منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 02 - 2015, 12:58 PM
الصورة الرمزية sama smsma
 
sama smsma Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  sama smsma غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

أخاف من إيه؟ _ باسيليوس

أخاف من إيه؟ _ باسيليوس




أخاف من إيه؟

بقلم غريغوريوس اللاهوتي

من لا يعرف حاكم تلك الأيام، الذي عاملنا نحن خاصة بعجرفة شديدة، نظراً لأنه قد تلقى تعليمه الديني ومعموديته من الحزب الآخر (الأريوسي)، أو بالأحرى تلقى دماره؟ كان خاضعاً بشكل مفرط لرئيسه (الأمبراطور فالنس)، وجاهد لكي يصون ويُطيل بقاؤه في السلطة، بإظهار الخضوع الكامل للإمبراطور بكل وسيلة.

وقد تم إحضار بطلنا النبيل للإستجواب أمام هذا الرجل، الذي كان يهتاج ضد الكنيسة - بإنتحاله إسلوب الأسد وزئيره، بحيث لم يتجاسر معظم الناس على الأقتراب منه. إلا أن باسيليوس دخل إلى المحكمة كما ولو أنه قد أستدعي إلى وليمة وليس إلى قاعة محكمة. كيف لي أن أعطي وصف ملائم، سواء لوقاحة الحاكم، أو للحكمة التي قابل بها باسيليوس الهجوم عليه؟

قال الحاكم: "ماذا تقصد أنت (وأضاف اسمه، إذ أنه لم يتنازل حتى ليدعوه "أسقف") بهذا التجاسر، بمقاومة سلطان بهذا الجلال والعظمة (الإمبرطور)، ووحدك دون الجميع تتكلم هكذا بغطرسة؟"

أجابه بطلنا: "في أي شأن تتكلم، أي غطرسة تعني، أني لا أفهم"

فقال: "لأنك لا تتبع ديانة الملك، بينما الجميع يخضعون لأوامره"

قال باسيليوس: "لا أتبعها، لأن هذا ضد إرادة ملكي الحقيقي، ولا يمكنني أن أعبد خليقة، بينما أنا خليقة الله، ومدعو لكي أكون إلهاً".

قال الحاكم: "من تحسبنا إذاً، هل تحسبنا لا شيء أمامك، نحن الذين أعطيناك هذه الأوامر؟ أليس أمر عظيم بالنسبة لك أن تنضم معنا وتعتبرنا حلفاء لك؟ "

قال باسيليوس: "أنتم في الحقيقة حكام مشهورين، لا أنكر ذلك، لكن بالقطع أنتم لستم أكثر كرامة من الله. التحالف معكم أمر عظيم بالتأكيد، لكنكم أنتم أيضاً خلائق الله. لكن إن كنتم مثل شعب رعيتي (في الإيمان) فيسعدني الشركة معكم، إذ أن السمة المميزة للمسيحية هي الإيمان وليس الأشخاص".

بعد ذلك، إهتاج الحاكم وإشتعل أكثر بالغضب. وقام من مقعده وخاطب باسيليوس بنبرة قاسية وقال: "ماذا، أما تخاف من سلطاني؟

باسيليوس: "أخاف من ماذا؟ ماذا في قدرتك أن تنزله بي من العذاب؟"

الحاكم: "واحدة من العديد من العقوبات التي تقع ضمن سلطتي"

باسيليوس: "أية عقوبات؟ أسردهم لي"

الحاكم: "المصادرة، والنفي، والتعذيب، والموت"

باسيليوس: "إذا كان هناك أي شيء آخر هددني به أيضاً، لأنه لا شيء مما ذكرت يمكنه أن يؤثر فيَّ"

الحاكم: "كيف يكون ذلك صحيحاً؟"

باسيليوس: "لأن الإنسان الذي لا يمتلك شيء ليس عرضة للمصادرة، إلا إذا شئت أن تصادر تلك الثياب البالية وبعض الكتب، التي تُمثل كل أملاكي. أما بالنسبة للنفي، فلا أعرف ما هو، إذ أنني لست مقيداً بأي مكان، ولا أعتبر المكان التي أسكن فيها الآن ملكي، أو أي أرض أخرى من الممكن أن أرسل إليها. بل بالأحرى، كل موضع إنما يخص الله، وأنا مجرد ضيف عابر. أما بالنسبة للتعذيب، فكيف يرهقون جسداً لم يعد له وجود، إلا إذا كنت تعني فقط الضربة الأولى، لأن هذه الضربة وحدها هي التي يمكنك أن تسود عليها. والموت هو ربح لي، فهو سوف يرسلني عاجلاً إلى الله، الذي له أحيا وأقضي حياتي، والذي لأجله جسدي على الأغلب قد مات، وأني لأتعجل الوصول إليه"

هذه الكلمات أذهلت الحاكم فقال: "إلى هذا اليوم، لم يتكلم معي أحد قط بمثل هذا الأسلوب ولا بمثل هذه الجسارة، أنا مودستوس"

قال باسيليوس: "ربما لم تقابل قط أسقفاً، وإلا كان كلمك بالضبط كما أكلمك أنا، دفاعاً عن الصالح العام نفسه. لأنه في النواحي الأخرى، أيها الحاكم، نحن الأساقفة قوم ودعاء ومطيعين أكثر من أي شخص آخر، لأن شريعتنا تأمرنا بذلك. نحن لا نظهر أنفسنا كمتكبرين إلى مثل هذه السلطة العليا أو حتى إلى أي شخص عادي. لكن عندما تكون أمور الله معرضة للخطر أو مهددة بالضياع لا نحسب حساباً لشيء ونعتني بهذا الأمر فقط. فالنار والسيف والوحوش المفترسة ووسائل التعذيب التي تمزق الجسد تسبّب لنا السرور بدلاً من الرعب. لذا، فإستمر بإهاناتك وتهديداتك، وأفعل ما تشاء، وأستعمل سلطانك إلى أقصى الحدود الممكنة. ودع الإمبراطور يسمع هذا أيضاً: أنك لن تنتصر علينا قط ولن تقنعنا بإقامة عهد مع عدم التقوى، حتى ولو أطلقت تهديدات أكثر قسوة".

