التبذيروالإتلاف والإهلاك
القمص يوسف حنا كاهن كنيسةالشهيد العظيم ابى سيفين بالمهندسين
١١ فبراير ٢٠١٥
قال السيد المسيح إلى الشاب الغنى بع مالك واعطه للفقراء فاغتم هذا الشاب واعتبر هذا الأمر إتلافاً لممتلكاته ومضى إلآ حاله.. ولكن حزيناً. أما القديس أنطونيس سمع نفس القول .. فذهب فرحاً وباع (وزع) كل أمواله ليس جنوناً بل طاعة للوصية الإلهية.. واقتنى لنفسه ملكوت السموات..
عزيزى هناك حكمة العالم- هى حكمة مؤقتة يقتنيها أهل العالم- لكنها لا تورثهم ملكوت السموات وهناك حكمة إلهية.. ليست لأهل العالم بل لمن يريد أن يرث ملكوت السموات.. وهى حكمة اختيارية وليست جبرية.. وهذه لمن يريد أن يسلك فى النور ودعاهم إليه بقوله أنتم أبناء النور وسيروا فى النور وأنتم لستم من هذا العالم لذلك يبغضكم العالم- عزيزى أنت أمين على وزنات وهبك الله إياها.. أنت لا تستحقها لكنها اختبار لحياتك فكيف تستثمرها بطريق تحدد به أبديتك السعيدة..
تأمل..
أليست خمسة عصافير تباع بفلسين.. وواحد منها ليست منسياً أمام الله – لو 12 : 6 وانظر أيضأ مت 10 : 29 أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منها لا يسقط على الأرض بدون أبيكم .. كانت التسعيرة للعصافير بحسب وزارة التموين العصفوران بفلس ولكن البائع لكى يكرم الزبون كان يبيع الـ 5 عصافير بفلسين يعنى عصفور بلا قيمة فى نظر البائع .. يبيعه ببلاش فوق البيعة .. حتى هذا العصفور الذى لا قيمة له بدفاتر البائع له قيميته عند الله خالقه ..فإن كان هذا الأمر مع العصافير التى لا تفكر إذ لا عقل لها أفلا بالأولى على الإنسان العاقل والمفكر أن يدرك أن الله يعتنى به حتى قبل أن يولد إذ أن الله هو الذى يختار لك يا عزيزى أبويك اللذان تولد بواسطتهما ثم يردد الإنسان الجاهل فى قلبه ويقول ليس هناك إله .
كيف يمكننا أن نتوقع ببركة الله ونحن لا نكرم كلمته التى عظمها الرب .. إن الصعوبات التى تقابلنا هى مجرد اختبار الإيمان – هل هو إيمان بأنفسنا ومواردنا وتفكيرنا أم هو إيمان بالله – فالضيقات تقودنا إلى الاعتماد أكثر على الرب والإيمان به يزداد.