رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ككلب عاد إلى قيئه _ إفرام السرياني ككلب عاد إلى قيئه مار إفرام السرياني تعطفوا عليَّ أيها الأخوة إن كان في أحشائكم رأفة. ألم يذكر الكتاب في سفر الأمثال ما يلي: "أخ يساعده أخوه يصبح كمدينة شاهقة حصينة والاثنان معاً كمملكة ذات اساسات متينة" (أم 18: 19 س). ويقول الرسول يعقوب أيضاً: اعترفوا بعضكم لبعض بخطاياكم وصلوا من أجل بعضكم بعضاً لكي تشفوا" (يع 5). تقبّلوا مني يا مختاري الله توسل من يعدكم بأن يسير في رضى الله مع انه قد ظهر كاذباً أمام جابله، حتى أنني بطلباتكم أخلص من خطاياي التي تكبلني وأنهض معافى من سرير الخطيئة المفسدة للنفس لأنني منذ صغري أضحيت أناء فارغاً لا قيمة له. والآن وقد سمعت عن الدينونة الآتية أزدري بها وكأنني لم أرتكب أي خطأ أو جريمة. أرشد الاخرين ليبتعدوا عن الأمور غير النافعة وأنا نفسي غارق فيها وبصورة مضاعفة. ويلي في أية دينونة وقعت؟ في أي خزي أضحيت؟ الويل لي لأن خفاياي ليست كظواهري. لذلك إن لم تتداركني سريعاً رأفات الله لن يبقى لي أي رجاء خلاص. أتحدث عن الطهارة وفكر الزنى لم أقصه عني. أتكلم عن اللاهوى وهاجس الأهواء المعادية لا يفارق تأملي ليل نهار. الويل لي أي دفاع أعطي؟ أي حكم سأنال؟ إنني بالحقيقة مزين بمظهر التقوى لا بفعلها. بأي وجه اتراءى أمام الرب الإله العارف خفايا قلبي. أنني وأنا المجرم بأهوائي الكثيرة أجزع من الوقوف للصلاة لئلا تنزل نار من السماء وتحرقني. إن الرب قد أحرق أبناء هارون ناداب وأبيهو فأنزل عليهما ناراً من السماء لأنهما قدّما له في الصحراء تقدمة نار غريبة. فماذا أنتظر إذاً أنا المحاط بمثل هذا الثقل من الزلاّت؟! ماذا أفعل إذاً؟ أأفقد الرجاء في خلاصي؟ حاشا! ذلك أن العدو يحرّض الإنسان ويدفعه إلى اليأس وهكذا يسيطر عليه. أمّا أنا فلا أيأس لأن لي رجاء في رأفات الله وفي شفاعتكم، فتوسلوا دوماً إلى الإله المحب البشر من أجل أن يحرّر قلبي من عبودية الأهواء الشنيعة. لقد فسد قلبي وتشوّه فكري وأظلم عقلي. صرت أعود كالكلب إلى قيئه. وليس في ذهني نقاوة ولا دموع في عيني ابّان الصلاة. إن تنهدت عبس وجهي المخزي. لأقرع إذاً صدري محط الأهواء! المجد لك أنت يا من تحتملني. المجد لك يا طويل الأناة. المجد لك يا عديم الشر. المجد لك أيها الصالح. المجد لك أيها الحكيم. المجد لك أيها المحسن إلى نفوسنا وأجسادنا. المجد لك يا مشرق الشمس على الصالحين والأشرار والممطر الخيرات على العادلين والظالمين. المجد لك يا من تطعم الأمم كلها كمن يطعم انساناً واحداً. المجد لك يا مغزي طيور السماء والوحوش والزحافات والبشر كمن يغذي عصفوراً صغيراً واحداً. الكل يتطلعون إليك من أجل أن تعطيهم المأكل المناسب. قدرتك عظيمة ورأفاتك ظاهرة في كل أعمالك يارب. من أجل ذلك أطلب منك أن لا تقصني وتحصني مع الذين يقولون لك يارب يارب ولا يتممون مشيئتك، بشفاعات جميع الذين أرضوك أيها العارف أهواء نفسي. يارب أيها العارف جراح نفسي إشفني لأنني