«رافال».. صفقة «المكاسب المتعددة»
نقلا عن الوطن
سلطت صحف ووسائل إعلام عالمية الضوء على أزمة المصريين المختطفين فى ليبيا، الذين نشر تنظيم «داعش» الإرهابى صورهم فى مجلة «دابق»، التى يصدرها، قبل أيام. وقالت وكالة أنباء «رويترز»، أمس، إن الأزمة فى ليبيا واختطاف المصريين كانا دافعين أساسيين لتعجيل مصر الاتفاق على صفقة طائرات «رافال» الفرنسية، مشيرة إلى أن دبلوماسيين غربيين يؤكدون أن تلك الصفقة تتناسب جيوسياسياً مع مصر وفرنسا على حد سواء، خاصة أن الاثنتين تسعيان فى الوقت الحالى إلى استثمار كافة مواردهما لمكافحة الإرهاب فى شمال أفريقيا. وأكدت الوكالة البريطانية أنه «من خلال إعطاء الضوء الأخضر، استطاع الرئيس عبدالفتاح السيسى تعزيز البرنامج الدفاعى لمصر فى وقت حرج بالفعل». ونقلت «رويترز» عن زميل مركز أبحاث «المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية»، دوجلاس بارى، قوله إن «هذه الصفقة ليست بالضخامة التى كنا نتوقعها، ولكنها ستعطى فرنسا القدرة على التنفس بعض الشىء من خلال تصدير الطائرات بموجب القوانين واللوائح الفرنسية الخاصة بالصناعات الدفاعية». وأضافت «رويترز»: «السيسى يسعى إلى تطوير القدرة العسكرية المصرية بسبب مخاوف من انزلاق الأزمة فى ليبيا إلى مصر، وهو يخشى أن تستطيع الميليشيات الإرهابية فى ليبيا السيطرة على البلاد بأكملها، وهو ما يعنى أن التهديد سيكون مباشراً بالنسبة لمصر».
وبحسب الدبلوماسى الفرنسى، فإن الصفقة حصلت على دفعة قوية مفاجئة على هامش مراسم تنصيب العاهل السعودى الجديد، الملك سلمان بن عبدالعزيز، الشهر الماضى، حيث التقى «السيسى» الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، وقال له إنه يرغب فى إتمام تلك الصفقة سريعاً. ونقلت «رويترز» عن دبلوماسيين غربيين وعرب قولهم إن دولة الإمارات باتت ترى فى القيادة المصرية درعاً واقية ضد الميليشيات الإرهابية، ولهذا السبب تدعم مصر عسكرياً واقتصادياً بشكل كبير.
«رويترز»: الإمارات ترى فى مصر درعاً واقية ضد الإرهاب.. و«فرانس 24»: مخاوف الغرب دفعتهم إلى التقارب مع «السيسى»
من جانبها، قالت شبكة «فرانس 24» الفرنسية، إن المخاوف من تنامى نفوذ الجماعات الإرهابية فى ليبيا وفى سيناء، دفع الدول الغربية إلى محاولة التواصل مع القيادة المصرية الجديدة فى الأشهر الأخيرة، بعد محاولات لانتقادها، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسى كان أول من أثار تلك الأزمة مع نظرائه الأوروبيين، وبرر من خلالها بيع الطائرات الفرنسية إلى القاهرة، سعياً إلى محاولة زيادة القدرة العسكرية المصرية ودفعها إلى لعب دور أكبر وأقوى فى إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.
وفى الوقت ذاته، سلطت صحيفة «جارديان» البريطانية الضوء على اختطاف المصريين فى ليبيا، مؤكدة أن مصر باتت الآن ملزمة بإجلاء مواطنيها هناك. ونقلت الصحيفة عن أحد العمال المصريين الذى استطاع الهروب من الاختطاف فى «سرت»، قوله إن «الجميع مصريون بغض النظر عن الدين، ويجب أن تقوم الحكومة بمحاولات أكبر للتدخل وحل الأزمة».
وقالت الصحيفة البريطانية إن الصور التى نشرها التنظيم الإرهابى للمصريين المختطفين فى ليبيا، أعادت للأذهان أنه فى الوقت الذى يسيطر فيه «داعش» على مناطق كبيرة فى سوريا والعراق، فإن هناك ثلاث قواعد ليبية ساحلية على الأقل سقطت فى أيدى التنظيم الإرهابى، وهو ما يفرض تهديدات كبيرة للغرب ويرفع احتمالات تنفيذ هجمات فى أنحاء أوروبا من خلال البحر المتوسط. من جانبها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر عسكرى إسرائيلى قوله إن «تل أبيب» قضت العام الماضى بأكمله تستعد لهجمات عدائية متوقعة من قبََل الجماعات الإسلامية المتطرفة، مؤكداً أن الأمر بات مجرد مسألة وقت قبل أن تنفذ تلك الجماعات الإرهابية هجوماً كبيراً ضد إسرائيل من خلال استهداف القرى والمدن الإسرائيلية القريبة من الحدود المصرية فى «سيناء». وقال المصدر الإسرائيلى: «الجدار الحدودى الذى تم بناؤه على الحدود مع سيناء سيكون خلال العام المقبل على أقصى تقدير مجهزاً بأحدث الوسائل التكنولوجية المعقدة من كاميرات ومعدات مراقبة إلى رادارت وأجهزة رصد وغيرها».