بعد هذا الحديث، أدرك الحاكم أنه لا شيء من الممكن أن يُخيف باسيليوس أو يتغلب عليه، فأنهى اللقاء وصرفه عنه، ليس بعد بنفس التهديدات بل بشيء ما من الإحترام.
ثم تعجل الحاكم وذهب بأقصى سرعته إلى الإمبراطور. وقال له: "يا سيدي، لقد هُزمنا من قبل رئيس هذه الكنيسة، فهذا الرجل أرفع من التهديدات، وأصمّ نحو المجادلات، وغير قابل للإقناع. من الممكن إجراء مثل هذه المحاولة مع أناس أكثر دناءة، لكن مع هذا الشخص إما يتم إستخدام القوة وإلا فلا تتوقع منه الخضوع أو الإستسلام لتهديداتنا". عند سماعه هذه الكلمات، رفض الإمبراطور إستخدام القوة، شاجباً تصرفه السابق ومنغلباً من الثناء على باسيليوس، إذ أن حتى العدو من الممكن أحياناً أن يُعجب بشجاعة إنسان. لكن تصرفه كان أشبه ما يحدث في حالة الحديد، الذي بالرغم من تليينه بالنار يظل حديداً كما هو. إذ بالرغم من كون التهديدات قد تحولت إلى إعجاب، إلا أنه لم يدخل في شركة مع باسيليوس، مستحياً أن يقوم بأي تغيير، لكنه سعى بكل الوسائل لكي يُبرر نفسه، كما سيظهر في حديثي ...

كانت هناك حادثة أخرى لا تقل أهمية عن ما ذكرت. تغلب الشرير (الإمبراطور) بعض الشيء وأمر بنفي باسيليوس، ولم يكن هناك أي شيء يعوق دون تنفيذ هذا المخطط. كان الليل قريب، والعربة جاهزة، وأعدائنا مبتهجون، والأتقياء مُحبطون، إذ تجمعنا حول المسافر المتحمس – بإختصار، كان قد تم إنجاز كل التفاصيل المتعلقة بهذا التصرف المخزي.
ماذا حدث بعد ذلك؟ !
الله أبطل المرسوم. ذاك الذي ضرب أبكار مصر لقساوتهم ضد إسرائيل، أصاب أيضاً ابن الإمبراطور بضربة مرض. كم عظيمة كانت السرعة !! كانت هناك عقوبة بالنفي، ويقابلها مرسوم بالمرض. يد الكاتب الأثيم توقفت، والقديس تمت حمايته، فصار الرجل التقي (باسيليوس) هدية قيمة بسبب الحُمى التي شكمت غطرسة الإمبراطور.
هل هناك شيء أكثر عدلاً وأكثر سرعة من هذا؟ !
النتيجة كانت هكذا. ابن الإمبراطور كان مريضاً، متألماً بجسده، وأبوه كان يعاني معه. لكن ماذا فعل الأب؟ لقد بحث في كل مكان طالباً العلاج لابنه، فدعا أفضل الأطباء، ولجأ إلى الصلاة كما لم يفعل من قبل، وإنطرح ساجداً على الأرض. فالمعاناة تذل الملوك، وهذا ليس بغريب، فالكتاب المقدس يسجل كيف تألم داود بسبب ابنه (2 مل 12). وإذ لم يجد الإمبراطور أي علاج من أي مصدر كان، إلتجأ إلى إيمان باسيليوس. لكنه لم يستدعيه بشكل مباشر لخجله من إساءته الأخيرة، وإئتمن آخرين لهذه المهمة من أصدقائه المقربين.
باسيليوس وافق وقدّم نفسه بدون تأخير، وبدون أي تردد - الذي قد يظهره أي شخص آخر في مثل هذا الظروف. فوراً عند وصوله، صار المرض أكثر إعتدالاً والأب في رجاء أفضل. وإذا كان الأب لم يُخلط ماءً مالحاً بالماء العذب – إذ أنه في نفس الوقت الذي إستدعى فيه باسيليوس كان لا يزال يؤمن بإيمان الهراطقة – لكان الطفل قد إستعاد صحته كلية وأعيد بسلامة لذراعي أبيه. هذا كان إعتقاد أولئك الذين كانوا حاضرين في هذا الوقت، وإشتركوا في المحنة.


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إذًا لماذا أخاف؟ أخاف لأنني أعلم بعض الأمور
إنني أريد ألا أخاف ذاك الذي يقتل الجسد، بل أخاف من له سلطان
أخاف يا اللّه أخاف أن تخطفني السماء غدًا
أخاف من هؤلاء المسيحيين أخاف جداً
أخاف من إيه؟ _ باسيليوس


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024