رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صَانِعُ الأَرْضِ من الواضح ان الأمم تتفاخر بحكمتها البشرية وثرواتها وقدراتها العسكرية ، لكن ينبغي علينا ان نتذكر بأن القوة لا تكمن في دهاء السياسيين ولا في حكمة رجال الاقتصاد ولا في الاسلحة النووية ، بل ينبغي ان تنبع قوة الامم من قيمها الروحية والاخلاقية . يقول الله : " بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ ، يَقُولُ الرَّبُّ . " (إرميا 9: 24 ) هذا ما نحن بحاجة اليه ، لكن الناس يقومون دوما ً بايجاد بدائل عن الله ، فكل شخص لا يعبد الاله الحي الحقيقي يكون له بديل ٌ عنه ، فقد يُصبح الشخص اله نفسه ، فهناك الكثير من الاشخاص الذين يعبدون انفسهم وهنالك من يعبدون المال وهم مستعدون للتضحية بأمانتهم في سبيل الغِنى والثراء ، وهنالك من يعبدون الشهرة وهم مستعدون لبيع شرفهم في سبيل الوصول الى هدف ٍ عديم القيمة . " اِسْمَعُوا الْكَلِمَةَ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ .هكَذَا قَالَ الرَّبُّ : «لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ الأُمَمِ ، وَمِنْ آيَاتِ السَّمَاوَاتِ لاَ تَرْتَعِبُوا ، لأَنَّ الأُمَمَ تَرْتَعِبُ مِنْهَا. " (إرميا 10: 1 ، 2 ) ما زال الناس في وقتنا الحاضر يعملون الاشياء التي كانوا يقومون بها في ايام النبي إرميا ، فهم يحاولون تنظيم حياتهم عن طريق متابعتهم للابراج الفلكية . والمؤسف في الأمر ان وسائل الاعلام تذيع الابراج يوميا ً وكأنها حقيقية ، لكن الله يحذّر شعبه ُ قائلا ً : " لاَ تَتَعَلَّمُوا طَرِيقَ الأُمَمِ " فعلم التنجيم الذي نراه اليوم ما هو الا شيء ٌ أخذه الناس عن العالم الوثني . " لاَ مِثْلَ لَكَ يَا رَبُّ ! عَظِيمٌ أَنْتَ ، وَعَظِيمٌ اسْمُكَ فِي الْجَبَرُوتِ. " ) إرميا 10 : 6 ) لا يمكن مفارنة الرب بأي شيء ٍ آخر ، فيا لسخافة التحول عن الاله الحي الحقيقي وعبادة الاشياء التي من حولنا ، وما اسخف محاولة الحصول على الهداية والارشاد عن طريق متابعة الابراج الفلكية . " صَانِعُ الأَرْضِ بِقُوَّتِهِ ، مُؤَسِّسُ الْمَسْكُونَةِ بِحِكْمَتِهِ ، وَبِفَهْمِهِ بَسَطَ السَّمَاوَاتِ. " ( إرميا 10 : 12 ) النجوم موجودة ٌ هناك في أماكنها لان الله وضعها هناك ، فقد وضعها الله حيث يشاء دون استشارة أحد ٍ بشأن مواقعها ، فهذا الكون له وهو الوحيد الذي يستحق ان نعبده ُ . قد تضحك على هؤلاء الاشخاص الذين كانوا يقطعون الشجر ويصنعون منها الها ً يعبدونه . كما اننا ندعو انفسنا متمدنين ومتحضرين رغم اننا نركض وراء معرفة حظنا من الابراج الفلكية ، والكثير منا يلجأون الى العرافين والمنجمين لمعرفة مستقبلهم . فاذا كان الناس اذكياء ومتحضرين في وقتنا الحاضر فلماذا لا يعبدون الاله الحي الحقيقي ؟ |
|