رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة القيامة وإلغاء المستحيل بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر قداسة البابا شنودة الثالث ١٠ أبريل ٢٠١٥ أهنئكم يا إخوتي وأبنائي بعيد القيامة المجسد وأرجو لكم فيه ولبلادنا المحبوبة كل خير ,وأحب بهذه المناسبة أن أتحدث عن قوة القيامة,وتأثيرها في إلغاء المستحيل. لقد تمت القيامة بقوة ذكرتنا بقول الكتابغير المستطاع عند الناس مستطاع عند اللهمر10:27هذه القوة أذهلت بولس الرسول فقاللأعرفه وقوة قيامتهفي3:10 والرب في محبته لنا,وهبنا قوة قيامته هذه فأصبحكل شيء مستطاع للمؤمنمر9:23وفي هذا قال بولس الرسولأستطيع كل شيء في المسيح الذي يقوينيفي4:13. صرنا الآن لا نري شيئا مستحيلا بعد أن داس الرب الموت ووهبنا النصرة عليه وفتح لنا باب الفردوس المغلق ووضع في أفواهنا تلك الأغنية الجميلةأين شوكتك يا موت؟أين غلبتك يا هاوية؟1كو15:55. قوة القيامة منحت التلاميذ شجاعة وجرأة في الكرازة. من كان يظن أن هؤلاء الضعفاء المختبئين في العلية من فرط خوفهم يستطيعون أن ينادوا بالإنجيل بكل مجاهرة بلا مانع؟من كان يظن أن اثني عشر رجلا غالبيتهم من الصيادين الجهلة يمكنهم أن يوصلوا المسيحية إلي أقطار المسكونة كلها!! ولكن القيامة علمتنا أنه لايوجد شيء مستحيل. عند الله كل شيء ممكن كل شيء مستطاعمر10:27ممكن أن جهال العالم يخزون الحكماء وأن ضعفاء العالم يخزون الأقوياء1كو2:27. كان يبدو من الصعب جدا أن تقف المسيحية ضد الوثنية بكل سطوة حكامها وقوة فلاسفتها وضد الديانات القديمة التي ثبتت جذورها في عقائد الناس وضد اليهودية التي حاولت أن تقضي علي المسيحية أو تستوعبها وضد الفلسفات التي كانت سائدة في ذلك الزمن,وضد الامبراطورية الرومانية بكل طغيانها وأسلحتها!! كان يبدو من الصعب أن تقف المسيحية ضد هذه القوي جميعها وأن تنتصر عليها..!ولكن القوة التي أخذها رسل المسيح من القيامة والانتصار علي الموت,أعطتهم طاقة عجيبة. فمن كان يظن أن بطرس الصياد يمكنه بعظة واحدة أن يحول ثلاثة آلاف يهودي إلي الإيمان المسيحي؟أع2:38-41إنه بالكاد يتمكن واعظ مشهور أن يحول -بعظة واحدة- بعضا من الخطاة إلي التوبة أما أن يغير ثلاثة آلاف شخص ديانتهم بسماع عظة فهذا أمر يبدو كالخيال.. ولكنها القوة التي أخذها الرسل من الروح القدس فغيرتهم قبل أن تغير الناس..واستمرت معهم تعمل بهم الأعاجيب..وإذا بهؤلاء الرسل يذهبون إلي بلاد غريبة عنهم,ولايوجد فيها مسيحي واحد ولاتوجد فيها أية إمكانيات للكرازة وللخدمة فيبدأون معها من الصفر ويحولونها إلي المسيحية. ولكن قيامة المسيح علمتهم أن لايوجد شيء صعب أو مستحيل فكل شيء مستطاع للمؤمنمر9:23. وأصبح مبدأ لا مستحيل قائما أمامنا في قصص كثيرة من الكتاب المقدس ومن التاريخ: فشاول الطرسوسي الذي كان يضطهد المسيحية بإفراط ويجر من المسيحيين رجالا ونساء إلي السجن يتحول لا إلي مؤمن مسيحي فحسب بل إلي رسول عظيم تعب أكثر من باقي الرسل في الكرازة 