منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 03 - 2015, 09:23 AM
 
marinaadel Female
x Banned x

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  marinaadel غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122525
تـاريخ التسجيـل : Mar 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 10


منذ البداية، يعلن مرقس فحوى الإنجيل. إن "ألقاب" يسوع هذه هي مفتاح كل القصة. وستعود، في نهاية الإنجيل عندما يتعرف "وثني" على يسوع المائت على الصليب ويقول: "حقاً، كان هذا الرجل ابن الله"(مرقس 15: 39). كانت هذه طريقة أدبية معروفة في الكتابة في ذلك الوقت، تُستَخدَم للإشارة إلى أن المعنى العميق للقصة، بأكمله، مُدرَج بين عبارتين أو كلمتين مكررتين في البداية وفي النهاية.
إن كلمة "يسوع"تعني بالعبرية "الله يُخَلِّص"، "يَشُوَع". إنه الأسم المألوف، الذي يشير إلى الشخصية الإنسانية، التأريخية، الأرضية، لرجل الناصرة.
"المسيح".. تعني بالعبرية "ممسوح الرب"، هذا اللقب يشير إلى أن يسوع هو حقاً ذاك الذي كل إسرائيل كانت تنتظره، المنحدر من نسل داؤد"، "ملك مملكة الله".
وأخيراً، "ابن الله"... هو لقب لن يأخذ كل معناه إلاّ لحظة القيامة. في الوقت الذي كان مرقس يكتبفيه، كان المسيحيون، يُعلنون إيمانهم ويبشرون بألوهية يسوع أيضاً.

كُتِبَ في سفر النبي أشعيا: "هاءنذا أُرسل رسوليقدامك لِيُعِدَّ طريقَك. صوتٌ مُنادٍ:
في البريةأعدوا طريق الرب ، واجعلوا سبله قويمة" ...
هنا أيضاً ليس صدفة أن يبدأ الإنجيلي مرقس باستشهاد من العهد القديم. فيسوع هو ليس "كائن" يصل فجأة من كوكب آخر. لكنه يتجذر في تأريخ شعب. فهو كان "منتَظَراً"، "مُعلنَا به"، "ومجيئه مُهَيَّأ"... ...وقراءة نص من العهد القديم،والتي نقوم بها في قداس كل أحد منذ المجمع الفاتيكاني الثاني، هي ليست تجديداً من قِبَل الكنيسة الحديثة. فالمسيحيون الأولون، ومنذ وقت مرقس، ومسيحيوا متى ولوقا ويوحنا أيضاً، كانوا يقرأون الكتاب المقدس (الخاص بهم، أي العهد القديم)... ويُطَبِّقوه على يسوع.
ونحن؟ يحصل لنا في الكثير من الأحيان أن نتذمر بأننا لم نلتقِ بالله. لكن هل نحاول فعلاً أن نستخدم الوسائل التي لدينا؟ماذا نفعل كي نبحث عنه؟ هل نُعِدّ "طريق الرب"؟ زمن المجيء هذا يُمكِن أن يكون زمناً لإعادة التأمل في الكتاب المقدس.
تم ذلك يوم ظهر يوحنا المعمدان في البرية، ينادي بمعمودية التوبة لغفرانالخطايا. وكان يخرج إليه أهل بلاداليهودية كلها، وجميع أهل أورشليم، فيعتمدون عن يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم...
لا يجب أن نتخيل بأننا "سنلتقي" بالله، في عيد الميلاد مثلاً، بدون "أن نُحَضِّر" مجيئه .. بدون أن نتطهر، أو أن نعمل على نتوب، وأن نُغيِّر حياتنا.
يوحنا المعمدان، هو، لم يجامل مستمعيه. كان يقول لهم: "غَيِّروا تماماً تصرفاتكم... عودوا إلى الطريق!" هذا هو معنى الكلمة التي نترجمها بـ "توبوا". الكلمة اليونانية هي "ميتانويا" وتعني الرجوع إلى الطريق: "كنتم تتصرفون هكذا؟ تصرفوا الآن بالعكس. الشر الذي تقومون به، توقفوا عن فعله. والخير الذي لم تكونوا تعملوه، ابدئوا بالقيام به. تَغَيَّروا! تَغَيَّروا!"
عندما يقترب ميلاد الرب يسوع، المسيحيون هم مدعوون لأن يستقبلوا "سر المصالحة" من أجل غفران خطاياهم. من الآن، أريد أن أتهيأ لذلك، كي أعمل منه مسيرة جدية وناضجة ومسؤولة، وليس مجرد عادة أقوم بها بشكل ممل وروتيني. وعلى مثال الجمع الذي كان يأتي إلى الاردن، سأبدأ "بالتعرف" على خطاياي و"الإعتراف" بها، بوعي ووضوح. يا رب، إفتح عيني!

وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، وزناراً منجلد حول وسطه. وكان يأكل الجراد والعسل البري ...

