ضحايا محرقة هتلر ليسوا من اليهود فقط
م تكن المحارق النازية "الهولوكوست" عقابا فرضه النازيون على اليهود وحدهم، لكن ضحاياه البالغ عددهم 11 مليون شخص حول العام، قيل بحسب مصادر يهودية، إن منهم ما يقرب 6 ملايين شخص فقط من اليهود، لكن بعض المصادر تقول إن هذه الأرقام بها قدر من المبالغة.
الفكر النازي واضطهاد الآخر
ينظر الفكر النازي على أهمية تسيد الجنس الآري الألماني والحفاظ على نقاء السلالة، ومن أجل ذلك يجب القضاء على كل من لا ينتمي لهذه الإثنية بل والقضاء حتى على ذوي الإعاقات الجسدية والعقلية المنتمين لهذا السلالة، من أجل إنجاب جيل أفضل.
ففي كتاب "كفاحي" الذي يحكي سيرته الذاتية، قال الزعيم النازي أدولف هتلر، إنه تأثر خلال حياته في النمسا، بنظرية الانتقاء الطبيعي لعالم الأحياء تشارلز دارون، وأن هناك أهمية للبقاء الجماعي للسلالة وهو ما يعني عدم الاختلاط بالأجناس الأخرى للحفاظ على نقائها.
وفي خطاب له عام 1930 قال هتلر إن كل أمة تسعى للسيطرة على العالم، ومن أجل ذلك فإن أولئك الذين سيتوسعون إقليميا سينجحون في زيادة أعدادهم، وإن السلالات الأضعف ستجد نفسها في مساحة أقل وتموت، والحل لبقاء السلالة البشرية لا يعتمد على التعايش السلمي، ولكن على إلحاق الهزيمة بالجيران بسبب نقص الموارد.
غير اليهود في المحرقة
ووفقا للمصادر اليهودية ذاتها، فإن المحرقة كانت تشمل عددا ليس بالقليل من غير اليهود المخالفين لهتلر، سواء سياسيا أو دينيا، أو حتى لكونهم مصابين بإعاقات عقلية أو جسدية.
ويرى هتلر أن الأهم هو الجنس الآري حيث يقول إن البروتستانتية والكاثوليكية يتصارعان في الوقت الذي يقف فيه عدو الآرية الأول يضحك، وعلى رغم ذلك قال "إنني كما كنت من ذي قبل كاثوليكيا وسأظل".
شهود يهوى
يعتنق شهود يهوى عقيدة مخالفة لما يؤمن به هتلر، وكانوا أحد أكثر من تعرضوا للاضطهاد النازي والمحرقة النازية، حيث بلغ عدد الضحايا من شهود يهوى ما بين 2500 و5000 شخص لقوا حتفهم، وكانوا يوسمون بشارة بنفسجية.
الرومان الكاثوليك
يعتنق الرومان الكاثوليك مذهبا مغايرا لما كانت عليه ألمانيا وبلغ عدد الضحايا ما يقرب من 3 ملايين شخصا من الضحايا.
الغجر
ينحدر بعضهم من السلالة الهندية، وهم من يطلق عليهم "الروم" إضافة إلى السنتي والللاليري وهم من ينظر إليهم على أنهم مجرمون، إضافة إلى أنهم بعيدين إثنيا عن الجنس الآري، ووصل عدد ضحاياهم إلى ما بين 222 ألف إلى 250 ألف شخص، وكانوا يوسمون بشارة سوداء.
المعارضون سياسيا
كان هتلر يرى أن سبب هزيمة ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى، هم الشيوعيون واليهود، ولذلك عمل هتلر على إبادتهم، إضافة إلى القضاء على أي مخالف له سياسيا، وبلغ عدد ضحاياه 80 ألف شخص، وكانوا يوسمون بشارة حمراء.
المثليون
أدخل هتلر في المحرقة من قيل عنه إنهم من المثليين جنسيا، حيث كان يعمل على نقاء السلالة الآرية، ولذلك قتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص منهم، وكانوا يوسمون بشارة وردية.
المعاقون الألمان
نتيجة للنظرة النازية لوجوب نقاء السلالة الآرية والنظر إلى المعاقين ذهنيا وجسديا على أنهم عبء لا يبني ألمانيا ولا يساعد على نقاء الجنس الآري، قضى هتلر على ما لا يقل عن 70 ألف شخص من هؤلاء، وكانوا يوسمون هم أيضا بشارة سوداء.
ويتبقى من الضحايا 3 ملايين شخص من أسرى الحرب من السوفييت، إضافة إلى 700 ألف صربي لقوا حتفهم على أيدي النازيين.