رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مخافة الله وشفاء النفس
إذا حدث وانجرح أي جزء من جسد الإنسان وتم إهماله طويلاً دون العناية اللازمة، فأن علامات عدم الصحة ووهن الجسد تبدا في الظهور وتزداد سوءاً يوماً بعد يوماً، وتتفشى الأمراض وتتوغل في الجسم كله، حتى أنه حينما يحاول أن يعالج جسده الذي ضعف، فأنه لا يشعر بقوة الأدوية المقدمة له ولا يظهر أي تحسن بسهولة؛ لأنه يحتاج لتنظيف قوي لجراحاته مع علاج قوي للغاية مقدم على يد طبيب متمرس.
هكذا النفس بالمثل أيضاً أن مكثت بدون عناية في إهمال طاقتها الروحية بعدم الانتباه لكلمة الحياة والترائي بالصلوات أمام الله نور النفس وفرحها الدائم، فأن ظلمة إله هذا الدهر تنسحب على ذهنها المستنير بعمل نعمة الله، حتى تعميها بالتمام عن خلاصها المُعلن في الإنجيل، فتبدأ أن تعمل في اتجاه مُعاكس لتدبير خلاص الله، فتتثقل آذانها عن أن تسمع صوت الروح القدس قائد النفس نحو الآب السماوي في المسيح يسوع ربنا، فيصير لها العتاب والملامة التي أُرسلت للكنائس في سفر الرؤيا:
والنفس حينما تصل للعمى الروحي، فأن لو وضعت أمامها كل الطرق الصالحة والفكر الروحي العميق المُنير للذهن، فأنها تدخل في حالة من الجنون مثل من يشرب خمراً قوياً مُسكراً، فأنه يزداد ترنح وبلا وعي يسخر من كل شيء وقد يقاومه ويُمزقه، لأن البُعد عن الحضرة الإلهية فترات وفترات تدوم طويلاً، يُدخل الإنسان في الظلمة التي تعمي عينيه عن النور الحقيقي، حتى يفقد إيمانه الحي، وفي حالة هذا الليل الحالك الذي يعيش فيه، فأنه يرى – في عدم تمييز – أن الحق باطل والباطل هو الحق، وهذا هو سرّ الجدل الذي يحدث في كل مكان، لأن الإنسان وهو في حالة الغيبوبة الروحية في عدم الوعي الذي يعيشه، يبدأ أن يدخل في روح الجدل والصراع الباطل مع الآخرين الذين ان دخلوا معه في هذا الصراع ينحدروا لهذا المستوى المُظلم البائد في إيمان شكلي مُزيف لا يوجد فيه حق... * وعلاج هذه الحالة يأتي من فوق، من عند أبي الأنوار، لو الإنسان انتبه لنفسه وسمع صوت التوبيخ الإلهي الآتي لهُ في قلبه بقوة، مصحوباً بمخافة الله كسيد وأب:
فأن سمع الإنسان الصوت ولم يقسي قلبه، ومكث في الصلاة بمداومة حتى يقتني مخافة الله في قلبه، فأنها تصير له دواء فعال يحرق نار الشهوات والغرور الباطل ويكسر نير ناموس الحرف المكبل للنفس ومُقيدها ليوم استعلان الموت الأبدي، فتظهر المحبة الإلهية في قلبه مبددة الظلمة المحيطة به، بل ولا تهدأ ولا تسكت بل تظل تنمو فيه إلى أن تصير غيرة مقدسة مشتعلة تدفعه نحو الله بالإيمان العامل بالمحبة، ليستودع نفسه بالتمام بين يديه، حتى أنه لا يكون له رغبة في أي شيء بعيد عن مشيئة الله وتدبيره الخلاصي المُعلن والظاهر في الإنجيل الحي، بل ويغضب على كل شبه شرّ يظهر في حياته، ويرفض – بلا هوادة – أي حوار يحجب نور وجه الله ويطفأ نار المحبة ألإلهية التي ملكت قلبه وحررته من العبودية المُرة التي كانت تخدعه وتشل كل طاقات نفسه الروحية وتحجب وجه الله عنه:
أن من يحب الله حقاً هو الذي يؤمن إيمان حي ظاهر في أعمال برّ بالله معمولة، وهي أعمال تُسمى أعمال المحبة الإلهية، وهي التي تُمجد الله – بالحقيقة – وتشهد لهُ أنه هو المُخلِّص الوحيد والطبيب الحقيقي شافي النفوس المريضة ومقيم الأموات بالخطايا والذنوب، وهذه هي الخدمة والبشارة بكلمة الحياة على المستوى العملي الذي يُرضي الله.
|
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختبار مخافة الرب موجود في داخل النفس |
إنجيل بشارة ملكوت الله وشفاء النفس |
نال السامِري الأبرص صحة النفس وشفاء الجسد |
المفلوج وشفاء النفس |
نداء المسيح ونطقه الخاص ( نداء خلاص وشفاء النفس ) |