فِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ
احيانا ما ان نمد ارجلنا لنخطو الطريق امامنا حتى تواجهنا العقبات . عقبات ٌ عالية ، عاتية مثل الجبل . كيف نخطو ونسير والجبل يقف في وجوهنا ؟ نحاول ان نتقدم فتُصدم اقدامنا وتتعثر ونسقط او نضطر للتراجع . ونسأل الله في حيرة ٍ وتعجب : كيف يا رب ، لماذا يا رب تضع الجبل في طريقنا ؟ واحيانا ً ما ان نسير المسيرة حتى نجد الضباب يتكاثف ويتكاثر حولنا . عيوننا لا ترى ، ايادينا لا ترى وسط الضباب ، اقدامنا تتجمد خوفا ً . نحاول في يأس ٍ أن نتقدم فنسقط في حفرة أو نُصدم في صخرة . ونسأل الله في حيرة ٍ وتعجب : كيف يا رب ، لماذا يا رب تغلف طريقنا بالضباب ؟ الله يصنع ذلك ليجعلنا نحصل على اختبارات رائعة نحتاج اليها في حياتنا . الله يصنع ذلك ليوفر لنا نعمة ً خاصة لا نحصل عليها بدون الجبل والضباب . في وسط آلامه ومعاناته ووخز الشوكة في جسده صرخ بولس للرب . صرخ اليه مرة واثنتين وثلاث مرات ولم يستجب لطلبته الرب برفع الشوكة ، لكنه اعطاه ما هو اعظم من الراحة من الشوكة ، اعطاه نعمة ً وافرة ً تكفيه ، اعطاه قوة ً في ضعفه ، قوة ً أقوى من آلام الشوكة وحدة وخزها . احيانا ً نجد العقبات ترتفع في الطريق ، نجد الجبل الشامخ يسد علينا الطريق . ويتعثر سيرنا وتتجمد خطواتنا ويتوقف تقدمنا ونمونا ونضجنا . ونصرخ ونصلي ونطلب من الله ان يزيل العقبات وأن يحرك الجبل من امامنا . لكننا نسمع صوته ينبهنا ويقول لنا ، يقول لنا ان العقبات والجبل وسائل التقدم والنمو . وسائل اعدها خصيصا ً لنا لنتقدم في حياتنا وننمو ونكبر وننضج . بها يوفر لنا الاعتماد الكامل عليه والتسليم التام له والصبر والتأني والاحتمال . كنا نطلب منه ان يدخلنا مدرسة الصبر وهذه العقبات المدخل اليها . طلبنا منه ان نتعلم الاعتماد عليه والتسليم لمشيئته ، وها هو يعلمنا ذلك . العقبات التي يضعها الله امامك ، الجبل الذي يقطع عليك الطريق ، الضباب الذي يمنع عنك الرؤيا ، السحاب الذي يظلم امامك الطريق هو السبيل لتتقدم وتتقوى لتعتمد عليه ، لتنمو . وانت حين تتقوى تستطيع ان تطأ العقبات وتقفز فوق الجبال . وحين تعتمد عليه وتسلّم له تسير في وادي ظلال الموت باقدام ٍ ثابتة . تلك العقبات وانت تواجهها معه تتضائل وتصغر وتصبح حصى ً تحت قدميك . تلك الغيوم والسحب والضباب يصفو ويخف ويصبح نورا ً يقود سبيلك . قل مع بولس الرسول : " أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي. " ( فيلبي 4 : 13 ) قل مع اشعياء النبي قول الرب له : " فِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ ... قَائِلاً .... لِلَّذِينَ فِي الظَّلاَمِ : اظْهَرُوا. عَلَى الطُّرُقِ يَرْعَوْنَ وَفِي كُلِّ الْهِضَابِ مَرْعَاهُمْ ." ( اشعياء 49 : 8 ، 9 )