوع الإدمانى من الحب غير سعيداً، وتؤثر طبيعة العلاقة على صحته الجسدية ووجدانه ومشاعره النفسية. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك شعور بعدم الأمان والتفاهم لكنه توجد قوى خفية لا تمكن الشخص من الانسلاخ والبعد، فصاحب هذا الاضطراب يخاف من التغيير ولا يريد أن يجرح الطرف الآخر بتركه إياه. 3- مدمن الحب النرجسى: الشخص النرجسى هو الشخص الأنانى الذى يحب ذاته ويجمع بين أكثر من نوع من أنواع إدمان الحب . الشخص النرجسى بوجه عام يميل إلى السيطرن إغواء الطرف الآخر والامتلاك. وهو بخلاف مدمن الحب الاستحواذى الذى قد يرضى بعدم السعادة أو الارتياح فى حين ان النرجسى لا يسمح بأى شىء يؤثر على سعادته وحبه لنفسه. المدمن النرجسى يختفى وراء ستار التودد لكنه فى الوقت ذاته متكلف غير مبالى بالعلاقة (يظهر وكأنه كذلك)، ويستمر فى هذا السلوك إلى أن تظهر الحاجة لدى الضحية بالفرار وتركه حينها يبالون ويلاطفون شريكهم. وبمجرد الإحساس بهذه الرغبة فى الفرار يحدث الارتباك والتفكير فى استخدام كل الحيل للتمسك بالعلاقة حتى وإن اضطره الأمر إلى استخدام العنف. 4- مدمن الحب المتأرجح: التأرجح فى علاقة الحب قد يكون ناتجاً من اضطراب يُسمى بـ"اضطراب الشحصية الانعزالية"، وتكون أرجحة الشخص ما بين الخوف من الابتعاد والخوف من الاقتراب متزامنين مع بعضهما. فصاحب هذا النوع الإدمانى من الحب له شخصية متناقضة ويتملكه دائماً شعور ونقيضه. لكن ليست كل الشخصيات التى تعانى من اضطراب الانعزالية يصنفون تحت هذا النوع من الاضطراب المتأرجح .. لكن إذا ظهرت إحدى العلامات التالية أو معظمها يعنى صورة أخرى من اضطرابات الحب، وغيابها يعنى استبعاد للحالة الإدمانية: - الخوف من الاتصال الحميمى بشخص. - الخوف من المواقف الاجتماعية. - البقاء على دائرة اجتماعية صغيرة للغاية. - التفكير فى شخص غير موجود على المدى الطويل. - تخريب العلاقات الاجتماعية واحدة تلو الأخرى. - الخوض فى سلسلة من التجارب الرومانسية. - تفضيل حالتى اللاقرب واللابعد عند التعامل مع شخص آخر فى إطار العلاقة العاطفية. 5- المخرب فى الحب: التخريب هو تدمير الشىء والقضاء عليه، وهناك نمط من الشخصيات تصل حد اضطراباتها فى علاقاتها مع الآخرين ومن بينها علاقات الحب إلى درجة خطيرة "درجة التخريب". قد لا تظهر علامات على الشخص المدمن لتخريب علاقاته العاطفية إلا عندما يصل إلى مرحلة يشعر فيها بأن علاقته تتوطد وتخالطه مشاعر الاقتراب والحميمية، حينها يبدأ فى إظهار رفضه فى صورة تخريب لعلاقة الحب والقضاء عليها. ومن النقاط التى تسبب له الذعر والتى تشكل انطلاقة لتوطيد مشاعر الحب: - المقابلات العاطفية التى يشعر فيها باكتمال التفاهم بينه وبين الطرف الآخر. - ظهور أية أمور تتضمن على كلمة "الوفاء بالتزامات" تفرضها هذه العلاقة. 