داعش يُعيد ما حدث للأرمن ضد المسيحيين والأقليات في الشرق الأوسط
القاهرة /إم سي إن/ من إيرين موسى
يُعيد للأذهان ما يرتكبه تنظيم داعش الإرهابي، الآن، من ذبح وقتل وحرق، بحق المسيحيين والأقليات الدينية في الشرق الأوسط، ما حدث للأرمن على يد الدولة العثمانية، في بدايات القرن الماضي، من مذابح راح ضحيتها ما يقرب من مليون ونصف المليون أرمني مسيحي في تركيا.
ويرى محللون أن "معاناة مسيحيي المنطقة تتصاعد حاليا، رغم أنها كانت موجودة ولم تتوقف". وفى هذا الشأن؛ قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك، في مقالة بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إن "مأساة مسيحيي الشرق الأوسط بدأت قبل ظهور داعش بفترة كبيرة"، مؤكدا أن "الصراعات الحادثة في سوريا والعراق، واستهداف المسيحيين والكنائس، بدأت قبل ظهور داعش، الذي استعبد النساء والرجال، وحرق الكنائس في الموصل، وكذلك في المدن الواقعة تحت سيطره في سوريا، هذا كله فضلًا عن خطف الطالبات في نيجيريا من قِبل جماعة بوكوحرام، وشنَّ هجمات إرهابية في كينيا من قِبل حركة الشباب الصومالية، التي اسهدفت طلاب الجامعة المسيحيين، وقتلت الكثير منهم".
وأوضح فيسك أن "قسوة داعش مع المسيحيين لا تختلف كثيرا عن سابقيها، وليست جديدة على معاناة المسيحيين في المنطقة"، قائلا إن "جرائم داعش الوحشية مثلها مثل التي ارتكبها الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية"، مضيفا أن "مأساة العالم العربي اليوم كبيرة، وعلى نظاق واسع".
وكان المطران كريكور أوغسطينوس كوسا، أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، قد قال في تصريحات سابقة لـ/إم سى إن/، إن "ما تعرض له الأرمن منذ 100 سنة، يتعرض له الشعب المسيحي في العراق وسوريا ولبنان وليبيا وسيناء"، مطالبا "بإيقاف الإرهاب، وعودة السلام للعالم؛ ليعيش الإنسان بحريته وكرامته".
وقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون"، أثناء عقده اجتماعا سابقا حول "ضحايا الاعتداءات والهجمات على أساس طائفي أو ديني في الشرق الأوسط"، عن "القلق البالغ إزاء الأخطار الجسيمة التي تواجه الأقليات في المنطقة"، قائلا" "في الوقت الراهن، يقع آلاف المدنيين تحت رحمة تنظيم داعش، الذي يقوم مقاتلوه، بشكل منهجي، بقتل أفراد الأقليات الِعرقية أو الدينية، ومَن يختلفون مع تفسيرهم للإسلام، وأي فرد يعارض رؤيتهم المروِّعة".
واستطرد: "إن داعش يستهدف النساء والأطفال بوحشية بشعة، ويدمر الرموز الثقافية والدينية التي تمثل تراث البشرية".
وأضاف "بان كي مون"، أن "تلك الأعمال تنتشر في سوريا والعراق، والآن في ليبيا، وحتى في اليمن"، وتابع: "هناك أدلة قوية على أن أفراد عدد من الأقليات المختلفة كانوا ضحايا لجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، وغير ذلك من أشكال الاعتداءات، وانتهاكات حقوق الإنسان، ويجب أن نتذكر أيضا أن العنف المتطرف في العراق يسبق تقدم داعش".