رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسماً ( مز 65 ) " ويأتى مشتهى كل الأمم " لكى نفهم قصة التجسد ، ولكى يصير التجسد سبب بركة لنا ، لازم نفهم حتمية التجسد ، والبركات التى حصلنا عليها بالتجسد وماذا فعل مجد أبن الله فى حياتنا . الله خلق آدم وحواء على صورته ومثاله . الصورة تختلف عن المثال ، الصورة أنه أخذ منحة إلهية ، وهبة إلهية ، أن يصير الأنسان صورة لله فى الحرية ، فى الفكر ، فى الإرادة ... فخلق الانسان فى مجد لأنه صورة الله ، وعلى مثاله ..... أى له سلوك وبهذا السلوك يصير على مثال الله .. ولكن الحية أدخلت الغواية فى قلب الانسان أن يعصى الله . " أحقاً قال الله ...... ؟ لا لن تموتا " ، وأعطى الانسان أذنه للحية فكانت الكارثة وكان السقوط ، وبهذا السقوط فقد الأنسان الصورة الإلهية وفقد السلوك والمثال وكانت نتيجة السقوط هو الطرد من الجنة والحرمان من الله ، والحرمان من الله أو الأنفصال عن الله هو موت ، طبيعة الأنسان قد فسدت . وهذا يعنى أن الشر لم يُخلق مع الانسان ، ولكن الشر هو إختراع من الانسان وقد تعلمه بغواية الحية . الشيطان أخطأ وأنتهى خلاصه ، لأنه حينما أخطأ تحول الى شر ، ولكن الانسان عندما أخطأ أصبحت طبيعته مريضة بالشر ... لم تنتهى ولكنها تنتظر الطبيب الحقيقى الذى يداوى مرضها . ظلت البشرية تنتظر مشتهى كل الأمم ، وظل الله يهيئ الانسان لمجئ مشتهى كل الأمم ... فجهز فكر آدم لقبول مشتهى كل الأمم عندما قال له أن نسل المرأة يسحق رأس الحية ، أيضاً كان يهيئ الانسان بكلام الأنبياء .... فيقول مثلاً على لسان أشعياء النبى " ليتك تشق السموات وتنزل " ، " هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً وتدعو اسمه عمانوئيل " ... الله تكلم بالآباء والأنبياء . أيضاً تكلم بالظهورات كما كان يظهر لموسى فى العليقة ، أيضاً ظهر لمنوح فلما سأله منوح عن اسمه فقال له " لماذا تسأل عن أسمى وهو عجيب " أيضاً ظهر فى شكل انسان وتصارع مع يعقوب الى الفجر فقال له يعقوب " لن اتركك إن لم تباركنى " أيضاً ظهر كملاك وجلس على مائدة إبراهيم أيضاً الله أعلن مجيئه ليس فقط لشعبه بل أيضاً للأمم ، فهناك كثيراً من الوثنيين تكلموا عن مجئ الإله من عذراء . واحد من أشهر الفلاسفة اليونانيين ( افلاطون ) قال :- " أيها الإله الذى لا أقدر أن أصل اليه، أنا أعلم أنك خالق كل شئ ، ولكنى أريد أن أراك .. فهناك حل من أثنين أن تنزل أنت من سماك أو ترسل أبنك " ربنا يمهد قلب البشرية لنزول أبن الله لكى يعيد الطبيعة البشرية الى قداستها . وأصبح هذا هو مشتهى كل الأمم ، وأصبحت هذه هى أشواق كل البشرية التى عاشت تنتظرها . وجاء المسيح آخذاً صورة العبد ، أخذ الناسوت وأتحد باللاهوت ، شابه الانسان فى كل شئ ماعدا الخطية وحدها . ولقد أكد فى أكثر من موقع أنه بلا خطية " من منكم يبكتنى على خطية " . أخذ المسيح الطبيعة البشرية التى مرضت بالشر وقدسها . نحن بهذه الطبيعة الجديدة قديسين ، الشر أصبح غريباً علينا لأننا اخذنا طبيعة جديدة . " أخذ الذى لنا واعطانا الذى له " أعطانا الطبيعة الجديدة ، و صرنا شركاء الطبيعة الإلهية المولود من الله لا يخطئ نحن نلنا الطبيعة المقدسة لذلك ينادينا المسيح أبناء النور .... هذا هو التجسد . بالتجسد صارت لنا الطبيعة الجديدة ، بالتجسد صرنا أبناء السماء ، بالتجسد صرنا منسوبين للسماء ، بالتجسد تصالحنا مع السماء ومع الملائكة . بالتجسد عرفنا الله الآب ، لأن الابن عرفنا الآب . اليهود يعرفون الله الآب كإله جبار ، ولكننا عرفناه هو الآب الحنون . بالابن عرفنا الآب لأن من رأى الابن فقد رأى الآب " من رآنى فقد رأى الآب " .. فى الابن عرفنا الله الآب المحب . عرفنا الآب الفاتح حضنه للخطاة كما فى مثل الابن الضال .. راينا الاب الذى كله حب وغفران وتضحية وقوة وجبروت ومجد.... كل هذا رأيناه فى الابن . الابن هو ابن للآب مولود غير مخلوق ... هو ابن بالطبيعة . أما نحن فمولودون من الله ولكن بالتبنى . واصبح لنا الحق أن ندعو الأب " يا أبا الآب " . المسيح هو الذى أعطانا هذه البنوة لأنه صار أخ لنا وبالتالى صرنا أبناء للآب ولكن بالتبنى . بالتجسد أنصلحت كل أحوال الأنسان . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ويأتي كل مشتهي الأمم |
ثم يأتي مشتهى كل الأمم |
"ويأتى مشتهى كل الأمم" |
ويأتي مشتهى كل الأمم |
ترنيمة فيك يا يسوع - ويأتي مشتهي الامم |