|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محمد رجب يكتب عن التاريخ الاسود للاخوان
استطاعت جماعة الإخوان المسلمين تصدر المشهد السياسي عقب ثورة 25 يناير، وأصبح المواطن العادي يعرف مكتب الإرشاد وأعضائه وينتظر بترقب المرشد العام، لكن ما لا يعرفه المواطن عن تلك الجماعة تاريخها الدموي وصحيفة سوابقها السوداء. بداية من المرشد الأول حسن أحمد عبد الرحمن البنا وشهرته حسن البنا مواليد أكتوبر عام 1906 بالمحمودية محافظة البحيرة وأصل أسرته من قرية شمشيره بفوه كفرالشيخ لأب يعمل مأذون للقرية، ويحترف مهنة إصلاح الساعات، بدأ البنا حياته الدراسية بكتاب القرية بالمحمودية والتحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور ثم التحق بكلية دار العلوم. عمل فور تخرجه كمدرس ابتدائي بالإسماعيلية في سبتمبر عام 1927، استقال من وظيفته عام 1946 ليتفرغ لشئون الدعوة، قتل في أبريل عام 1949 بشارع رمسيس أثناء توجهه لجمعية الشبان المسلمين، يهوي الزعامة ويسعى إليها، مهما كان الثمن، يعشق العمل السري، كان يحلم بأن يصبح خليفة للمسلمين. كون وهو تلميذ بمدرسته الابتدائية جمعية أطلق عليها "السلوك الاجتماعي" وتبوأ رئاستها وشكل منها خلايا أطلق عليها جمعية المحرمات وجمعية منع المنكرات وكانت تتبع أسلوب العنف لفرض مبادئها وتعاقب التلاميذ الذين يخالفونهم وأحيانا المدرسين. اكتشف البنا أنه بحاجة لقوة أكبر يستغلها في تحقيق طموحاته، ففكر في الانضمام لإحدى الطرق الصوفية بغرض السيطرة عليها فيما بعد، وانضم فعلا للطريقة الحصافية وحاول وصديقه الشيخ أحمد السكري الاستيلاء عليها لكنهم فشلوا واستمرت علاقته بالسكري، واستطاع فيما بعد أن يستولي على جماعة الإخوان من مؤسسها الأصلي السكرى، وهى المفاجأة التي لا يعرفها الكثير والتي فجرها اللواء علام في كتابه "الإخوان وأنا" وهى أن السكري هو مؤسس جماعة الإخوان وليس البنا، فالسكري أسس الجماعة عام 1920 ومعه كل من علي أحمد عبيد وحامد عسكرية، وضم السكري فيما بعد حسن البنا وعينه مساعدا له وعمره 14 عاما بل عطف عليه وساعده بالمال في استكمال دراسته الجامعية. إلا أن البنا تنصل للسكري عقب تخرجه من دار العلوم وتعيينه بالإسماعيلية توسع في ضم عناصر جديدة وأرغم السكري على مبايعته مرشدا عاما للجماعة، وعقب خلاف السكري مع عبد الحكيم عابدين صهر البنا بسبب سلوكياته السيئة، شكل البنا لجنة تحقيق ضمت السكري وصالح عشماوي وحسين بدر وإبراهيم حسين ومحمود لبيب للتحقيق فيما نسب إلى صهر البنا. وأوصت اللجنة بفصل عابدين من الجماعة لقيامه بأعمال مخالفة للدين تسيء للجماعة، إلا أن البنا ضرب بقرار اللجنة الصادر في 9 يناير عام 1946 وانحاز لصهره بقوه وعناد وأصدر قراره بفصل السكري، مؤسس الجماعة، وحسين عبد الرازق وغيرهم ممن خالفوه الرأي والعالم الجليل خالد محمد خالد والشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد سابق، بل وعين صهره وكيلا لجماعة الإخوان بدلا من السكري وهو ما دفع الأخير لنشر مقال بصحيفة "صوت الأمة" في 11 