![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الثالوث القدوس - أثناسيوس الرسولي ![]() الثالوث القدوس القديس أثناسيوس الرسولي ولكن بالإضافة إلى ذلك، دعونا ننظر إلى تقليد الكنيسة الجامعة وتعليمها وإيمانها، الذي هو من البداية، والذي أعطاه الرب وكرز به الرسل وحفظه الآباء، وعلى هذا الأساس تأسست الكنيسة، ومن يسقط منه فلن يكون مسيحياً ولا ينبغي أن يدعى كذلك فيما بعد: الثالوث قدوس وكامل، يُعترف به أنه الله – في الآب والابن والروح القدس، وليس له شيء غريب أو خارجي ممتزج به، ولا يتكوّن من خالق ومخلوق، ولكن الكل يبني ويخلق، وهو متماثل في ذاته وغير منقسم من جهة الطبيعة، وفعله واحد. فالآب يعمل كل الأشياء بالكلمة في الروح القدس. وهكذا تُحفظ وحدة الثالوث القدوس سالمة، وهكذا يكرز بإله واحد في الكنيسة، "الذي على الكل وبالكل وفي الكل" (أف 6:4). "على الكل" أي كأب وكبدء وكينبوع "وبالكل" أي بالكلمة "وفي الكل" أي في الروح القدس. هو ثالوث ليس فقط بالاسم والصيغة الكلام، بل بالحق والوجود الفعلي. لأنه كما أن الآب هو الكائن الذي يكون (خر 14:3)، هكذا أيضاً الكلمة هو الكائن والإله على الكل (رو 5:9)، والروح القدس ليس بدون وجود حقيقي، بل هو موجود وله كيان فعلي. وليس بأقل من هؤلاء الثلاثة تعتقد الكنيسة الجامعة، لئلا تنزلق إلى أفكار سابيليوس، وأفكار اليهود المعاصرين الرديئة الذين يتبعون قيافا، كما أنها لا تعتقد بأكثر من ثلاثة، لئلا تنزلق إلى تعدد الآلهة الذي لليونانيين. ولكي يعرف هؤلاء أن هذا هو إيمان الكنيسة، فدعهم يفهمون كيف أن الرب حينما أرسل الرسل، أوصاهم أن يضعوا هذا الأساس للكنيسة قائلاً: "أذهبوا تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28). فمضوا الرسل وهكذا عملوا، وهذه هي الكرازة التي إنتشرت إلى كل الكنيسة التي تحت السماء ... المبارك بولس، إذ عرف هذا، لا يُقسم الثالوث كما تفعلون، بل علّم بوحدته عندما كتب إلى الكورنثيين عن المواهب الروحية، إذ يرُد كل الأشياء إلى إله واحد، الآب قائلاً: "أنواع مواهب موجودة وأنواع أعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل" (1 كو 12: 4-6). فالمواهب التي يُقسِّمها الروح لكل واحد تُمنح من الآب بالكلمة. لأن كل ما هو للآب هو للابن أيضاً (يو 15:16، يو 10:17). وإذن فتلك الأشياء التي تُعطى من الابن في الروح هي مواهب الآب. وحينما يكون الروح فينا، فالكلمة الذي يعطي الروح يكون أيضاً فينا، والآب موجود في الكلمة. وهكذا يكون كما قال: "سنأتي أنا والآب ونصنع عنده منزلاً" (يو 14: 23). لأنه حيث يكون النور فهناك الشعاع أيضاً، وحيث يكون الشعاع فهناك أيضاً فاعليته ونعمته المضيئة. وهذا هو ما علّم به الرسول أيضاً حينما كتب إلى الكورنثيين في الرسالة الثانية قائلاً: نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2 كو 13:13). لأن هذه النعمة والهبة تعطى في الثالوث: من الآب والابن والروح القدس. وكما أن النعمة المعطاة هي من الآب وبواسطة الابن، هكذا فإنه لا يكون لنا شركة في العطية إلا في الروح القدس. لأننا حينما نشترك فيه تكون لنا محبة الآب ونعمة الابن وشركة الروح نفسه. |
|