كيف تجند داعش المراهقات

[Mary Naeem]

كيف تجند داعش المراهقات

نقلا عن الوطن
تتراوح أعمارهن بين 15 و16 عامًا، ما زالو في حكم القانون "قاصرات"، وفي حكم الشرع "أطفال"، وفي حكم علم النفس "مراهقات"، إلا أن إحداهن ذات الخمسة عشر عامًا استخدمت جواز سفر شقيقتها الكبرى في تصرف يمحي كل معالم البراءة ويجعلك تسأل أين البراءة؟.

كما أن أخرى، خاطبت فتاة كانت توجهت إلى سوريا بعد هروبها من "غلاسجو" في العام 2013 للزواج من مقاتل في تنظيم "داعش".

"شميمة" و"خديجة سلطانة" وأميرة عباسي"، قصة 3 بريطانيات مسلمات، تسربت إلى عقولهن الأفكار المتطرفة، في غياب رقابة الأسرة والمجتمع، فأصبحن "داعشيات"، وهي الظاهرة التي قال عنها الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي، أنها بدأت في التزايد خلال هذه الأيام.

وأضاف صادق، لـ"الوطن"، "الظاهرة بدأت في التزايد على الرغم من احتقار التنظيم لكيان المرأة وانحصار دورها في جهاد النكاح فقط"، مؤكدًا أن هذا يخلق مجتمعًا جديدًا، تنضم فيه الفتيات المراهقات برغبتهن إلى التنظيم تحقيقًا لحلمهن في الوقوع تحت سيطرة رجل.

وتابع "أو يخطفهن التنظيم ويجبرهن على اعتناق الإسلام والخضوع لأحكامه التي من بينها جهاد النكاح"، مؤكدًا أن هذا السن يكون داخله عنف مكبوت، كما أنه يكون أكثر ميلًا للقتل.

رحلة سفر الفتيات الثلاث، من "بريطانيا" ثم "تركيا" لينتهي بهن المطاف في أحضان التنظيم المتطرف في العراق، بدأت من الإنترنت، وهو ما رأه أستاذ علم الاجتماع السياسي، إغراء لهن عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف "هو نوع من التجنيد تعتمده تلك التنظيمات المتطرفة في الوقت الحالي، بعدها يتم توفير التأشيرات للخارج والأموال وجميع التسهيلات مما يجعلهم يقتنعون بأفكارهم، رغبة في الزواج من حور العين في الجنة، وغيرها من الأفكار التي تجعل الشباب يسعى للقتل بكل الطرق الممكنة".

أعراض العدوى بالوباء المسمى بـ"داعش"، رأها صادق، أنها كثيرة ويجب أن تحطات الأسرة منها، قائلًا: "لا بد للأسرة من مراقبة سلوكيات أبنائهم، فقبل أن يفكرو بالهروب إلى (داعش) تظهر بعض التصرفات الغريبة مثل: تغيير اللبس وتغيير الأفكار وتبدل طريقة الكلام"، كما طالب الأمن بإغلاق الصفحات التي تحث على التفكير المتشدد؛ حفاظًا على ما تبقى من شبابنا بفكره السليم، حد تعبيره.

مرحلة ما بعد التجنيد في "داعش"، تأتي كـ"غسيل للمخ" من أي أفكار قديمة، قد تعيد الشاب أو الفتاة إلى سيرته الأولى، وهنا يؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة، تستخدم طرق متعدة في ذلك منها، أن يقوموا بوضع الحشيش داخل اللبن أثناء تدريب الشباب ليوهمهم ببعض الأفكار ولتغيبيهم أيضًا، حد قوله.