رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدا الليل ينشر اثوابه السوداء , على هذه القرية الجميله , فوق تلال الريف الاسبانى الفائق الجمال , ومضيت فى طريقى بين هذه الطرقات المرصوفه بالحجارة الصغيرة لعلى اجد مكانا لتناول وجبة العشاء . ولم يدم بحثى طويلا وها انا اقف امام مطعم (casa luma ) والذى تفسيرة بيت على التل .
كانت الورود تغطى واجهة المطعم ، حتى يخيل لك انك دخل الى حانوت لبيع الورد . وبالفعل دخلت واستقبلتنى سيدة فى الاربعين من عمرها , لها أبتسامه مميزه وملامح اسبانيه واضحة الجمال . طلبت طعام العشاء _ وانتهزت فرصة الأنتظار للتأمل فى المكان . كل شىء هنا يوحى لك بأن المكان من العصور الوسطى , حتى لون الخشب المغطى الحائط يخبر بانه عتيق . و بالاكثر ينكشف عمره من هذه النقشات الجميلة والمحفورة باليد . ياله من مكان رائع . ياله من أحساس جميل . وأفقت من تاملاتى على وصول طعام العشاء .والتى تم وضعه بعنايه على الطاولة مع التمنيات لى بالاستمتاع بالعشاء ثم الرجوع للخلف قليلا والأنحناء بالطريقه الاسبانيه فى التحيه ..... حقيقى كل شىء ممتع هنا كل شىء بدقة متناهيه . اثناء تناولى العشاء دخلت فتاة لايزيد عمرها عن العشرين سنه واتجهت الى سيدة المطعم . واخذت تقبلها ببشاشه وصياح _ رفعت عينى و نظرت اليها , وهنا دهشنى جمالها البارع وشعرها الكثيف . وفكرت فى بالى على أنها صورة جميلة جدا لرسام بارع . تحدثت الفتاه لمدة دقائق معدودة . وانهت حديثها وبدات فى الخروج .وهنا سمعت السيدة تقول لها ( يارب يجيلك مرض ) ثم ضحكو الاثنين بصوت عالى . ...شدتنى كثيرا هذه العبارة . وشدنى بالاكثر مدى سرورهم وكانها تمنت لها اجمل الامنيات .وهكذا بدأت فى داخلى الرغبه فى معرفة سر هذه الكلمات . ولكنى لم ادع التفكير يسيطر على هذه الدقائق المعدوده وبدات اعد كل ما املك للوصول لمعانى هذة الكلمات ( يارب يجيلك مرض ) .. انتهيت من الطعام واخرجت كتاب صغير وبدات اقرا فيه ، موجهة رسالة الى السيدة باننى سامكث بعض الوقت . وكانت السيده من الذكاء والتقطت الرساله وجائت بجانبى , وسالتنى بادب جم هل انتى فى زيارة لقريتنا الصغيرة . وهنا بدا الحديث ياخذ شكل الصداقة . وطلبت منها الجلوس معى على الطاولة . وبدات تعرفنى بنفسها أسمى ( مارسيانا )هنا أتولدت وهنا أتمنى أن أمضى كل حياتى . وهكذا حكينا طويلا عن القرية والعادات والتقاليد .وهنا بدأت أنظر الى الوقت والذى بدا فى التأخير وكان من اللازم مغادرة المكان . وفى نفسى ضيق لانه لم تتاح لى الفرصه لمعرفة ما اسعى اليه . وهنا قالت لى السيدة ( مارسيانا ) : انتظرى عزيزتى لقد حان وقت الانتهاء من العمل وسوف اصطحبك معى لتوصيلك ولا سيما ان الوقت الان متاخر. وافقت على الفور .وانتظرتها حتى انتهت من غلق المكان وذهبت معها فى عربتها الصغيرة . وهنا لم اتمالك نفسى من انتهاز اخر فرصة لى فى السؤال . لقد سمعتك اليوم ترحبى بالفتاه الجميلة والتى جائت اثناء تناولى العشاء ... سمعتك تقولى ليها بنوع من الدلالة شىء لم افهمه !!!!!! ردت مارسيانا بضحكه هادئه وابتسامه صافيه وقالت سمعتينى باقولها ( يارب يجيلك مرض ) . فى هذه الاثناء وصلنا حيث مكان اقامتى , و لكنى اعلنت للسيدة مارسيانا بانى لن اتركها حتى تفسر لى هذا اللغز المحيّر . وهنا تغيرت ملامح السيده (مارسيانا ) وشاهدتها وكانها تسبح فى بحر اللاهوتيات وتقول : الانسان مخلوق ضعيف جدا . الرب وهب له نعمة النظر والانسان بضعفه يصّر ان يرى الاشياء التى امامه فى وضع افقى فقط . لا يكلف نفسه بالنظر الى الرب فى سماء السموات . وربنا من حبه للانسان يعطى له المرض حتى يطرحه على ظهره وبكده يتحول النظر من الوضع الافقى الى الوضع الراسى ويرى الرب . هنا من عادتنا وتقاليدنا اننا عندما نحب اى حد نتمنى له المرض فاجبتها على الفور , أذا كان تمنيات المرض هو الدعاء الجيد , فماذا تقولون فى التمنيات الشريرة . ردت السيدة مارسيانا بنفس النبرات الجادة وقالت : نتمنى ان الرب يعطيه مبالغ هائلة وثروة كبيرة ، وفى هذه الحالة سوف يدمر نفسه بنفسه . ودعت السيدة مارسيانا وانا اتفكر فى هذه الكلمات . يالها من فلسفه حكيمه يالها من عيون ترى ماهو وراء المعانى . يالها من طريقة لغسل النفس بامهر اللمسات . ياترى هل نقدر نرفع اعيننا الى فوق . أم ها ننتظر ان ربنا يشفق علينا ويطرحنا على ظهورنا حتى نستطيع ان نراه !!!!!!!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
هرم التل الكبير |
عش التل |
التم الأخرس (البجع) |
فوق التل |
تدريب التأ مل فى الصلوات |