رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الافخارستيا أبونا بولس بشاي ٩ أبريل ٢٠١٥ امرأة تقية دخلت الايمان حديثاً، وعلى قبيل التشكيك سألوها: كيف تدَّعون انكم تحبون المسيح إلهكم و فى نفس الوقت تشربون من دمه؟! هو اللى يحب شخص يشرب من دمه؟! ففى منتهى البساطة والروحانية والاقتناع قالت: كل واحد فينا لمدة تسعة اشهر عندما كان جنيناً فى بطن امه كانت دماء امه هى المصدر الوحيد لحياته من خلال الحبل السرى فيعطيه دم الام كل مقومات الحياة و هو أسمَى عطاء للحب من الأم لوليدها.. هكذا فى الافخارستيا أو كما تسمى كأس الحياة وهى واحدة من أسمى علامات حب المسيح لنا، فالشرب من دمه هو السبيل الوحيد والضرورة الحتمية للنجاة من الموت ونوال الحياة الابدية “الحق اقول لكم ان لم تأكلوا جسد ابن الانسان و تشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم” (يو 6 : 53) يوم الخميس من البصخة المقدسة هو يوم تأسيس سر الافخارستيا وهو اليوم الوحيد وسط اسبوع الآلام المسموح فيه ان تحتفل فيه الكنيسة كعيد سيدى صغير. فمثلاً عيد البشارة للعذراء مريم بالحبل المقدس يأتى يوم 29 برمهات -7 ابريل- رغم انه عيد سيدى صغير لا يحتفل به اذا جاء فى اسبوع الآلام كما حدث هذا العام وكان موافقاً ليوم الثلاثاء من البصخة. واضح إذاً سمو ورفعة وأهمية يوم تأسيس سر الافخارستيا لارتباطه المباشر بالفداء والخلاص “هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح و لنبتهج فيه” سر الافخارستيا فائق عن كل ادراك بشرى حتى ان السيد المسيح لمجرد الافصاح عنه فى الاصحاح السادس من انجيل يوحنا و حتى قبل ان يمارسه عملياً يوم خميس العهد كان هناك من قَبِل كلامه و هناك من رفضه بشدة للدرجة انه “خاصم اليهود بعضهم بعضاً قائلين كيف يقدر هذا ان يعطينا جسده لنأكل” (يو 6: 52) بل و “من هذا الوقت رجع كثيرون من تلاميذه الى الوراء و لم يعودوا يمشون معه” (يو 6 :66) و لكن واضح ان السيد المسيح كان مصراً على كلامه بلا تأويل او تفسير خاص او تشكيك و فى حزم قال للاثنى عشر “لعلكم انتم ايضاً تريدون ان تمضوا” فكانت اجابة القديس بطرس القاطعة “يا رب الى من نذهب، كلام الحياة الابدية عندك” (يو6 : 69) وإلى يومنا هذا كثيرون تعثروا فى السر ككثير غيره من مفاهيم الايمان الفائقة. بخطية ابينا آدم حكم عليه وعلى نسله بالموت و”أقام (الله) شرقى جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة” (تك 3 :24) و بفداء المسيح استحق الانسان ان يستعيد رتبته الاولى ليفتح الطريق للمؤمنين للأكل من شجرة الحياه أى جسد و دم عمانوئيل “من يأكل جسدى و يشرب دمى فله حياة أبدية” (يو6 :45). حتى الالفاظ التى استخدمها الوحى المقدس عبرت بكل دقة عما قصده المسيح تحديداً من كلمة جسدى و دمى، فهنا للجسد استعمل كلمة “سوما” وهى كلمة يونانية تعنى لحم اى “خذوا كلوا هذا هو لحمى” اما كلمة دم ترجمت بالتعبير الذى لا لبس فيه “أشربوا … دمى” انه سر فاق العقل البشرى لأنه ايضاً هو امتداد لذبيحة الصليب كشهادة الرب نفسه لما قال “الخبز الذى انا اعطى هو جسدى الذى أبذله من أجل حياة العالم” (يو6 : 51)يا له من حب جزيل و اتحاد عجيب بيننا و بين الله إذ صار الله معنا على هذا المستوى الفريد كعربون للحياة الابدية حيث نصير معه الى الابد. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
فاعلية سر الافخارستيا |
صورة لـ سر الافخارستيا |
سر الافخارستيا |
طقس سر الشكر ( سر الافخارستيا) |
سر الافخارستيا |