أكتوبر عام 1947 بعنوان "وكيل عام الإخوان يفضح الشيخ البنا"، كشف فيه انضمام عناصر انتهازية للجماعة وانتقد انغماس قادة الجماعة في السياسة الحزبية. ما حدث من البنا يؤكد أن الشورى التي يتشدق بها الإخوان ليس لها مكان بينهم، ومن الخلافات الداخلية إلى ادعائهم البطولة في حرب فلسطين، حيث إنهم صدعوا رءوسنا ببطولات وهمية وتضحيات لم تتم سوى في خيالهم فهم لم يقدموا شهيدا واحدا ولم يطلقوا رصاصة ولم تسقط من أحدهم قطرة دم واحدة في فلسطين لأنهم ببساطة لم يشاركوا في تلك الحرب وهو ما كشفته جريدة "مصر الفتاة" في عددها 142 الصادر في 12 يناير عام 1948 تحت عنوان ساخر يقول "أيها اليهود انتظروا قليلا فإن كتائب البنا ستتأخر بعض الوقت"، ردا على البنا الذي ادعى إرسال 20 ألف مقاتل سترهب الصهاينة، وفي العدد التالي لذات الصحيفة وعلى لسان محمد ظافر يطالب البنا بإرسال 100 مقاتل فقط ردا على الأنباء التي تؤكد استعداد عشرات الآلاف من الإخوان للذهاب لفلسطين. أما فيما يتعلق بعلاقه الإخوان بالاستعمار البريطاني، فكشف اللواء فؤاد علام في كتابه القيم؛ الذي لو كان الأمر بيدي لأمرت بطبعه طباعة شعبية حتى يتمكن الشعب معرفة حقيقة تلك الجماعة، حيث أكد أن علاقة الإخوان بالاستعمار البريطاني بدأت عام 1928 بصفقة تمت بين الطرفين بعدم تعرض أي من الطرفين للآخر، فلم يقدم الإخوان على أي عمل سري ضد الإنجليز مقابل غض الإنجليز الطرف عن نشاطهم. تلك الحقيقة التي كشفها أحمد حسين، زعيم "مصر الفتاة"، حيث أكد أن البنا رفض التعاون معه في خطته ضد الإنجليز عند شروع الألمان في الهجوم على الجزر البريطانية، موقف الإخوان تجاه الإنجليز ثابت ولم يتغير حتى بعد تولي مرشدهم الثاني حسن الهضيبي الذي كتب مقالا بجريدة "الجمهور المصري" يوم 15 اكتوبر عام 1951 طالب إخوانه بعدم استخدام العنف ضد الإنجليز لأن العنف لن يخرج الإنجليز من مصر. هذا الموقف المتخاذل استفز العالم الجليل خالد محمد خالد فرد عليه بمقال نشرته "روز اليوسف"، مؤكدا أن الرسول قدم فريضة الجهاد علي غيرها من الفرائض، ويذكر أنه في الوقت الذي تخاذل فيه الإخوان ضد الإنجليز استباحوا قتل المسلمين من أبناء الوطن كأحمد ماهر والخازندار ومحمود فهمي النقراشي، حيث قتل الأول على يد محمود العيسوي في البهو الفرعوني بمجلس الشعب يوم 24 فبراير عام 1945، أما النقراشي فقتله عبد المجيد أحمد حسن أمام مصعد وزارة الداخلية يوم28 ديسمبر عام1948، وقيامهم بنسف وتفجير بعض المنشآت العامة ودور السينما راح ضحيتها العشرات من المسلمين. عموما علاقة الإخوان بالاستعمار البريطاني بدأت عام 1941 بالتحديد في أكتوبر وهو تاريخ اعتقال البنا والسكري الذي لم يدم سوى 26 يوما وتم الإفراج عنهم وأرسل البنا على لسان صديقه مستر هيوارث دان صاحب كتاب "الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة" للسفارة البريطانية استعداده للتعاون معهم بعد أن وعي الدرس بل وطالب على لسان السكري بـ40 ألف دولار وسيارة مقابل التعاون معهم، وهو ما أكده علام في كتابه