أريد أن أتعافى. أيها الأخوة جاهدوا معي في صلواتكم. استمطروا رحمة من لدن صلاحه. قطروا حلاوة في نفسي التي مرمرتها خطاياي. أنتم أغصان الكرمة الحقيقية فارووا نفسي من معين الحياة. لقد ولدتم أبناء للنور فأنيروا قلبي وأرشدوني أنا الضال إلى سبل الحياة التي ثبتم فيها. أنتم وارثو الملكوت فأدخلوني الباب الملوكي كما يُدخل السّيد عبده الخاص لأن قلبي لا يقوى على الحراك. لتتداركني رأفات الله بتوسلاتكم قبل أن يسوقني فاعلوا الإثم. هناك ستكشف الأعمال التي صنعت في الخفية وفي العلن فأي خزي سيعتريني عندما سأدان أمام الذين يظنونني بلا عيب. لقد تخليت عن الجهاد الروحي وخضعت للأهواء. لا أريد أن أتعلم وأنا أرشد الآخرين. لا أريد أن أطيع وأنا أسعى لإخضاع الآخرين. لا أريد أن أتعب وأنا أحمّل الآخرين بالمشقات. لا أريد أن أعمل وأنا أراقب أعمال الآخرين. لا أريد أن أكرم أحداً وأنا أدعو الاخرين إلى تكريمي. لا أريد أن أذلّ وأنا أذُل الآخرين. لا أريد أن يتم إغتيابي وأنا أمارس النميمة. لا أريد أن أعرف فضائل الغير وأنا أنتظر من الكل المديح. لا أريد أن يمجّد الآخرون وأنا أسعى إلى أن أتمجّد. لا أريد أن أُستعبَدَ وأنا أستعبد الآخرين. أبدو حكيماً في ارشاد الغير أما أنا فلا أفعل. ما يجب أن لا يُعمل إياه أعمل وما يجب أن لا يُقال إياه أقول. من لا يودّ أن يرثي لنفسي وأنا على هذا الحال! أرثوا لي أيها الأبرار والصديقون أنا القابع في الآثام.أرثوا لي أنتم الذين أحببتم النور وأبغضتم الظلمة بينما أحببت أنا أعمال الظلمة وابتعدت عن أعمال النور.أرثوا لي يا ذوي الخبرة الحسنة أنا العديم الخبرة. أرثوا لي أيها الرحماء والمتحننون انا الشقي الممرمر.أرثوا لي يا عديمي اللوم انا الغارق في الآثام.أرثوا لي يا محبي الصلاح ومبغضي الشر أن المحب للأعمال الشريرة والمبغض للصالحات.أرثوا لي يا ممارسي الحياة الفاضلة أنا السالك في السيرة الملائكية في الشكل فقط.يا من يرضون الله أرثوا لي أنا المُرضي ذاته.يا من أمتلكتم المحبة الكاملة أرثوا لي أنا الذي يحب قريبه بالكلام فقط ويبغضه بالأعمال.يا من أهتممتم بخلاص نفوسكم أرثوا لي أنا المهتم بنفوس الآخرين والناسي نفسي.يا من صبرتم وأثمرتم بالله أرثوا لي أنا العديم الصبر والثمر.يا من رغبتم في تأديب ذواتكم وتعليمها أرثوا لي أنا العاصي البطال.يا من طلبتم من الله بدالة أرثوا لي أنا غير المستحق لأن أنظر إلى علوّ السماء.يا من أكتسبتم وداعة موسى أرثوا لي أنا الذي فقدتها بإرادتي.أيها الحاصلون على عفة يوسف أرثوا لي أنا الذي نبذتها.يا من سررتم بصوم دانيال أرثوا لي أنا الذي حرمت منه طوعاً.يا من حصلتم على صبر أيوب أرثوا لي أنا الغريب عنه.أيها العديمو القنية كالرسل أرثوا لي أنا البعيد عنها جداً.يا من آمنتم ووثقتم بثبات في الرب أرثوا لي أنا الغارق في الشك والجبن وعدم الخبرة.يا حافظي هيكل الله طاهراً أرثوا لي أنا الذي دنّسه.يا ذاكري إنفصال النفس والموت المحتم أرثوا لي أنا الذي لا أذكره.