01 - 03 - 2015, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التثليث في القرآن
2) تحليل التصريح : وهكذا يعلمنا الإنجيل أن "الله روح" محض لا دخل للجسد ولشؤون الجسد فيه تعالي، "والذين يعبدونه يجب أن يعبدوه بالروح والحق" (يوحنا 4 : 25)، ويعلم الإنجيل أن يسوع المسيح هو "ابن الله" و "كلمة الله" لأنه "كما أن الآب له الحياة في ذاته كذلك أعطي الابن أن تكون له الحياة في ذاته" (يوحنا 5 : 26). إن الله هو الوجود، والوجود هو الحياة، والله هو "الحي القيوم" (آل عمران 2، بقرة 255، طه 111)، يحيا ويتفاعل ويتسلسل في ذاته الواحدة. والإنجيل بتسميته "الابن كلمة الله" (يوحنا 1 : 1) - كذلك القرآن نساء 170 - أفهمنا أن هذا التفاعل والتسلسل روحي عقلي. فالمسيح هو ابن الله، أي فكر الله الجوهري، أو نطق الله الجوهري، فهل يمكن أن يكون الله بدون عقل ؟ وهل يكون عقله إلا غير محدود كذاته. وفكره الذي هو منتوج عقله، وهو غير محدود في الله كعقله، هو ما يسميه الإنجيل بلفظ علمي فلسفي لاهوتي "كلمة الله"، وبتعبير شعبي تفهمه الجماهير "ابن الله" والشعب البسيط نفسه ألا يسمي الأفكار بنات العقل ؟ وعندما يستعمل الإنجيل لفظة "كلمة" يدل بصراحة علي أن بنوة الابن من الآب وفي الآب، ضمن الذات أو الطبيعة الإلهية الواحدة، هي بنوة فكرية نطقية عقلية، وأن الولادة في الجوهر الإلهي الفرد هي روحية إلهية، فوق الزمان والمكان، وفوق الجسد والمخلوق. يتسلسل كلمة الله من جوهر الله كما يصدر نطقنا من عقلنا. وهذا الصدور أو التسلسل غير المخلوق، نتيجة التفاعل الإلهي، لا يمكن التعبير عنه تماماً بكلام مخلوق، فيسميه الإنجيل بلغة بشرية تقرب غير المدرك من إدراكنا "ولادة وبنوة" ثم "أباً وابناً". فكلمة الله أو نطق الله الصادر عن القوة العاقلة في الله، هو في وضع يشبه عند البشر وضع ابن من أبيه، وفي علاقة ولادة روحية وبنوة عقلية تشبه فينا ولادة الفكر من العقل. فليس في ذلك إذن رفع مخلوق إلي صفة الخالق، ولا حط الخالق إلي درجة المخلوق، بل هو تفاعل روحي وتسلسل عقلي، بل هو ولادة روحية وبنوة عقلية في الذات الإلهية الواحدة. |
||||
|