|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العظة علي الجبل ج72 ..إذا قدمت قربانك..وهناك تذكرتمت5:24,23 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ١٤ فبراير ٢٠١٥ القربان: قال السيد الربإذا قدمت قربانك إلي المذبح,وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك,اترك هناك قربانك قدام المذبح,واذهب أولا اصطلح مع أخيكمت5:24,23 القربان هو ما تتقرب به إلي الله,وتقدمه أمام المذبح. وليس هو مجرد الخبز الذي نقدمه في سر الافخارستيا ففي مرد أوشية القرابين نذكرالزيت والبخور والستور والنذور,وكتب القراءة وكل أواني المذبحوقديما كانوا يقدمون أيضا بعض الثمار,وفي قوانين الآباء الرسل يوجد بند عنأولوجية الثمارأي مباركة الثمار كجزء مما يتقربون به إلي الله.. والأب الكاهن يصلي في القداس عن القرابين والذين قدموها والذين قدمت بواسطتهم,ليعطيهم الله الأجر السمائي,وقديما كانوا يشترون دقيقا لصنع قربان الأفخارستيا,بل كان المؤمنون يقدمونه من أفخر الأصناف إلي الكنيسة. يكفيهم أن اسمهم يذكر علي المذبح وكان هناك باب خاص في الكنيسة يدخل منه من يقدمون القرابين. ولكن لكي تكون القرابين مقبولة,لابد أن تقدم من قلب طاهر فليس كل قربان مقبولا أمام الله,ومثال ذلك أن الله لم يقبل قربان قايين,إذ كانت هناك خطية رابضهتك3:7,5. ومن آيات الكتاب المشهورة في هذا المجال قولهلا تدخل أجرة زانية إلي بيت الرب إلهكتث23:18وكذلك قول المرتل في المزمور زيت الخاطيء لايدهن رأسيمز141وكانت قوانين الكنيسة تمنع قبول أي تبرع يكون مصدره غير شريف فلا يقبل شيء مثلا كمن صانع تماثيل للأصنام أو ممن يقرض بالربا..الخ. وما نقوله عن القرابين غير المقبولة نقوله أيضا عن العبادة غير المقبولة. فليست كل صلاة مقبولة من الله لذلك نقول له في صلواتنالتدن وسيلتي قدامك لتدخل طلبتي إلي حضرتكإن صلاة الفريسي لم تكن مقبولة من الله,لأنها كانت صادرة من قلب مفتخر وفي نفس الوقت كان يدين فيها العشارلو18:12,11وقال الرب في سفر أشعياء النبي حين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم وإن أكثرتم الصلاة لا اسمع أيديكم ملآنة دماأش1:15ولنفس السبب رفض تقدماتهم وبخورهم وأعيادهم ومحافلهم وطلب منهم أولا أن يغتسلوا ويتنقوا ويكفوا عن فعل الشرأش1:16,13. وعن الأصوام المرفوضة أيضا ورد في نفس السفريقولون لماذا صمنا ولم تنظر؟ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ!أش58:3 أن الله يريد القلب الطاهر قبل قبول القربان. فهو القائليا ابني اعطني قلبك ولتلاحظ عيناك طرقيأم23:26. أولا قلبك. ومن داخل هذا القلب تلاحظ عيناك طرقيلئلا يعيش إنسان في الخطية ثم يفكر أن يتقرب إلي الله ببعض تبرعات يقدمها إلي الكنيسة!! كلا بل ينقي القلب أولا. وهنا يضع الرب شرطا لقبول القربان وهو مصالحة من تكون قد أسأت إليه. فيقول اترك قربانك قدام المذبح واذهب أولا اصطلح مع أخيكوهكذا فإننا في الكنيسة قبل أن نرفع الأبروسفارين ونبدأ قداس القديسين نصلي صلاة الصلح أولا. ونقول فيهااجعلنا مستحقين كلنا يا سيدنا أن يقبل بعضنا بعضا بقبلة مقدسةأي بمحبة صافية بغير رياءلكي ننال بغير وقوع في دينونة-من موهبتك غير المائتة السمائية. تذهب لتصالح أخاك إذا كنت أنت المسيء. وتعبر عن هذا عبارةإن لأخيك شيئا عليكأي أنه يمسك عليك خطأ في حقه.ويثبت ذلك أيضا قوله فيما بعدويسلمك القاضي إلي الشرطي فتلقي في السجنمت5:25. أما إن كان هو المسيء فيكفي أن تغفر له في قلبك أو أن تعاتبه بينك وبينهمت18:15أو تتركه. لايقصد الرب أن تتشكك في قربانك وتتركه قدام المذبح إن كان شخص قد أساء إليك أو أهانك أو سبب لك ضررا أو أنه ظلمك بطريقة ما.بلإن كان له شيء عليك. هذا أمر طبيعي فما كان ممكنا أن يسعي القديس يوحنا المعمدان إلي مصالحة هيرودس الملك الذي تضايق من توبيخه له وسجنهمت14:4,3. هنا خصومة بين المعمدان وهيرودس وفيها كان المعمدان علي حق حينما قال لهيرودس لايحل لك أن تأخذ امرأة أخيك. كذلك كانت هناك خصومة طويلة المدي بين القديسين أثناسيوس الرسولي والهرطوقي أريوس سببها العقيدة والإيمان وما كان ممكنا أن يذهب القديس أثناسيوس إلي أريوس ويصالحه قبل أن يقدم قرابينه! كلا,ففي الدفاع عن الإيمان كثيرا ما تحدث خصومة-ليست شخصية بل هي دفاع عن الحق وتعتبر فضيلة وعنا قال السيد الربأتظنون أني جئت لأعطي سلاما علي الأرض؟كلا,أقول لكم بل سيفا.. ينقسم الأب علي الابن والابن علي الأب والأم علي الابنة,والابنة علي الأم,والحماة علي كنتها والكنة علي حماتها لو12:49-53. كل ذلك لأجل الإيمان ولايلزمه لون من الصلح. بل إن القديس يوحنا الحبيب قال عن التعامل مع الهرطوقيلاتقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة2يو11,10. وبالمثل عدم الذهاب لمصالحة من يأتيك منه ضرر خلقي أو روحي أو عثرة تبعدك عن الله بل ينطبق قول الربإن كانت يدك اليمني تعثرك فاقطعها والقها عنكمت5:30 وينطبق عليه أيضا قول المزمور الأول:في طريق الخطاة لاتقف وفي مجلس المستهزئين لا تجلس. ما كان ممكنا ليوسف الصديق أن يصالح امرأة فوطيفار. حتي لو أدي الأمر أن تدعي عليه ما يجعل فوطيفار يأخذه ويلقيه في السجنتك39:20أما يوسف فكان قد وبخ المرأة ولم يسمع لها في ما طلبته منه,بل قال:كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطيء إلي الله؟!تك39:9. إن المصالحة تكون داخل حدود وصية الله وليس ضدها. فإن كنت أنت المسيء وكانت المصالحة لاتتعارض مع وصية الله حينئذإن قدمت قربانك إلي المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك اترك قربانك قدام المذبح,واذهب أولا اصطلح مع أخيك. |
|