يا مالكي ذكر الموت والدينونة في ذهنهم أرثوا لي أنا المعترف به والعامل بعكس ما ينطوي عليه.يا وارثي ملكوت السموات أرثوا لي أنا المستحق نار جهنم. ويلي لأن الخطيئة لم تدع فيَّ أي عضو سليماً، ولا أية حاسة بلا فساد. يا أخوة النهاية على الأبواب. ها قد بينت لكم جراحات نفسي فلا تنسوني إذاً أنا الشقي، لكن توسّلوا إلى الطبيب من أجل المريض، إلى الراعي من أجل الخروف، إلى الملك من أجل الأسير، إلى الحياة من أجل المائت. حتى أجد بربنا يسوع المسيح الخلاص من خطاياي التي تتسلط عليَّ، فيرسل حينئذ نعمته ويمسك بنفسي المنزلقة لأني على استعداد لمقاومة الأهواء. أنني يا أخوة أتصارع معها، والشيطان يأتي بألاعيبه الشريرة ليشل حيويّة نفسي عن طريق اللذات، فأضحى أسيراً لها، ثم أعود وأجاهد في سبيل التخلص من الحريق لكن النار تجتذبني مرة أخرى. وأسارع لأنقاذ الغريق الغارق في أمواج الخطيئة فأغرق أنا معه بسبب عدم خبرتي. أريد أن أصير طبيباً للأهواء وها أنا رازح تحت وطأتها. عوض أن أطبّب المريض أوبّخه. أنا أعمى وأودّ أن أقود عمياناً. لذلك ألتمس أن تقام الصلوات من أجلي حتى أعود إلى نفسي وتظللني نعمة الله وتنير قلبي المظلم فتسكن فيه النعمة الإلهية ذلك أن لا شيء مستحيل عند الله. هو الذي مكّن شعبه أن يجتاز البحر الذي يستحيل عبوره، وهو الذي أمطر عليهم المنّ وأرسل لهم السلوى مثل رمل البحر، هو الذي روّى العطشى ماءً من صخرة صمّاء. هو الذي بصلاحه أنقذ الساقط في أيدي اللصوص. فليترأف عليَّ بصلاحه أنا الواقع في الخطايا والموثوق كالأسير في الكراهية. فكيف يمكنني أن أمثل أمام ذلك الذي يفحص القلوب والكلى. لا أحد يستطيع أن يشفي ألم نفسي سواك أنت يا من تعرف أعماق قلبي. كم عاهدت نفسي وشيّدت أسواراً بيني وبين الخطيئة الأثيمة، لكن ذهني خرق الحدود وانهدمت الأسوار. ذلك أن العهود لم تكن مثبتة على مخافة الله القدير والأسوار لم تكن مشيّدة على توبة صادقة. لذلك أعود الآن وأقرع من أجل أن يفتح لي. أداوم على الإبتهال عليّ أحظى بإستجابة لتوسلي. أطلب منك الرحمة يارب رغم وقاحتي. أنت تمنح الصالحات أيها المخلص وأنا آتي بأعمال شريرة. أصبر عليَّ بطول آناتك أنا المعوج. أنا لا أنشد غفراناً لأقوال باطلة فحسب بل غفران خطايا أعمالي الرديئة. فاغفر لي يارب وحررني من كل عمل شرير قبل أن تدركني النهاية، وبذلك اجد نعمة من لدنك في ساعة الموت إذ من يعترف لك في الجحيم يارب؟ خلص يارب نفسي من الخوف الآتي، ونقي برأفاتك وصلاحك لباسي المدنس، حتى أصير أهلاً لملكوتك المضيء أنا غير المستحق. وإذ أصل إلى الفرح الذي لا يوصف أهتف: المجد لك يا من أنقذ نفسي الشقية من فم الأسد ووضعها في فردوس النعيم. لأنه لك أيها الكلي القداسة ينبغي المجد إلى كل الدهور آمين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أقوال مار إفرام السريانى |
أقوال مار إفرام السريانى - بالصور |
من اقوال القــــــــــديس مار-إفرام السرياني |
المرأة الخاطئة _ إفرام السرياني |
استراحة الله _ إفرام السرياني |