منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2015, 07:18 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,768

القيامة هي خاتمة رسالة المسيح . بعد موت يسوع على الصليب أنفصلت نفسه الإنسانية الطاهرة عن جسده الأنساني . أما اللاهوت فظل متحداً بهما ، أي بالنفس وبالجسد الذي سجي في القبر .
النفس هي التي نزلت الى الهاوية فحررت المسبيين هناك لكي ينطلقوا الى الفردوس التي كانت مغلقة بوجه الأنسان منذ سقطته الأولى .
بالقيامة من الأموات أبطل الرب سلطان الموت وأنار الحياة . كما استطاع وهو بعد على الصليب أن يقيم أجساد الكثير من القديسين الراقدين " مت 52:27 " الذين لم يجرؤا أن يظهرو للناس قبل أن تعلن قيامة بكرهم المسيح ، لهذا صارت قيامة المسيح قيامة البشرية المؤمنة من موت الخطيئة ، ومن موت الجسد ، وكذلك من أنفصال الروح عن الله ومن الهوان والمذلة للشيطان ، كما وعد الرب بقوله ( أنا حي وأنتم ستحيون ) " يو 9:1 " . وهكذا سحقت الخطيئة بقيامة المسيح والتي أثبتت بره الذاتي واللانهائي ، ولاهوته الغير محدود . فيه تبرر الأنسان مجاناً بنعمته وفدائه " رو 24:3 " والقيامة أثبتت آلوهية المسيح . في وقت ناسوته كانت تظهر صفات الناسوت كأنسان كامل مثل النوم والنعاس والتعب والجوع والعطش ، وكل هذه كانت تؤكد حقيقة ناسوته . أما بقيامته بالجسد النوراني الممجد وبقدرته الذاتية والأزلية أثبت آلوهيته . كل هذه الحقائق كانت مبهمة ومخفية لدى التلاميذ علماً بأن المسيح كان يتكلم بوضوح في الأسبوع الأخير ، أي أسبوع الآلام الذي خصص الرسول يوحنا الحبيب عشرة أصحاحات لتناوله وتغطية أحداثه المهمة . كما سرد باقي الأنجيليين الكثير عن تفاصيل أحداث الأسبوع المقدس . لكن تلاميذ المسيح ( وهنا المقصود الرسل والتلاميذ جميعاً ) لم يدركوا شيئاً مما كان يتحدث به الرب عن ساعته . لهذا نتفاجأ بعبارة ( لم يفهموا ) عندما نقرأ الأناجيل رغم وضوح كلام المسيح لهم في أيامه الأخيرة ، علماً بأنه كان يعلم بأنهم لم يفهموا كلامه ! لكنه لم يهتم في حينها الى ما بعد القيامة . لهذا قيل ( وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئاً وكان هذا الأمر مخفي عنهم ، ولم يعلموا ما قيل ) " لو 34:18 " أما مرقس فكتب عنه قائلاً ( وأما هم فلم يفهموا القول ، وخافوا أن يسألوه ) " 32:9 " وذلك عندما تكلم عن موته وقيامته . ( وأما هم فلم يفهموا هذا القول ، وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه ، وخافوا أن يسألوه عن هذا القول ) " لو 45:9 " وهكذا عَبّرَ يوحنا عن هذا قائلاً ( وأما هم فلم يفهموا ما هو الذي كان يكلمهم به ) : 6:10 " .
أمور كثيرة لم يفهمها التلاميذ عندما كان الرب يتحدث اليهم . ولكن بعد القيامة فهموا جميعاً واقتنعوا بكل ما قاله الرب لهم ( وهذه الأمور لم يفهمها التلاميذ أولاً ، ولكن لما تمجد يسوع ، حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه ، وأنهم صنعوا هذه له ) " يو 16:12" .
