الجدية في الحياة الروحية

[tito227]

الجدية في الحياة الروحية

مقال لنيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس - مطران البحيرة ومطروح والخمس المدن الغربية

١٩ فبراير ٢٠١٥

مع حلول أيام الصوم المقدس بكل طقوسه ونسكياته، تذكرنا الكنيسة بضرورة السعي الدائم والجاد في طريقنا للأبدية، ويوصينا معلمنا بولس الرسول “اركضوا لكي تنالوا” (1كو 9 : 24). فالأمانة والجدية في الحياة الروحية أمر ضروري، بل وتنذرنا كلمة الرب أن كل من يتراخى في عمل الرب يكون مستوجب اللعنة ( أر 48 : 10 )
وكل قديسين وأباء كنيستنا القبطية تميزت حياتهم بالجدية، فالأنبا ميصائيل السائح وصل لدرجة السياحة وهو مازال شاباً صغيراً في السابعة عشر من عمره، والأنبا باخوميوس أب الشركة، بعد أن كان وثنياً صار مسيحياً ثم راهباً ثم أب لجماعات رهبانية كثيرة. هكذا في الحياة تسعى دائماً نحو التقدم الدائم في الروحيات. والجدية في الحياة الروحية لها عدة جوانب أرجو أن نراجع ذواتنا عليها ومنها:

1. الجدية في التوبة:
جهاد التوبة يحتاج جهاد حتى الدم “لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية” (عب 12 : 4) كل أيام الحياة، فاستمرارك في الجهاد يجعلك تحرص من العثرة حتى نهاية حياتك لئلا تفقد تعب سنوات عمرك.

2. الجدية في عدم الاستسلام للظروف المحيطة:
هكذا كان دانيال عندما رفض أطايب الملك، وهكذا كان الثلاثة فتية عندما رفضوا السجود للتمثال، فاحرص عندما تحارب بظروف تبعدك عن الله ولا تسلم نفسك لها.

3. الجدية في قبول الوصية الإلهية:
أبينا ابراهيم استمع للصوت الإلهي وخرج من أرضه ومن عشيرته، وأطاع أن يقدم إبنه ذبيحة، وهكذا كان الأنبا انطونيوس الكبير، فلتكن أُذنك مفتوحة إذن لكلمة الرب ووصيته.

4. الجدية في ألا تقبل التبريرات:
يوسف الصديق لم يبرر لذاته صنع الشر وهو عبد لا يستطيع شيء ( تك 39: 9 ).

5. الجدية ألا يكون لك سيدين وألا تعرج بين الفرقتين:
بل تسير في طريق الرب وترفض طرق الشر كما تكلم إيليا “إن كان الرب هو الله فاتبعوه” (1مل 18 : 21).

6. الجدية ألا تؤجل كل ما هو نافع لحياتك الأبدية:
فلا تؤجل توبتك ولا اعترافك ولا اشتراكك في عمل الخير، فهكذا أجاب فيلكس بولس الرسول “فاذهب ومتى حصلت على وقت استدعيك”(اع 24 : 25). ولكنه لم يحصل علي وقت!!

7. الجدية في الخدمة:
تجعلك تقدم خدمة مثمرة حتى وإن كان لك وقتاً قليلاً، فهكذا خدم يوحنا المعمدان مدة ستة أشهر فقط وأعد الطريق أمام الرب، و هكذا قال معلمنا بولس “اذ الضرورة موضوعة علي فويل لي إن كنت لا أبشر” (1كو 9 : 16)

8. الجدية في العبادة:
تجعلك لا تقدم عبادة روتينية بدون خشوع بل تكون جاداً في أصوامك وفي صلواتك وفي انتظامك في قراءة كتابك المقدس واعترافك أمام أبيك الروحي.

9. الجدية في التعامل مع حروب الشياطين:
فتسلك بحرص عالماً أنك تحارب ضد أجناد الشر الروحية ( اف 6 :12 )، فتحرص أن يظل قلبك مستيقظاً حتى وإن غفلت عيناك، فيقظة القلب أمر مهم.

وأخيراً، في صلواتك أطلب دائماً أن يساعدك الرب لتكون جاداً في حياتك لكي ما يكون لك إكليل البر، وكل صوم وأنت تسلك بجدية وروحانية.