إن الله يأتي للقائنا من خلال وعوده، والتي يتممها شيئًا فشيئًا كلما آمنّا بها. واليوم في نصنا، يَعِدُ الله بأن يُرجعَ الفرح للمساكين والمتواضعين، بتخليصهم من أعدائهم. والإنسان مخلوق لكي يجد الفرح. وهذا الفرح هو في الله .. ومرتبط بمعرفتنا لله مرتبطٌ في حياةِ شركة مع الله. والله لا يريد إلاّ فرحنا. لكن من هو عدونا الذي يخلصنا الله منه؟ الخطيئة هي هذا العدو المستبد، هذا المستهزء، الذي يحاول مقاومة عمل الله هذا. فهو يريد أن يجعلنا نعتقد بأن هذه الشركة مع الله هي شيء مستحيل، ويشكننا بكلام الله ووعوده، ويسخر من إرادتنا وعقلنا وذاكرتنا كي يُّذَكِّرنا باستمرار بأننا ضعفاء وغير مستحقين وبالتالي غير قادرين على العيش في شركة مع الله.
ويسوع .. يأتي كي يُخَلِّصنا من هذه الكذبة. ففي يسوع، الله يأتيللقاء الخاطيء. ويجعل من نفسه صَديقًا للخاطيء.. يأكل على مائدته كي يُعَرِّفه بأنه مدعو إلى الشركة معه، وبأنه أكبر بكثير من خطيئته، وبأن الله قد خلق داخله شيئاً يربطه بالله، وهو أعمق بكثير من خطيئته، وهذه الكرامة التي خلقها الله في الإنسان هي التي تجذبه نحو الشركة مع خالقه. ويسوع قد جاء ليفتح عيوننا على هذه الحقيقة ويتممها: فقد أخذ على عاتقه خطايانا، كي يرفع هذا الحاجز الذي يمنعنا منالعيش في شركة معه. وإذا آمنا بعمل المسيح هذا، يمكننا أن ندخل في شركة معه. وهو سيدخلنا في شركة مع أبيه.
أشعيا 29: 17 - 24
17بعد قليل، في مُدَّةٍ يَسِيرَةٍ جِدًّا، سيَتَحَوَّلُ لُبْنَانُ جنائِنَ، وَالْجنائنُ ستُشبِه غابة كبيرة18فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَسْمَعُ الصُّمُّ أَقْوَالَ الكتاب، وَتُبصِرُ عُيُونُ الْعُمْيِ بعدَ انغِلاقٍ على السَّوادِ والظلامِ. 19وَيَزْدَادُ الْمساكينُ فَرَحًا بِالرَّبِّ، وَيَبتهِجُ البؤساءُ بِقُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ. 20لأَنَّ الْطغاةَ يَهلِكونَ والساخرينَ يَزولون ولا يبقى أَثِرٌ للمُواظبينَ على الشَّرِّ. 21أولئِكَ الذين على كلمةٍ يَتَّهِمونَ الآخرينَ بالخطيئةِ، وينصِبونَ شَرَكًا على باب القضاء لِمَن يقضي بالعدلِ، ويُحَرِّفونَ دعوى البريءِ بأباطيلِهِم.
22لِذلِكَ قالَ الربُّ إلهُ بيتِ يعقوبَ الذي افتدى إبراهيمَ: «لَن يخجَلَ يعقوبُ بعدَ الآنِ ولن يَصفَرَّ وجهُهُ23متى رأى أنَّ ذُرِّيَّتَهُ بعدَ العملِ الذي عَمِلَتْهُ يدايَ في وسَطِهِم يُقَدِّسونَ اسمي مِثلَما قدَّسَهُ يَعْقُوبَ، وَيَهابونَ اسمي أنا إِلهُ إِسْرَائِيلَ. 24وأن الضالينَ بالرُّوحِ يهتَدونَ إلى الفَهمِ والمُتَذمِّرينَ يَقبَلونَ أن يَتَعَلَّموا".
ربي يسوع .. أنت النور الذي هو أقوى من ظلماتنا، أنت الحَق الذي هو أقوى من كل كذب، أنتَ تفتح عيوننا على عَظَمَةِ دعوتنا.. وتأتي كل يومٍ، ترافقنا، خطوةً فخطوة، كي تحققها فينا، نُسَبّحك يا رب ونشكرك.
إن خطيئتنا تمنعنا في الكثير من الأحيان من أن ننفتح إلى مجيئك، لكننا نؤمن بأنك تستطيع أن تخلصنا منها. تعال يا رب، تعال وخلِّصنا!