تقسم المدرسة السلوكية الشخصية إلى ثلاثة أنماط ، النمط الأول : التوكيدية ،النمط الثاني: العدوانية ، والنمط الثالث :الإذعانية ، ومعنى التوكيدية- وهي طبعا شخصية سوية- أن الشخص يستطيع الحصول على مراده وتحقق أهدافه بهدوء وبطريقة مؤدبة ، دون جرح مشاعر الآخرين أو استفزازهم ، فالشخص التوكيدي هو: الذي يناضل لتحقيق أهدافه دون أن يمس شعور الآخرين بسوء فهو يعبر عن مشاعره وأهدافه بكل حرية ،ويحب لأخيه ما يحبه لنفسه ، أما العدواني فهو على النقيض من ذلك ، فهو أناني بطبعه لايحصل على مبتغاه إلا بالشراسة والعنفوالقهر و بالألفاظ الوقحة البذيئة ، والشخص العدواني يسلك الطرق المؤدية إلى أهدافه بغض النظر عن شرعيتها فهو لايهمه شيء في سبيل مصالحه الخاصة ، حتى لو أدى ذلك إلى ظلم الناس ، ومن هنا يجد العدواني في النوع الثالث وهو الإذعاني المرتع الخصب لتحقيق أهدافه ، لآن الإذعاني لايدافع عن حقه وتذهب حقوقه في مهب الريح امام تسلط العدواني ، بعكس التوكيدي الذي لا يؤذي احدا ولا يظلم احدا ، لأنه لاياخذ إلا حقه المشروع ، لذا نجده يقف في صف الإذعاني المغلوب على امره الذي لايستطيع الحصول على حقوقه أو التعبير عن مشاعره واهدافه ، بل إن الإذعاني عندما يخلو إلى نفسه يتحدث معها بكل أسى ، ، فهو يعيش ناقما على مجتمعه الذي لاينصفة ولكنه لايستطيع أن يفعل شيئا فهو يسمح للآخرين باستباحة حقوقه دون أن يستطيع ردهم ، وهو انطوائي بطبعه شغله الشاغل جلد الذات ( الحديث السلبي مع النفس دون أن يعلم الآخرون عنه شيئا) والحديث السلبي مع الذات يؤدي إلى القلق والتوتر، لذا تكون هذه الشخصية مرتعا خصبا للأمراض النفسية