رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يتعظم الرب؟ _ أوريجانوس تعظيم الرب العلامة أوريجانوس كيف يمكن للنفس أن تُعظّم الرب؟ إذاً لماذا تقول مريم الآن: "تُعظم نفسي الرب"؟ أحتاج أن آخذ في الإعتبار أن الرب والمخلص هو "صورة الله غير المنظور" (كو 15:1)، وأن أُدرك أن نفسي مخلوقة على صورة الخالق (تك 1)، فتكون نفسي إذاً هي صورة الصورة. نفسي ليست صورة الله الآب بشكل مباشر، لكنها خُلقّت كصورة لصورة موجودة من قبل. هكذا يمكنني الفهم. لنأخذ مثالاً. أولئك الذين يرسمون الصور يأخذون النموذج الواحد - وجه ملك على سبيل المثال - ثم يستعملون كل مهارتهم وإجتهادهم لكي يقلدوا التشابه الأصلي. هكذا أيضاً كل واحد منّا يُشكل ويصوغ نفسه على صورة المسيح، ويعمل إما صورة صغيرة أو كبيرة له. وتكون الصورة أما ملوثة وباهتة أو نظيفة ولامعه وتُقابل شكل الصورة الأصلية. لذا، عندما أصوغ الصورة - التي من الصورة - كبيرة وأعظمها بالعمل الصالح والنية والكلام، آنذاك يتعظم الرب نفسه في روحي لأنها صورة منه. وكما يتعظَّم الرب هكذا في صورتنا التي على شبهه، هكذا أيضاً يقل وينقص إذا عشنا في الخطية. بالتأكيد طبعاً الرب لا يقل ولا هو ينقص. لكننا نحن الذين نخلق صور أخرى في أنفسنا بدلاً من صورة المخلص. بدلاً من أن نكون صورة الكلمة، في الحكمة والبر وبقية الفضائل نتخذ شكل الشيطان. عندئذ من الممكن دعوتنا "ثعابين" أو "أولاد الأفاعي" (مت 23). عندما نكون قساة أو ننفذ سمومنا أو مكارين نكون قد لبسنا شخصية الأسد أو الأفعى أو الثعلب، وعندما نكون ميالين للشهوة نتشبه بالعنزة. أتذكر مرة كنت أشرح هذه الآية التي في سفر تثنية التي تقول: لا تعملوا لأنفسكم صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى أو شبه بهيمة ما مما على الأرض شبه طير .. شبه دبيب .. (تث 4)، فقلت أنه بما "أن الناموس روحي" (رو 14:7) هذه الآية تعني الآتي: البعض يصوغ نفسه بحسب صورة ذكر، البعض الآخر بحسب صورة أنثى، واحد يتشبه بالطيور، آخر بالزواحف والثعابين. وشخص آخر يُشكل نفسه بحسب صورة الله. أي أحد يقرأ ما كتبته يمكنه فهم الآية. هكذا نفس مريم تُعظم الرب أولاً ثم بعد ذلك تبتهج روحهها في الله. ما لم ننمو ونكبر (أي يتعظم الرب فينا) لا نستطيع الإبتهاج. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يتعظم المسيح |
كانت أشواق إيليا أن يتعظم الرب ويُكرَم أمام عيون كل الشعب |
لكي يتعظم إسحاق |
مجد مريم يتعظم |
ليبتهج ويفرح بك جميع طالبيك ليقل محبو خلاصك يتعظم الرب |