22 - 05 - 2015, 07:44 PM
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
القدِّيس أغسطينوس ّّ القمص تادرس يعقوب ملطي
"قد أتيتم إلى جبل صهيون، وإلى مدينة الله الحيّ، أورشليم السماوية، وإلى ربوات هم محفل ملائكة. وكنيسة أبكار مكتوبين في السماوات، وإلى الله ديان الجميع، وإلى أرواح أبرار مكملين"
(عب 12: 22-24).
الوعد بالسلام الأبدي هو أسمى صلاح يفيض ويقود إلى مدينة الله، حيث تسير كل الأمور في تصالحٍ وتناغم تحت قيادة حب الله.
إنه ليس نوعًا من السلام الذي يناله الناس الطبيعيون حينما يختبرون لحظات ليس فيها تعب، الأمر الذي يحدث معنا جميعًا في حياتنا ما بين الميلاد والموت.
بلى، إنه السلام الذي يقطن فيه الخالدون. السلام الأبدي وليس من ذواتنا، بل الذي نتمسك به في داخلنا، ونحن كأوانٍ ذهبيةٍ، فلا نعاني من المقاومين الخارجيين، مهما كانت خطورتهم...
من يقدر أن يتجاسر ويقارن بين مثل هذه الحياة التي تُعاش تحت حماية سلام الله وبين أي أمر آخر يمكن للعالم أن يقدمه؟ لا يوجد أي أمان حقيقي في الممتلكات، مهما بلغ ما لديك. ولا يوجد هدوء حقيقي في التداريب العقلية البحتة والمساعي الباطلة...
كل هذه المساعي الباطلة للسلام بائسة، ومع هذا فإن من يعيش من أجل الحياة العتيدة يجد سلامًا.
تأكد من أن لهيب حبك لمدينة الله السماوية مستمر ليزداد بهاءً. هكذا ثبِّت رجاءك على مصيرك السماوي.
وإن كان البعض سيحسبونك بالتأكيد سخيفًا، فستعرف في قلبك أنهم أغبياء إذ لا يدخلون في السلام الذي لا يهتز، الصادر من الله، ويقودنا إليه.
السعادة الباطلة والأمان الكاذب اللذان تقدمهما هذه الحياة هما صالحان للحكيم، لكنهما لن يقودا غير الحكيم إلى الله... أمَّا نحن فمختلفون... لقد ثبَّتم حياتكم بالتصميم أن تحيوا للأبدية .
أشكرك أيها الآب الكلي الحب،أرسلت لي ابنك الوحيد طريقًا، إليك وإليه.
به أعبر إلى مدينة أبي السماوي.
|