منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2015, 08:19 AM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

بين الحسد والحُلم _ غريغوريوس النيسي

بين الحسد والحُلم _ غريغوريوس النيسي
بين الحسد والحُلم
القديس غريغوريوس النيسي




"وتكلمت مريم وهرون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي أتخذها لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية. فقالا هل كلم الرب موسى وحده. ألم يكلمنا نحن أيضاً. فسمع الرب. وأما الرجل موسى فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض ... ودعا (الرب) هرون ومريم فخرجا كلاهما فقال اسمعا كلامي. إن كان منكم نبي للرب فبالرؤيا أستعلن له في الحلم لأكلمه. وأما عبدي موسى فليس هكذا بل هو أمين في كل بيتي. فماً إلى فم وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين، فلماذا لا تخشيان أن تتكلما على عبدي موسى" (عدد 12)
لم تعد هناك أي إهانة صادرة من قلب حسود يمكنها أن تقف في وجه ذلك الذي يتبع الله بهذه الطريقة (كموسى). أثارت بعض الأمور الحسد ضد موسى من أخوته. الحسد هو أول أسباب الشر، هو أبو الموت والمدخل الأول للخطية، هو أصل الشر وموّلد الحزن، الحسد هو مولد المصائب، وأساس العصيان، وفاتحة الخزي. الحسد هو الذي أخرجنا من الفردوس، عندما تظاهر كأفعى ليقاوم حواء. الحسد هو الذي حجبنا عن شجرة الحياة، وبعدما نزع عنَّا الثياب المقدسة دفعنا إلى خارج ونحن مكتسين بأوراق التين.

الحسد سلَّح قايين على أخيه بخلاف الطبيعة، وافتتح الموت الذي يُنتقم له سبعة أضعاف. الحسد جعل يوسف عبداً. الحسد هو اللدغة القاتلة والسلاح المخفي، ومرض الطبيعة، والسم اللاذع، والضعف الإرادي، والسهم المُرّ، ومسمار النفس، ونار في القلب، هواللهب الذي يضرم الأحشاء.

الحسد يُعَّد مصيبة لا الشر الذي يحل به بل خير الآخرين، وبالعكس أيضاً، نجاحه لا في الخير الذي يحل به بل في شدة ومصائب الآخرين. الحسدُ يحزن لسعادة الناس ويستغل مصائبهم لمصلحته. يُقال أن النسور التي تفترس الجيف تقضي عليها الأطياب، فإن طبيعتها تألف النَّتن والفساد. تلك حالُ من كان فريسة هذا المرض (الحسد)، إذ يقضي عليه سعادة أقربائه وجيرانه، كما لو كان طيباً من الأطياب، وإذا رأى حادثاً يُفجع أحد الناس، يهرعُ إليه ويغرس فيه منقاره الأعوج، منقباً في أعماق جرحه.

الحسد حارب أناساً كثيرين قبل موسى. وعندما هاجم هذا الرجل العظيم، تحطّم عليه، كما يتحطم إناء فخاريُّ يصطدم بصخرة. وقد أظهر ذلك بوجه خاص مدى التقدم الذي أحرزه موسى في رحلته مع الله. لقد ركض موسى في الحضرة الإلهية، وأخذ موضعه على الصخرة، ومكث في النقرة تظلله يدُ الله، وتابع دليله من الخلف، غير مواجهٍ له ولكن ناظراً إلى قفاه.

وصل موسى إلى سمو وإرتفاع جعله أعلى من أن يصيبه سهام الحسد، ويظهر ذلك أنه قد أصبح طوباوياً في تبعيته لله. قد حاول الحسد أن يرميه بسهامه ولكن السهم ما كان ليبلغ الأعالي التي بلغها موسى. فوتر الشر كان عاجزاً عن قذف سهمه بعيداً لكي يبلغ موسى، من أولئك الذين أصابهم المرض من قبل. أما هارون ومريم فقد أصابهما تأثيره الشرير، فأصبحا كقوس حسدٍ، يقذفان موسى بالكلام بدلاً من السهام.

لم يحجم موسى فقط عن مشاركتهما في ضعفهما، بل أنصرف إلى تقديم العون ومعالجة من أصابهم ذلك مرض. ولم يقتصر الأمر على أنه لم يحاول الدفاع عن نفسه ضد من سببوا له الأسى، بل كان يشفع فيهم لدى الله، طالباً لهم الرحمة. وقد أظهر بما فعله، أن الشخص المُحصن بدرع الفضيلة لا تصيبه نصل السهام.

قلل موسى من حدة حرابهم، وجعلها تطيش بفضل صلابة درعه. والدرع الذي يقي من هذه السهام هو الله نفسه، الذي يلبسه جندي الفضيلة. لأن الكتاب يقول: "ألبسوا الرب يسوع المسيح (كدرع)" (رو 14:13)، أي الدرع الكامل الذي لا يُخترق. كان موسى محمياً بشكل جيد، لذا كانت سهام الشر غير فعالة معه.

لم يسرع موسى بالدفاع عن نفسه ضد أولئك الذين سببوا له الحزن، بالرغم من حكم القضاء العادل الواقع عليهما، وأنه كان يعرف ما يجب أن يفعله، إلا أنه بالرغم من ذلك قام شفيعاً يشفع في أخوته لدى الله. لولا أن موسى كان يسير في خطى الله - الذي أظهر له أن السَّير وراءه هو آمن طريق إلى الفضيلة - ما كان فعل ذلك.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس غريغوريوس النيصي
القديس غريغوريوس النيصى |تصميم
شذا الناردين _ غريغوريوس النيسي
القديس غريغوريوس النيصي
يا أبانا السماوي _ غريغوريوس النيسي يا أبويا السماوي القديس غريغوريوس النيسي "متى صلّيتم فقولوا


الساعة الآن 08:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025