1كو15:10وصار من أعظم من عملوا في بناء الملكوت كبناء حكيم-1كو3:10 ومريم المجدلية التي كان فيها سبعة شياطين لو8:2تصير قديسة عظيمة وتتحول إلي كارزة تبشر الرسل بالقيامةيو12:18,17. بل من كان يظن أن قائد المائة رئيس الجند الذين صلبوا المسيح يؤمن بالمسيحية ويصير شهيدا واسمه القديس لونجينوس! وأيضا اللص اليمين يؤمن وهو علي الصليب ويأخذ وعدا بأن يكون في نفس اليوم مع المسيح في الفردوسلو23:43 بل من كان يظن أن امرأة بيلاطس الوالي تؤمن وترسل إلي زوجها متوسلة من أجل هذا البارمت27:19 ولكن بالنعمة يصير كل شيء ممكنا فالله قادر علي كل شيء إن الذي انتصر علي أخطر عدو وهو الموت لايصعب عليه شيء بل كل شيء سهل أمامه. وكما رأينا أمثلة لعبارةلامستحيلفي الإيمان والكرازة كذلك وأيناها في التوبة أيضا. إن أقصي ما يكون ينتظره الناس أن يتوب أوغسطينوس ويرجع إلي الله أما أن يتحول إلي قديس تنتفع الأجيال بتأملاته فهذا أمر صعب ما كان يجول بخيال أحد!. ونفس الأمر نقوله عن موسي الأسود,الذي كان قاتلا وقاسيا وعنيفا,أكان أحد يتصور أنه يصبح راهبا وقسا وقديسا يطلب الناس شفاعته,وتبني كنائس علي اسمه..! ونفس الوضع يقال عن مريم القبطية الخاطئة وعن بيلاجية وكيف صارت كل منهما قديسة بل أن مريم القبطية صارت من السواح وتبارك منها القديس زوسيما القس! إن الله لايعسر عليه أمرأي42:1 أليس هو القائل:من أنت أيها الجبل العظيم؟أمام زربابل تصير سهلازك4:7الله الذي يجعل العاقر أم أولاد فرحةالذي يقولترنمي أيتها العاقر التي لم تلد.. أوسعي مكان خيمتك.. لأنك تمتدين إلي اليمين وإلي اليسار ويرث نسلك أمما ويعمر مدنا خربةأش54:1-3. إن ميلاد المسيح وكذلك قيامته كانا حدثين عجيبين يثبتان أنه لا مستحيل وهكذا أيضا كانت معجزاته. مجرد عملية التجسد الإلهي كانت تبدو مستحيلة في نظر الناس,فكيف يمكن أن يخلي الله ذاته ويأخذ شكل العبد؟في2:7. وكيف يمكن أن تحبل عذراء بغير زرع بشر وتلد؟ كذلك كانت قيامة المسيح أمرا مستحيلا في نظر اليهود اعتبروها ضلالةأشر من الضلالة الأوليمت27:64فحاربوها ومع ذلك حدث التجسد والميلاد من عذراء وقام المسيح بقوته وقهر الموت وأعلن عمليا أنه لا مستحيل. +++ لايوجد في المسيحية شيء صعب ولا يأس ولا فشل.. نذكر من بين ذلك الصليب والباب الضيقمت7:14والوصايا التي تبدو صعبة! ومع ذلك حمل المسيح الصليب ودخلوا من الباب الضيق وساروا في الطريق الكرب ونفذوا الوصايا التي تبدو صعبة مترنمين بقول الرسول ووصاياه ليست ثقيلة1يو5:3 نعم,ما أصعب -في نظر العالم-تحويل الخد الآخر وسير الميل الثاني ومحبة الأعداء وأن يبيع الإنسان كل ما له ويعطيه للفقراء ما أصعب اتباع ديانة تدعو إلي النسك والزهد. ولكن هذه الديانة التي تبدو صعبة انتشرت في كل مكان ودخل الناس في زهدها بكامل إرادتهم بل اشتهوا فيها الألم واشتهوا الاستشهاد وجعلوا الصليب شعارهم. +++ إن الوصية الصعبة في المسيحية تحمل القوة علي تنفيذها. لقد قدمت المسيحية للبشرية مثاليات عالية ووصايا سامية ولكنها في نفس الوقت قدمت معها قدرة روحية ومعونة من النعمة للسير في هذه المثاليات بسهولة وبلذة أيضا..