إنها الملابس النمطية المألوفة "لرجال الصحراء" .. البدو، في ذلك الوقت.
"الصحراء"! إن الجمع الذي كان يأتي إلى الصحراء، هذا الجمع المنجَذِب نحو يوحنا المعمدان، كان عليه أن يترك جزءً من العالم الذي يعيش فيه، لكي يذهب إلى عالمِ آخر. فعندما "ينسحب"هذا الجمع "إلى الصحراء"، هذا يعني ربما نوعًا من رفض السهولة .. رفض حياة الرفاهية. إن "الصحراء" هي مكان مفتوح أمام أنظارنا، حيث الطرق ليست معبدّة ومهيّاة بوضوح: إنها دعوة للمغامرة إذن! لا شيء واضح وأكيد. "الصحراء"، هي أيضاً مكان الخلوة والصمت: دعوة إلى اللقاء الداخلي! ومن المستحيل هناك أن يشرد فكرنا، أو أن نلتجيء إلى الأمور السطحية والخادعة: فالإنسان يجد نفسه وجهاً لوجه مع نفسه، مُعرَّى من كل الأقنعة وحضور الله يفرض نفسه بقوة. في هذا الصمت والخلوة ونزع الأقنعة، ربما سيتمكن الله من أن يُسمِع صوته لنا: فعندما تسقط أقنعتنا، سنسمع نداءه لعيش حياتنا بصدقوحق. إذا كنا نريد أن يكون لقاءنا بالله حقيقي وعميق، يجب أن يكون لنا وقتٌ مخصصٌ "للصحراء".
هل أستغل زمن المجيء هذا لآخذ وقتًا منتظماً للخلوة والصمت؟

وكان يعلن فيقول: " يأتي بعدي من هو أقوى مني، من لست أهلا لأن أنحني فأفكرباط حذائه. أنا عَمَّدْتُكُم بالماء، وأماهو فيُعَمِّدُكُمبالروح القدس."
إن يوحنا المعمدان لم يوجَد إلاّ من أجل آخر .. من أجل شخص لم يُحَدَّد أسمه بعد: "ذاك الذي يأتي"، "الآتي!"..."الأقوى"... "الأكرم"، "الأكثر أهلاً"، "ذاك المملوء بالروح القدس"...
إذا قررنا أن نعود إلى الطريق، أن نهتدي، فالله لن يكون متفرجاً: بل سيملأنا من روحه هو.

*نص من التراث المسيحي:
من كتابات القديس البابالاون الكبير ، القرن الخامس (مقطع من الموعظة السابعة لعيد الميلاد)

إن ربنا يسوع المسيح، بولادته إنسانًا حقًا، هو الذي لم يتوقف أبداً عن كونه الله، حقق في ذاته بداية الخليقة الجديدة، وفي ولادته أعطى البشرية بداية روحية.
مَن يُمكنه فهم هذا السر الكبير؟ ومَن يستطيع أن يشرح هذه النعمة العظيمة؟
الظلم سيصبح نقاوة، والشيخوخة تصبح جِدَّةً [2]؛ الغرباء سيكون لهم الحق في التَّبَنّي، والناس القادمون من بلدان أخرى سيشاركون في الميراث. الكفار يصبحون أبراراً؛ والجشعون يصبحون كُرماء؛ الزناة يصيرون أطهاراً؛ والبشر الجسديون تماماً يصبحون روحانيين.
من أين يأتي تغيير كهذا إنْ لم يكن من "يمين الله العَلي"؟ إن ابن الله جاء ليهدم أعمال الشر؛ لقد إتّخذ جسدنا والتحق بنا، وجعلنا نتجسّد فيه ونلتحق به، بحيث يصبح نزول الله نحو عالم البشر، نوعاً من ارتفاع الإنسان نحو عالم الله.
استيقظ إذن.. تَنَبَّه أيها الإنسان، وتَعَرَّفْ على كَرامة وسمو طبيعتك! تَذَكَّر بأنك خُلِقْتَ على صورة الله، وهذه الصورة، على الرغم من أنها أُفسِدتْ في آدم، قد أُصلِحَت وأُحييت في المسيح!
استخدِم الخلائق المنظورة، كما يجب أن تُستَخدَم؛ويمكنك أن تستخدم الأرض، والبحر، وما يأتي من السماء، والهواء، والينابيع والأنهار؛ واستعمل كل ما يوجد من جميل ورائع، لتسبيح وتمجيد الخالق.
لتستقبل عيناك النور المرئي، لكن احتضن من كل قلبك هذا النور الحقيقي "الذي ينير كل إنسان آتِ إلى العالم" والذي عنه يقول النبي: "مَن ينظر إليه يُشرق وجهه، ولن يبقى فيه أي ظلمة أو اضطراب".
فإذا كنا بالفعل هيكل الله، وإذا كان روح الله يسكن فينا حقاً، فإن ما يحمله كل مؤمن في داخله، له قيمة أكبر بكثير من كل عجائب السماء.

[1]) السنة الطقسية اللاتينية مقسمة إلى ثلاث سنوات: أ، ب، ج. كي يتمكن المؤمن من سماع معظم نصوص الكتاب المقدس خلالها. أي أن النص نفسه يعود كل ثلاث سنوات (وليس كل سنة، كما هو الحال في السنة الطقسية لمعظم كنائس الشرقية المقسمة على سنة واحدة فقط).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وجد الأخبار السارة لرسالة خلاص السيد المسيح في كل كتب الكتاب المقدس
ليسوع لَقَبان هما: المسيح وابن الله
أحباء الله، المدعوين للحياة والمحفوظين ليسوع المسيح ربنا
رو 1: 1 بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله
رو 1: 1 بولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لانجيل الله


الساعة الآن 05:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024