قدوة تختارك .. وقدوة تختارها

[بنتك يايسوع]

قدوة تختارك .. وقدوة تختارها
القدوة شيىءجميل .. فعلا يا احبائى جميل جدا ان يكون لنا قدوة نحتذى بها ونتمنى ان نكون مثلها ولا نتمنى فقط بل نسعى جاهدين ان نكون مثلها ونقلدها فى كل تصرفاتها والقدوة يا احبائى انواع كثيرة تقابلها فى حياتك
فهناك نوع من القدوة لا تختاره بارادتك ويظهر هذا مثلا بتعلق الابن وهو صغير بوالده وترى الابن يقلد الاب فى كل شىء التصرفات طريقة الاكل الكلام فهذه قدوة لا نختارها بل يضعها القدر فى حياتنا
وترى ايضا تعلق البنت بامها وتتصرف البنت بنفس الطريقة التى تتصرف بها الام من طريقة اللبس والطعام وفى بعض الاحيان ترى البنت الصغيرة تقلد امها فى طريقة عمل الميكياج الميك اب فهذه ايضا قدوة لا تختارها بل تختارك هى وانت لا تدرى وتكون فى الغالب هى النواة الاولى للشخصية وتتدخل بشكل كبير فى صناعة الشخصية وبنائها والمشكلة لو كانت القدوة التى اختارتك ليست قدوة حسنة فتكون شخصيتك بالطبع غير حسنة والعكس صحيح ان القدوة شيء مهم فعلا
وهناك نوع اخر من القدوة تختارها انت وتكون مسئولا عن اختيارك ولها اشكال كثيرة وعديدة الصفات
فهناك مثلا من يختار معلما له فى الدراسة ويكون له اسبابه فى الاختيار اولها احترام لشخصية القدوة واعجاب بالعلم الذى يحمله وفكره ومنهجه فى الحياة ويرجع ذلك النوع لان الشخص يجلس مع قدوته فترات طويلة ويلم بجميع الامور والجوانب من شخصيته ولكن اذا انكشفت بعض الامور عن القدوة وبعدها اكتشف الانسان ان قدوته الحسنة ليست حسنة كما كان يعتقد ... سوف تكون الصدمة كبيرة والمشكل سوف تتعقد الى مشكلة عدم ثقة فى الاخرين من نفس الشاكلة
كما هناك نوعا اخر وهو ان يتخذ الانسان قدوته من الخادم فى مدارس الاحد مثلا ينبهر الانسان بخادم مدارس الاحد لانه لديه شيىء يريد ان يكون عنده مثلا الانسان الخاطىء والمعترف بخطأه يرى الخادم قدوة جميلة ويتمنى ان يصبح لديه نصف ما عند الخادم وينظر له كقدوة وليس فقط كذلك فقط بل يعتقد انه صوت الله الذى يرسله اليه لكى يساعده للتخلص من خطاياه ويقوم سلوكه ويعتبره قدوة حسنة مباركة ... ولكن يا احبائى اذا كان هذا الخادم ليس كما يعتقده الانسان بمعنى انه ليس الصورة التى كان يرسمها فالصدمة هنا كبيرة وقد تاتى بنتائج سلبية ومعاكسة وتنهار القدوة وينهار معها الانسان الذى كان يسير ورائها
وهناك نوع اخر من القدوة التى نختارها مثلا تجد من يختار قدوته احد اصدقائه المقربين منه بدعوى انه من سنه ويستطيع ان يلمس مشاكله وان يكون قريب منه بحكم السن المتقارب وهذا النوع يكون قدوة غالبا خاطئة لان القدوة تتطلب ان يكون انسان ذو تجربة كبيرة ومواقف عديدة مر بها لكى نستفيد منها وطبعا ينهار الحلم والقدوة وتسبب للانسان نوعا من عدم الثقه فى الاصدقاء وتلك مشكلة كبيرة
لذا يا احبائى يجب ان ندقق فى القدوة التى نختارها حتى لا نختار قدوة وبعد مرور وقت نجد انها ليست قدوة ولكنها سراب كما يقول الشاعر -
ظن العطشان السراب ماءاً وحينما وصل اليه وجده سراباً
نسال الرب ان يساعدنا فى اختيار قدوة حسنة تقودنا الى الملكوت وليس الى مكان اخر
الرب يهدينا الى ملكوته
صلوا من اجلى كثيرا