السابق ذكره. ومن الإنجليز للملك، فجماعة الإخوان ارتمت في أحضان الملك وهو ما كشفه حسن الهضيبي عقب لقائه بالملك وإعلانه أن الجماعة تدخر كل قوتها لتأييده، علاقة الإخوان بالإنجليز استمرت لما بعد قيام ثورة يوليو، حيث تم اجتماعهم في 7 فبراير عام 1953 ضم قيادات الإخوان مع مستر ايفانز المستشار الشرفي بالسفارة تبعه اجتماع آخر في 16 فبراير عام 1953 وفي 24 فبراير تم انعقاد اجتماع بمنزل الهضيبي بمنطقه الروضة بحضور مستر ايفانز. وفي هذ الاجتماع أعلن الهضيبي أن الشعب البريطاني أقرب الشعوب للإسلام، وفي الوقت الذي كانوا يجتمعون فيه بالإنجليز سرا كانوا يمدوا جسور التعاون مع الأمريكان، حيث بدأت الاتصالات يوم 27 مايو عام 1953، حيث رفع المستر بورديت تقريرًا عن لقاء تم بينه والمستر جيرنجان كممثلين للجانب الأمريكي مع السيد محمود مخلوف، عضو الإخوان، وهو من الأربعة المقربين لحسن الهضيبي وشقيق زوج ابنته، وفي 4 يونيو عام1953 تم لقاء بين مخلوف وكل من المستر جيرنجن ومستر بورديت، وهذا الأمر يؤكد أن الإخوان يلعبون على كل الحبال منذ القدم فهم يعمقون علاقتهم بالإنجليز والأمريكان ويرتمون في حضن الملك، وهذه السياسة استمرت من حسن البنا حتى المرشد الثاني الهضيبي وهو مستشار لم يكن من الإخوان. ولكنه كما كشف الكاتب الكبير سليمان الحكيم في كتابه "الإخوان وعبد الناصر"، أن الهضيبي كان قريبًا من قادة الجماعة، وأن ابنه المأمون يرتبط بمصاهرة بأحد قادة القصر، فعندما اشتد الصدام بين الملك وحكومة الوفدغام 1951 أراد الملك إيجاد قوة في الشارع تتصدى للوفد فأمر بفتح مقر الجماعة واختار حسن الهضيبي كمرشد للإخوان يخلف البنا الذي خلفه المرشد الثالث عمر التلمساني أو "العميل المزدوج" كما أطلق عليه فؤاد علام، حيث كشف أنه ضحك على الإخوان والداخلية معا، حيث أوهم الأمن بأنه صديق لهم وقدم عربون صداقته إبلاغه عن أسماء أعضاء التنظيم السري للإخوان في المحافظات، وقدم وثيقة للأمن عن نشاط التنظيم الدولي للإخوان لكنه في المقابل استطاع أن يخترق النقابات المهنية والأحزاب والمؤسسات الاقتصادية وأجهزة الدولة ومحاولة السيطرة عليها ووضع جدول زمني لنجاح خطته التي اعتقد أنها ستنتهي بعصيان مدني. عمر التلمساني دخل جماعة الإخوان المسلمين بالصدفة، عمل محاميا في بداية حياته بشبين القناطر وكان من رواد الصالات الليلية والسهرات الحمراء، واحترف الرقص الأجنبي، قضى 17 عاما في السجن، حيث تم اعتقاله في تنظيم 1954 وحكم عليه بـ25 سنة مع الشغل. ولكنه خرج في حملة التطهير، واستطاع أن يمد جسور الود مع وزير الداخلية النبوي إسماعيل، حيث كان يقود الجماعة بالتنسيق مع الأمن واستطاع أن يخدع الأجهزة الأمنية وينفذ خطته التي أقرتها الهيئة السياسية للإخوان بموسم حج 1975، حيث أعد خطة جديدة لتحرك الإخوان ظهرت بعدها مشروعاتهم وشركات توظيف الأموال واختراق النقابات والأحزاب السياسية كالوفد، وائتلاف تم بين حزب العمل وبينهم، فضلا عن تطويره للتنظيم الدولي بل وضع خطة لاختراق الجيش بحيث يكون هناك قوة تمكنه