ما هو العنف اللفظي؟

[مريم فكرى]

ما هو العنف اللفظي؟








ليس من الصعب على المرء أن يقوم بكسر قطعة خشب متوسطة الحجم نسبياً، وبالتالي فإنه في نفس الوقت يمكن أن يكسر روح الطفل وبكل سهولة. إنّ التقليل من شأن الأطفال، إهانتهم والحطّ من شأنهم يُفقد الطفل إحساسه بذاته شيئاً فسيئاً. لذا، يُعرّف الاعتداء اللفظي على أنه عبارة عن الاستمرار في الشتائم، تجاهل أو رفض الطفل. كأن يقول الأب/ الأم لطفله: (أتمنى أنك لم تولد أو أنت غبي للغاية أو أنت لا قيمة لك).
إنّ هذه الكلمات يصدّقها الأطفال خاصة وإن سمعوها من آبائهم أو مدرسيهم أو غيرهم ممن يحبونهم ويثقون بهم. كما يعتبر الأطفال بمقدرة على أن يردّ مثل هذه الإهانات أو الإساءات بين الحين والآخر، إلا أنّ استمرار هذه الإهانات أو الإساءات يمكن أن تسبّب الضرر في شخصية الطفل. وبصرف النظر فيما إذا صاحب هذه الشتائم اعتداء جسدي أو جنسي. أو من تلقاء نقسها فإنّ آثارها ستكون مدمّرة.

ما مدى خطورة الإساءة اللفظية؟

لا توجد هناك إحصاءات كافية تبين مدى جسامة مشكلة الإساءة اللفظية، كما أنّ عدم الإبلاغ عن حالات سوء المعاملة للسلطات يقلل بشكل كبير من حجم المشكلة.

لماذا تشعر بالقلق إزاء الإساءة اللفظية؟

إنّ آثار الإساءة اللفظية كبيرة ومن الممكن أن تعرقل بشكل كبير نمو الطفل العاطفي والنفسي، فمن الممكن للطفل أن يمرّ خلال حياته بحالة من العزلة، وضعف الثقة بالنفس، والاكتئاب والفشل لتلاحقه بالتالي أثناء مرحلة الشباب. إنّ الأطفال الذين يجدون صعوبة في بناء علاقات ثقة مع الآخرين، الذين يجدون صعوبة في بناء علاقات الثقة مع الآخرين. الذين يجدون صعوبة في المدرسة. الذين يواجهون مشاكل في المخدرات والكحول والذين يفكرون بشكل جدي بالانتحار عادة ما يكون أولئك من الذين عانوا من سوء المعاملة اللفظية، وينطبق الشيء نفسه على البالغين الذين يتعرّضون للإساءة اللفظية.

كيف بإمكاننا أن نمنع الإساءة اللفظية؟

إنّ الإساءة اللفظية تحدث عادة لنفس الأسباب التي تحدث في حالة الاعتداء الجسدي. يشعر الأبناء والأمهات بالعزلة، أنهم تحت الضغط وغير فادرين على التعامل معها. فإنّ الطفولة المضطربة التي تتسم بسوء المعاملة وقلّة الثقة بالنفس تساهم في سلوك الوالدين السيئ.

إنّ ما يجعل الإساءة اللفظية بعيدة عن الإيذاء الجسدي هو قلة الوعي عند الآباء والأمهات بمدى الضرر الذي ينتج عن كلماتهم، وإنّ الآباء والأمهات الذين يستخدمون الإساءات اللفظية عادة لا يفهمون مدى تأثير كلامهم، لهذا فإنّ إحدى استراتيجيات الوقاية الأولية هو تثقيف الآباء والأمهات بأنّ الكلمات يمكن أن يكون لها ذات الأثر الذي قد تخلّفه صفعة كفّ، على سبيل المثال.