- "فاحترزوا لأنفسكم لئلا تثقل قلوبكم فى خمار وسكر وهموم الحياة، فيصادفكم ذلك اليوم بغتة. لأنه كالفخ يأتى على جميع الجالسين على وجه كل الأرض".(لوقا ٢١: ٣٥،٣٤)
المسيح يتكلم هنا عن سهر الروح. وحينما يتكلم عن اللص، فاللص هو شيطان العالم الذى يأتى للإنسان ليزوره وفى يديه هدايا يشتهيها ليختار منها ما يشاء: أموالاً وأعمالاً واهتمامات كما يقول الرب، لا حد لها حتى إذا استلم منه هدية أمده بكل ما يلزمها حتى ينجح فيها ويبرع.
وقليلاً قليلاً يسحب من يده الإنجيل ثم قلبه.
فالسهر هو سهر الروح واللص واقف لا يكف عن المحاولة.
وسهر الروح دخول فى أسرار الله والإنجيل والملكوت.
والواحد من هذه الأسرار كفيل أن يملأ حياة الإنسان بعطايا الروح،
يكتسب منها لحياته أينما كان وكيفما كان.
وسر الإنجيل والملكوت لا يراه ولا يحسه أهل العالم فهو عندهم بلا ثمن ولا يعتد به، ولكن يوم أن يستدعى ليترك العالم لا يبقى له مما عمله واهتم به إلا ما حصله من إنجيله وعرفه من سر ملكوت الله.
فالسهر هنا هو السهر ضد العالم وأوهامه وهمومه، وعدم الوقوع فى فخ الشيطان المزين بالفوائد الكثيرة.
الزمن مقصر والأيام رديئة، اكسب الوقت لحساب الإنجيل واحتمى فيه لأن فيه النجاة.
(الأب متى المسكين)