إن عدم فهم التلاميذ وجميع البشر والغموض كان يكتنف التدبير الألهي منذ سقوط آدم وحتى قيام المسيح من بين الأموات . لهذا نجد بأن المسيح كان يتكلم كثيراً بالرموز والأمثال ، لهذا لم يفهم منه فكر الله ومقاصده . وكذلك لم تُفهم نبوءات وكلام الآباء عن الله ، ولم يصل الى عمق هدفها أحد ، لهذا قال يسوع ( أيها الآب البار ، أن العالم لم يعرفك ، أما أنا فعرفتُك ، وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني . وعَرَفتَهُم أسمك وسأعرفهم ، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به ، وأكون أنا فيهم ) " يو 17 : 25-26 " .
كان الرب يسوع يتكلم برموز وأمثال لكي لا يفهمه العالم ي حينها . لهذا تقدم التلاميذ اليه ، وقالوا ( لماذا تكلمهم بالأمثال ؟ فأجاب وقال لهم : لأنه قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات وأما لأولئك فلم يعطى لهم ذلك ) " مت 10:13 " .
في الأسبوع الأخير زاد يسوع غموضاً أيضاً فلم يعطي الفرصة حتى لتلاميذه أن يسألوه . وهو لم يبادر بالشرح . فكانت حالة اللافهم لقصد الله قد عاشها الناس جميعاً قبل الفداء .
أراد يسوع أن يلامسهم ملامسة كثيفة مع حالتهم البشرية الساقطة والجاهلة التي تحتاج الى نور إعلانه المقدس بالقيامة لكي يفهموا قصد الله وتدبيراته . ولعل هذا الغموض أيضاً كان تدبيراً ألهياً لكي لا يتعطل زمن تدبير الصليب المقدس في أوانه . كما قيل ( .. حكمة لم يعرفها أحد من رؤساء هذا العالم . فلو عَرَفوها ، لما صلبوا رب المجد ! .. ) " 1 قو 2: 8-9 " . وكذلك لكي يعيشوا ويتخبطوا في ظلام الفكر. فعدم المعرفة تسبق أنبعاث نور القيامة ليتضح مجد وبهاء القيامة الممجدة . فنلاحظ بعد القيامة قيل ( حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب ) " لو 45: 24 " .
لقد أعطى الرب الفرصة لتلاميذي عمواس للشرح بعد القيامة ، فقال لهم ( أما كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده ؟ ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ) " لو 24: 44-48 " . لقد نقلهم من وضع اليأس والحيرة التي عبروا عنها بالآية ( ونحن كنا نرجوا أنه هو المزمع أن يفدي أسرائل .. ) " لو 24: 21 " الى وضع الأيمان بلاهوته لكي يعترفوا به ، وهكذا فعلوا فاعترفوا على فاه توما الرسول ( ربي وألهي ) ودون أن يلمس الجروح " يو 28:20 " .
أخيراً نقول ، لقد ادرك التلاميذ لاهوت المسيح بقيامته ، كما قال الرسول بولس ( ومن ناحية روح القداسة ، تبين بقوةٍ أنه ابن الله بالقيامة من بين الأموات . أنه يسوع المسيح ربنا ) " رو 4:1 " لم يكن من الممكن أن يكون هذا الأمر واضحاً قبل القيامة . وهذا هو سر الغموض الذي اكتنف أحاديث وأعمال المسيح في الأسبوع الأخير .
وهكذا اليوم كل البشرية الغيرالمؤمنة بالمسيح تعيش ظلام الجهل وعدم المعرفة لعدم الأيمان والأعتراف بلاهوت المسيح ، ولعدم أيمانهم بموته وقيامته فيعيشون كما عاش رسل المسيح قبل صلبه ، لأن الأيمان هو سر الفهم ، لهذا قيل ( بالأيمان نفهم ) " عب 3:11" لأنه فعلاً هو سرالأستنارة الذهنية والفكرية .
ولربنا المنتصر على الموت بقيامته ، المجد دائما
وردا أسحاق عيسى

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو لاهوت المسيح (السيد المسيح وصفاته الإلهية)
ما هو الدليل على لاهوت السيد المسيح؟
لاهوت السيد المسيح من الكتاب المقدس
القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح
القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح


الساعة الآن 01:44 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024