رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَلام
حالة الراحة من الاضطراب الخارجي الذي يحدث بهجوم جيش في الحرب، أو من الاضطراب الداخلي براحة النفس. وكانت هذه الكلمة عبارة التحية عند اليهود، وهم يقصدون بها الأطمئنان والسرور والراحة، كما يقصدون بها الأمن الخارجي والتحرر من الاستبعاد السياسي. وهو تحية المسيحيين أيضًا، ولكنهم يريدون به السلام القلبي العميق الذي اشتراه المسيح بدمه، سلامًا لا تُنيله الدنيا ولا تنزعه كل عواصفها. وهو السلام الذي يملك على قلب المؤمن نتيجة مصالحته مع الله (رومية 5: 1 وافسس 2: 14). وكان اليهود يُطيلون السلام والتحية فتتعطل المصالح ويضيع الوقت، وعلى هذا فقد طلب اليشع النبي من غلامه جيحزي ألا يطيل السلام على أحد، إذ قصد أن يسرع إلى الصبي الميت ليضع عكازه عليه (2 ملوك 4: 29) كما هى المسيح تلاميذه من التسليم على أحد في الطريق لنفس السبب (لوقا 10: 4). السلام هو الأمن والاطمئنان والخلو من الخوف والانزعاج والقلق والاضطراب، سواء لأسباب خارجية أو لأسباب نفسية. كما أنه يعنى النجاح والصحة والسعادة ماديًا وجسمانيًا ونفسيًا. رمز علامة السلام، حمامة و غصن زيتون وتتراوح المواقف التي توصف بالسلام – في الكتاب المقدس – من الراحة من العداء بين الأمم، وعدم وجود اضطرابات مدنية أو دينية، إلى التحرر من المنازعات والخصومات بين الأفراد نتيجة المواقف الإيجابية التى يتحقق معها نجاح الفرد ماديًا أو صحيًا، والخلو من القلق نفسيًا وروحيًا، وحيث تتوفر السكينة والهدوء، ويقل الضجيج إلى أبعد حد. ولكن ليس في الكتاب المقدس موقف هو مجرد موقف بشري، ففي جميع وجوه النشاط الإنساني، يتجلى الأثر الإلهي. ويجب فهم المضمون الكتابي للسلام من خلال ذلك. أما أسفار العهد الجديد فقد أضافت عنصرًا آخر لمفهوم السلام في العهد القديم، بإقرار أن أساس المصلحة بين الله والإنسان، وبين الإنسان والإنسان، بل وبين الإنسان ونفسه، إنما هو موت الرب يسوع المسيح وقيامته، وعمل الروح القدس، وهكذا أصبح السلام متاحًا للإنسان. |
|