6- مدمن الحب الرومانسى: هو الذى يعطى مشاعره وعواطفه لأكثر من شريك فى الوقت الواحد، ولا ينبغى الخلط بينه وبين مدمن العلاقات الجنسية الذى يرفض وجود رابطة من أى نوع بينه وبين الشريك الآخر. فمدمن الحب الرومانسى توجد بينه وبين الأطراف التى ينغمس معها روابط تختلف درجاتها باختلاف الشخصيات، حتى وإن لم تستمر علاقة الحب لفترة طويلة من الزمن أو إذا تزامنت مع علاقة أخرى فى نفس الوقت. المقصود بالرومانسية هنا معايشة الاقتراب الشعورى والعاطفى الزائف، لأن الهدف الأساسى من وراء تعلق صاحب شخصية الحب الرومانسى بهذه العلاقة (بجانب الحصول على شكل وقصة درامية يعايشها) هو تجنب الالتزام أو الدخول فى روابط عميقة وإنما سطحية فقط. 7- مدمن الحب التنقيبى: هذه أقصى درجات الإدمان للحب، وفيها دائماً ما يبحث الشخص عن شىء أو حب يعوضه عن تلك المشاعر الجياشة التى تملاْ قلبه. فعقله الباطن يتغذى هنا على الفانتازيا والتخيلات لذا يُسمى حبه الذى ينقب عنه بـ"الحب التعويضى". وبما أنه تستحوذ عليه علاقة حب لشخص غير موجود أمامه، فهو يعانى فى صمت أو يقوم بمطاردة الضحية التى يقع فى حبها. 8- مدمن الحب المستتر: هو الشخص الذى يحب آخر من أجل الصحبة أو لديه رغبة جنسية قوية.وعندما يتملكه الخوف أو يشعر بعدم الأمان يبدأ فى التوقف عن طلب تلك الصحبة او ممارسة الجنس ومبادلة العواطف – أو أى شىء آخر يشعر حياله بالقلق. وتكون الشخصية هنا ثنائية: إذا ترك الشخص العلاقة بسبب الخوف يوصف بأنه مدمن حب تخريبى، أما إذا كانت شخصيته فى حالة تناوب ما بين الرغبة فى الاختلاط والانعزال فيوصف بأنه مدمن حب مستتر. 9- مدمن الحب التحولى: هناك شخصيات تجمع بين أكثر من نمط لعلاقات الحب غير الطبيعية، وفى الغالب يكون ذلك بسبب تأثير بعض المشاكل والاضطرابات السلوكية. ومن أمثلة "الشخصيات التحولية": قد تبدأ علاقة الحب بامتهان دور الاستحواذ (النمط الاستحواذى) لعدة أعوام ثم بعدها ينسلخ الشخص من هذه العلاقة ليقع فى حب شخص آخر غير متواجد معه لكى يعيش فى عالمه الخيالى (النمط التنقيبى). ثم يأتى الشخص النرجسى (النمط النرجسى) الذى يتملكه حب السيطرة وعدم الاكتراث بالطرف الذى يشاركه العلاقة وفى حالة الوصول إلى الحالة الإدمانية الشديدة يتحول إلى النقيض تماماً ليصبح مكترثاً فى نفس الوقت (النمط التنقيبى). أما إذا وقع شخص نرجسى فى حب شخص آخر نرجسى فمن الممكن أن تتحول الشخصيات إلى النمط الاستحواذى. وقد يلجأ الفرد إلى هذا النمط التحولى أو الانتقالى لكى يتغلب على القلق والخوف من الانفصال، فالتحول إحدى وسائل تكيفه. حيث يسعى إلى تبنى السلوك الذى يجعل من شريكه/شريكته فى حالة قرب دائم منه قدر المستطاع، لكنه من العجيب أيضاً أنه قد يحدث فى بعض الأحيان تقمص الشخص الأضعف سلوكيات الطرف الآخر الأقوى فى العلاقة. * العلاج: إذا كان الأمر يبدو معقداً ومتشابكاً، فلابد من التفريق بين كافة الأنواع المتسلطة والمرضية للحب من أجل تقديم العلاج النفسى السليم. فنجد أن مدمن الحب الاستحواذى علاجه يتمثل فى تقوية شعوره باحترام ذاته وقبوله لها، بالإضافة إلى محاولة تعليمه كيفية الارتقاء بالتفكير عن مفهوم الذات. يحتاج الشخص النرجسى إلى أن يتعلم كيف يكون غير أنانياً، وإن جاز القول يُعرض من قبل الأخرين للإذلال. أما الشخص الانعزالى، فعليه العثور على علاقة سليمة لكى ينشغل بها حتى وإن كانت هناك مخاطر تهدد علاقة الحب هذه فعليه بالاختيار الصحيح حتى يستطيع الاستمرار |
|