يوم الدينونة العظيم هو يوم المفاجآت

[Ramez5]

فيه سَنَجِد مَن أدنَّاهم فى سقوطهم - فى أفكارنا وفى العلن ولم نَستُر عليهم - مُتقدّمين الصفوف الأولى للدخول إلى الملكوت ..
لأنه سقط أُناس فى خطايا عظيمة جهاراً .. لكنهم تابوا وعـَمـِلوا صالحات أعظم منها فى السر مكتومة .. لذا إنخدع الذين دانوهم"
القديس يوحنا الدرجى

ونَحنُ أين سنكون ؟؟ نحن الذين نسرِق مَجد الله فى كُل شُكر وُجِّه لنا .. وإستعطينا رِضى الناس ومدحهم لنا ..
نَحنُ مَن نسعى للمتكأ الأول لنأخذ كرامة غير ناظرين إلى قول الرسول
"مُقدَّمين بعضكم بعضاً فى المحبة .. رومية 10:12 .. والكرامة أيضاً ..

سنكتَشِف فى ذلك اليوم أن مَن تجاهلوا العالَم، والعالَم وأهله تجاهلوهُم - فى فِكر الله - هُم أولى بدخول الملكوت ..

سنكتشف أن مَن أحبّوا وإجتهدوا للدخول مِن الباب الضيِّق والذين ساروا مع الله سويـّـاً صاعدين معه فى الطريق الكرب غير عابئين لمشقة الطريق هم أولى بدخول الملكوت ..

سنكتشف أن مَن تجاهلوا صوت إبليس مُميّزين لكُل خِدعه قادمة مِنه محولين عيونهم عن النظر إلى ثِماره الرديئة غير تاركين فراغاً فى أفكارهم لإدخال سمومه .. وعقلهم عمّال .. هُم أولى بدخول الملكوت ..

سنجد مَن بكت عيونهم فى مخادعهم لأجل توبتهم غير مرآيين بدموع زائفة لكى ينظرهم الناس فيُمجــَّدوا مِنهم .. هُم أولى بدخول الملكوت ..

سنَجِد مَن تلذّذوا بالرب فى حجاله مُسيِّجين حول بُستانهم مُتيَّقنين بأن العروس لابُد أن تكون
"جنة مُغلقة عين مُقفلة ينبوع مختوم نش 12:4" .. هُم أولى بدخول الملكوت ..

سنَجِد مَن أفرحوا قلب الله بتقديم المحبة .. حتى لو كانت ضئيلة ..
"لأن القليل الذى للصدّيق خيرٌ مِن ثروة اشرار كثيرين مزمور 16:37"
وكانت المحبة حقيقية .. بسيطة .. لأجل إخواتهم كى لا يعثروهم .. هُم أولى بدخول الملكوت ..

سَنَجِد مَن خدَم بأمانة لأجل الرب واضِعاً فى قلبه أنه لابُد وأن شجرته المورقة أن تأتى بثَمر مِن أجل الله .. وحتى ولو لمْ يأتى به .. هو أولى بدخول الملكوت ..

سَنَجِد مَن قدَّر وإحترم خليقة المسيح ككُل وأحبَّ الله ومِن خلال محبته لله أحبَّ البشريّة كلَّها .. هو أولى بدخول الملكوت ..

سَنَجِد مَن كان يُصلّى مِن أجل المسبيين والمظلومين والأرامل والأيتام والحزانى والمحرومين والجياع والعِطاش ومَن لا مأوى لهم والمرضى والبشريّة ككل ناسياً نَفسه مُكتفى بحديثه مع الله مِن أجل هؤلاء .. هو أولى بدخول الملكوت ..

سَنَجِد مَن كان يحرِم نَفسه مِن التمتُّع واللهو فى العالم مِن أجل إفتقاد القطيع الذى فى الكَرم أو خارجه .. هو أولى بدخول الملكوت ..

سَنَجِد الشاكرين الصابرين وهم مُجرَّبين متألمين .. يعيشون فى العالم والعالم ليس بقلبهم بل الله نفسه .. فهو كفايتهم .. وملكوتهم على الأرض .. هم أحق وأولى بدخول الملكوت ..

طوبى لكم يا مَن ستسمعون ..
"نَعِّماً أيُّها العَبد الصالح والأمين .. كُنت أميناً فى القليل فأُقيمَك على الكثير .. إدخُل إلى فَرَح سيِّدك مت 21:25"