قدمت للناس حياة الروح ومع هذه الحياة قدمت للناس الروح القدس الذي يسكن في داخلهم ويمنحهم قوة للسلوك بالروح. إن وصايا المسيحية تبدو صعبة لمن هو في الخارج لمن لا يعيش في النعمة الإلهية ولم يدخل بعد في شركة الروح القدس. أما الذي يؤمن بالله وعمله فيه لتقديسه فإن هذه الوصايا الصعبةتصير شهوة له ومتعة روحية ولا يجد فيها صعوبة. إن المؤمن يوقن تماما أنه لايقف وحده في الجهاد الروحي. أنه يؤمن أنالحرب للرب1صم17:47وأن الله قادر أن يغلب بالكثير وبالقليل1صم14:6ويشعر المؤمن دائما أن قوة إلهية تلازمه وتعمل معه. لذلك فإن حياة المؤمنين هي نصرة دائمة لأن الله يقودهم في موكب نصرته2كو2:14الرب يقاتل عنهم وهم يصمتونخر14:14. إن الذي يشعر بالفشل أو بالضعف لم يجرب النعمة بعد ولم يختبر عمل الله فيه ولاعمل الله معه.. إن المسيحية ديانة قوة روحية بدأت بقوة القيامة التي انتصرت علي الموت وفتحت أبواب الجحيم وسبت سبيااف4:8وأدخلت الأبرار إلي الفردوس ثم رأينا بعد ذلك قوة الكرازة وقوة الاحتمال في الاستشهاد. بقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع, ونعمة عظيمة كانت علي جميعهمأع4:33لقد وقفوا بقوة أمام الرؤساء وقالوا ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناسأع5:29وهكذا نشروا الإيمان بكل مجاهرة وبلا مانعأع28:31وقيل عن القديس أسطفانوس أول الشمامسة إنهكان مملوءا إيمانا وقوةأع6:8وأنه وقف ضد ثلاثة مجامع وأفحمهم ولم يقدروا أن يقاوموا الحكمة ولا الروح الذي كان يتكلم بهأع6:10. وهكذا كانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جداأع6:7بقوة آيات وبقوة الكلمة وبقوة قلب معد أمام السيف والنار. إنها قوة قد البسوها من الأعاليلو24:49كما قال لهم الرب:لكنكم ستنالون قوة مني حل الروح القدس عليكم- وحينئذ تكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية وفي السامرة وإلي أقصي الأرضأع1:8. إنها قوة أعطاهم فيها سلطانا علي جميع الشياطين وعلي كل قوة العدومت10:1لو10:19 وأعطاهم مفاتيح السموات والأرضمت16:19مت18:18,كانت لهم قوة في صلواتهم جعلت المكان يتزعزعأع4:31وقوة من الملائكة المحيطين بهم الذين كسروا سلاسلهم وأخرجوهم من السجن كما حدث للقديسين بطرس وبولسأع.12أع16 +++ وهكذا كانت قوة فيهم وقوة محيطة بهم ولم يعرفوا شيئا مستحيلا. إنها قوة جعلت الوثنية تنقرض وتزول قوة المسيحية العزلاء التي انتصرت علي إمبراطورية مدججة بالسلاح إنها قوة الصليب الذي ظنوه دليل ضعف وكان مصدر قوة وفخر بل هي قوة الإيمان بالقيامة التي جعلت المسيحيين يتقدمون إلي الاستشهاد والموت بغير خوف بل بفرح. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الرجاء الذي تعطيه لنا القيامة |
قوة القيامة(2) |
قوة القيامة |
قوة إيمانية...ومعطلات شيطانية...وعظمة إلهية |
قوة قيامة السيد المسيح |