من السيطرة على الحكم وهو ما يتم الآن، فضلا عن تقوية التنظيم السري للوصول بالبلد لعصيان مدني على غرار ما حدث بالجزائر، التلمساني كان أحد دعاة الفتنة الطائفية التي حدثت بين المسلمين والإخوة الأقباط فيما يعرف بأحداث الزاوية الحمراء في عهد السادات. ومن التلمساني إلى مصطفى مشهور، المرشد الخامس للإخوان وهو يمثل الحبل السري الذي ينفل عصارة العنف لجسد الإخوان، منهجه ثابت لا يتغير "لا بيعة بغير الصدام" يعتقد أن الدولة الإسلامية لن تقوم إلا على صوت القنابل وطرقعة الرصاص، انضم للتنظيم السري عند تكوينه في الثلاثينيات من القرن الماضي، وظهر اسمه في قضية السيارة الجيب التى ضبطت بوسط القاهرة بالقرب من ميدان سليمان باشا عام 1948 محملة بالأسلحة والقنابل اليدوية والمتفجرات وأجهزة تفجير يدوية تمهيدا للقيام بسلسلة هجمات إرهابية، وتم القبض عليه وبحوزته أوراق التنظيم السري وخرائط للعمليات التخريبية المكلف بها. أثناء التحقيق في تلك القضية، أمر النقراشي، رئيس الوزراء ووزير الداخلية، بحل جماعة الإخوان فى 28 ديسمبر 1948 فقتله الإخوان وانضمت قضية السيارة الجيب لمقتل النقراشي، خرج مشهور من السجن عقب قيام ثورة يوليو إلا أنه عاد إليه عام 1954 في قضية تنظيم 54 وظل به لمدة 10 سنوات، إلا أن دمويته لم تفارقه فقد قام بمعركة شهيرة بتكسير "سراير" السجن وخطف بعض الضباط والجنود. وعلى أثر ذلك تم إنشاء سجن الواحات وتم نقله لمدة 5 أشهر ولكنه عاد للسجن عام 1969 في قضية أحمد سيف الإسلام البنا، وخرج عقب تولي السادات وكان من قادة مكتب الإرشاد وتولى نشاط الشباب والاتصالات الخارجية في التنظيم الدولي وظل طوال فترة السادات في مصر وقبل مقتل السادات بشهرين سافر واستقر بألمانيا ولم يعد إلى مصر إلا بعد تولي مبارك الحكم وإفراجه عن كل المعتقلين. في سبتمبر من ذات العام، تولى مشهور منصب المرشد بعد محمد حامد أبو النصر وعقب وفاته تولى مأمون الهضيبي ابن حسن الهضيبي الذي اعتقل عام 65 حتى عام 1971، لم يكن إخوانيا ولكنه كان يحضر اجتماعات الإخوان مع أبيه وكان يعمل مستشارا خرج ضمن مذبحة القضاة في عهد عبد الناصر، كان أبيه يريد توريثه مقعد المرشد العام بعد وفاته مباشرة رغم أنه ليس له علاقة تنظيمية بالإخوان. إلا أنه لعب دورا مهما دون أن يدري في تسريب كتاب "دعاة لا قضاة" الذي أعده مجموعة من شيوخ الأزهر وسربوه له وقام هو بدوره بتسريبه لأبيه الذي نشره باسمه وذلك بهدف تقليص موجة التكفير التي انتشرت داخل المعتقلات. يذكر أن الإخوان تاريخهم الدموي ظهر بقوة في عهد عبد الناصر، حيث دبروا 9 محاولات لاغتياله إلا أنهم فشلوا، أشهر تلك المحاولات حادث المنشية، والمحاولة الثانية استطاعوا تجنيد أحد عناصر شرطة رئاسة الجمهورية وتم التخطيط لإطلاق النار عليه عقب عودته من موسكو والثالثة هى محاولة تفجير القطار الذي يقل عبد الناصر من القاهرة للإسكندرية باستخدام شحنات يتم تفجيرها عن بعد. عموما انتهى الكلام ولم ينتهي عنف الإخوان الذين يريدون اغتيال شعب بأكمله الآن. الاقباط الاحرار |
|