الخوف و الحقيقة و الفرح

[sama smsma]

الخوف و الحقيقة و الفرح




بنعيش حياتنا واحنا كلنا هموم. مليانين بالضعف و في حاجات كتيرة متملكة علينا. ممكن نكون شايفين نفسنا كويسين… بس ساعات مش بنحس بالرضا عن نفسنا. بنروح الكنيسة وبنصوم وبنصلي وبنحضر كمان اجتماعات. وحافظين بدل ترنيمة عشرة. لكن في

حاجة غلط في إحساس غريب جونا. العالم حوالينا عامل زي الطيارة اللي بتقع واحنا عندنا إحساس إننا بنقع معاها. فنجري نستخبى في الكنيسة على أمل إننا نلاقي حاجة تحمينا بس لسة عندنا إحساس إن في حاجة غلط. الدنيا تودينا وتجيبنا يوم نبقى كويسين وعشرة لأ. نطلع خلوة ونقول بس هي دي اللي هتظبط كل حاجة. وبعد الخلوة بـيومين أو تلاتة نرجع تاني نحس بنفس الإحساس الغريب ده.
جواك حاجة بتهاجم الاعمال الشريرة اللي بتعملها… وإنت نفسك تبطلها لكنك مش قادر. حاسس بعجز تام إنك تبطل خطية معينة ومن هنا يصيبك الإحساس ده لانك اتعلمت من وإنت صغير إنك لو عملت حاجة وحشة ربنا هيزعل منك… بتحاول وتحاول إنك تبطل لكنك مش عارف.
الناس حواليك مش مقدمين لك قبول أو إنت مش حاسس بالقبول من ناحيتهم. فـبقيت شايف كل الناس وحشة وكل الناس مستتئلاك وكل الناس بتضايق من وجودك معاهم… ومن هنا يصيبك الإحساس ده مرة تانية . فـتنعزل عن الناس وممكن توصل لمرحلة إنك ماتقبلهمش هم كمان!
حواليك ناس بتهاجم ايمانك وإنت مش عارف ترد عليهم. ايمانك وكل اللي اتعلمته زمان في الكنيسة قدامه حقايق مثبتة علميا وتلاقي ناس بتيجي تقولك إنك غبي عشان لسة متمسك بـايمانك! فـحتى الحاجة اللي إنت بتستخبى وراها إنت مش حاسس إنها نافعاك أو حتى مدياك إحساس بالأمان!
وهو ده يا حبيبي الخوف. الخوف ده من أسوأ مايصيب الإنسان. وهو الإحساس بعدم الأمان… وده ناتج عن الخطية اللي جوانا. آدم أول ما اخطأ وسمع صوت ربنا ماشي في الجنة خاف واستخبى. و ده نابع من مشكلة جوهرية عند الإنسان… وهي إن الإنسان بيميل إلى الاكتفاء الذاتي… ودي بقى كارثة بكل المقاييس.
الإنسان عنده مشكلة إنه ساعات بيحس إنه هو محور الكون كله وإن كل اللي حواليه بما فيه من بشر تانيين تحته… ومن هنا تبدأ المشاكل… الإنسان شايف إن كل الناس لازم تحبه هو فوق كل الناس التانية. شايف إنه مستحيل يبقى غلط ودي منها كتير قوي في بلدنا. وخد من ده كتير قوي بقى! كبرياء على إن كل الناس التانية درجة تانية وكده. ولو الإنسان مخدش الاهتمام ده أو الحاجات اللي هو من جواه عايزها يبدأ يحس إن في حاجة ناقصة والخوف يمسك فيه! ومن هنا بقى تظهر الانطوائية والبلطجة وكل الصور اللي الإنسان بيستعملها عشان يا إما يهرب من واقع واجعه جدا أو عشان يشبع حاجة جواه.
واحد تاني تلاقيه عنده مشكلة مع ايمانه… في حاجات كتيرة مش فهمها وفي ناس بتهاجم ايمانه وهو عشان مش فاهم فـمش عارف يرد. فـبقى قدام معضلة… إنه اتعلم زمان إن لازم إيمانه يبقى قوي وماينفعش يشكك عشان ربنا ميزعلش منه… ومن هنا يا حبيبي الخوف يمسك فينا. فـبقينا شايفين ربنا إنه واحد واقف قدامنا وأول ما هتشك ربنا هيعاقبك على طول.
في بقى خوف تاني ناتج عن معتقدات غلط أصلا عندنا عن ربنا… ممكن ننكر إننا معندناش المعتقدات دي بس في وقت الشدة بتبان قوي. ساعات لما بنعمل مصيبة بنتصور إن ربنا خلاص قفش ومش عايز يشوفنا تاني… وده للأسف نابع من معاملتنا احنا البشر مع بعض. إن الواحد من كتر ما الخطية اصابته بالعمى ومن كتر ما الإنسان مش حاسس بقبول من الناس فـبيعكس الصورة دي ساعات على ربنا.
عارفين احنا بنحس بالخوف ليه؟ عشان احنا شايفين إننا نعرف نعمل كل حاجة لوحدنا. شايفين إننا ممكن يكون عندنا اكتفاء ذاتي من الحب والسلام. وساعات بنحس إننا مركز الكون كله وإن كل حاجة بما فيه من بشر… تحت طوعنا… ولكن للأسف مش دي الحقيقة!