منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 03 - 2015, 06:18 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

ونشب خلاف بينهم _ جيروم

ونشب خلاف بينهم _ جيروم




ونشب خلاف بينهم

بقلم القديس جيروم



كان بولا الطوباوي يحيا حياة السماء على الأرض حتى بلغ من العمر 113 سنة، أما أنطونيوس فكان قد بلغ التسعين من عمره ولكنه كان يسكن في موضع آخر، حين طرأ على باله فكرة عدم وجود راهب أكثر كمالاً منه يسكن في البرية. لذلك قد أعلن له الله في سكون الليل بوجود رجل يحيا بعيداً في عمق البرية يتعيَّن عليه أن يذهب ويراه إذ هو أفضل منه بكثير. وعند طلوع الفجر قام أنكونيوس في وقاره وشيخوخته، سانداً قدميه الضعيفتين ومرشداً إياهما بعكازه، وقد بدأ يسير غير عالم إلى أين يمضي. وإذ كان الوقت ظهراً حيث الشمس الحارقة في كبد السماء لم يسمح لنفسه بالعودة من رحلته التي كان قد بدأها وقال: "أنا أؤمن بأن إلهي سيرشدني إلى الخادم الذي وعدني برؤيته في وقت ما".



... إجتاز أنطونيوس البقعة التي دخلها وهو لا يرى بها سوى آثار وحوش البرية والصحراء المترامية الأطراف. لم يكن يدري ماذا يصنع، أيمضي في طريقه أم لا؟ ثم مرَّ يوم آخر ولم يبق لديه سوى شيء واحد هو إيمانه الراسخ بعدم تخلي المسيح عنه. وهكذا أمضى الليلة الثانية يصلي في الظلام وعند طلوع الفجر إذ به يرى أنثى ذئب على مقربة منه وهي تلهث ظمئاً وتنسل إلى سفح الجبل، فتتبعها بنظره حتى إختفت داخل أحد الكهوف إلا أن ذلك لم يُشبع فضوله إذ أن الظلام داخل الكهف قد حجب عنه الرؤية، ولكن كما يقول الكتاب: "المحبة تطرح الخوف خارجاً (1 يو 4: 22). فدخل أنطونيوس الكهف بخطوات متعثرة وأنفاس لاهثة يتحسَّس طريقه بحرص، ثم تقدَّم شيئاً فشيئاً وأصغى بانتباه لصوت ما.


وأخيراً ظهر في وسط الظلام الحالك المخيف بصيص من الضوء على بعد. وبسرعة متلهفة ضرب بقدمه على صخرة ليُقدِّر مدى صدى الصوت. عندئذ أغلق بولا الطوباوي الباب المفتوح بسرعة ووضع عليه حاجزاً، فسقط أنطونيوس على الأرض أمام المدخل وظل يلتمس الإذن بالدخول حتى نحو الساعة السادسة أو ما بعدها قائلاً: "أنت تعلم من أنا، ومن أين جئت ولماذا أتيت، وأنا أعرف إنني لا أستحق النظر إليك ولكنني لن أمضي قبل أن أراك، وإذا كنت تستقبل الوحوش فلِمَ لا ترى أي إنسان، لقد طلبت فوجدت، وسأظل أقرع حتى تفتح لي" ...




ثم فتح الأنبا بولا الباب مًبتسماً وسمح له بالدخول وألقى كل منهما نفسه في حضن الآخر ورحَّبا ببعضهما البعض بالاسم، ثم اشتركا في تقديم الشكر لله.




جلس بولا بعد القبلة المقدسة، وبدأ يخاطب أنطونيوس: "أنظر إلى الرجل الذي بحثت عنه بعناء شديد، وها قد وهنت أطرافه بسبب الشيخوخه ، أما شعره الأبيض فهو غير مُمشَّط، أنت ترى رجلاً سيصبح بعد قليل تراباً، ولكن المحبة تحتمل كل شيء. فأتوسل إليك إذن أن تخبرني كيف أصبح حال الجنس البشري؟ هل أقيمت منازل جديدة في المدن القديمة؟ وما هو النظام الذي يحكم العالم؟ ألا يزال هناك بقية تُضللها الشياطين بما لهم من مكايد؟



وبينما كانا يتحدثان تعجَّبا لرؤية غراباً يحوم بهدوء حولهما حتى جاء ووضع رغيفاً كاملاً من الخبز أمامهما وهما في حالة من الذهول. وعندما رحل قال بولا: "أترى محبة الله الصادقة إذ هو بالحقيقة رحيم ورؤوف فقد أرسل لنا وجبة من الطعام، فمنذ ستين عاماً كنت أتلقى دائماً نصف رغيف فقط ولكن بمجيئك ضاعف المسيح نصيب جندييه"





وبعد أن شكرا الرب جلسا معاً على حافة النبع الصافي. وهنا نشب خلاف بينهم حول من يكسر الخبز، فكاد النهار ينقضي في المناقشة حتى اقترب المساء. فكان بولا يلِّح على أنطونيوس بكسر الخبز مُعتبراً ذلك من واجبات الضيافة، أما أنطونيوس فكان يضع إعتباراً لكبر سن بولا. وفي النهاية استقر الأمر على أن كل منهما يمسك بطرف الرغيف منه فيجذبه نحوه ويحتفظ لنفسه بالجزء المتبقي في يده.

ثم جثيا على ركبتيهما ووشربا بكفيهما قليلاً من ماء لانبع. وقدما لله ذبيحة التسبيح وهما يقضيان الليل في الصلوات المسائية.







رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
(تك 12: 8) ثم نقل من هناك إلى الجبل شرقي بيت إيل ونصب خيمته
أرقام ونسب هامة عن كورونا في مصر
بنعرف ننصب
نوسة
أنا كلبوظة ووزة وفى بيتى شيك


الساعة الآن 06:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024