رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أربعة أعمدة _ إيرينيوس أربعـــــــة أعمــــــــدة القديس إيرينيوس أسقف ليون (فرنسا) ق 2 من هذا يتضح أن الكلمة خالق الكون، الجالس على الكروبيم، والذي يحتوي كل شيء، عندما أعلن ذاته للإنسان أعطانا أربعة أناجيل مُغلفة بروح واحد. لذلك يقول داود ملتمساً مجيئه: "يا جالساً على الكروبيم أشرق" (مز 80). إذ أن الكروبيم له أربعة أشكال (حز 1)، وهذه الأشكال هي صوَّر لدستور ابن الله. فالحيوان الأول شبه أسد، في إشارة إلى السيادة والسلطة والملكية التي لابن الله. والثاني شبه ثور صغير، مشيراً إلى وظيفته كذبيحة وككاهن. والثالث له وجه مثل وجه إنسان واصفاً بوضوح مجيئه في الجسد. والرابع شبه نسر طائر موضحاً عطية الروح التي تحلق على الكنيسة. هكذا نرى أن البشائر الأربعة متوافقة مع تلك الحيوانات التي يجلس عليها يسوع المسيح. فإنجيل يوحنا الذي يخبر بولادته الأزلية والقوية والمجيدة من الآب يتحدث هكذا: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله"، "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1). فهذا الإنجيل ممتلئ بإعلانات صريحة، وهذه هي سمته الرئيسية. والإنجيل وفقاً للوقا، نظراً لأن له طابع كهنوتي، يبدأ بزكريا الكاهن وهو يقدم البخور لله (لو 1)، إذ أن العجل المسمن كان معداً بالفعل للذبح من أجل إستعادة الابن الأصغر (لو 15). ومتى يتكلم عن ولادته البشرية قائلاً: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" (مت 1)، وأيضاً: "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا" (مت 1). لذلك هذا الأنجيل له شكل إنسان، ويبقى المسيح في جميع جنبات الكتاب الإنسان الوديع والمتواضع القلب (مت 11). أما مرقس فيبدأ إنجيله بالروح النبوي الآتي على الإنسان من العلاء، قائلاً: "بدء إنجيل .. كما هو مكتوب في سفر إشعياء النبي" (مر 1)، وهكذا يظهر صورة مُجنحة للإنجيل، لهذا السبب وضع إعلاناً موجزاً وسريعاً، فهذا هو الطابع النبوي. نفس هذه الصفات نجدها في كلمة الله ذاته: عندما تكلم في مجده وإلوهيته للبطاركة الذين عاشوا قبل موسى، ثم قدَّم لأولئك الذين تحت الناموس نظام إجرائي وكهنوتي، وبعد ذلك صار إنساناً من أجلنا، ثم أرسل عطية الروح السماوي على الأرض كلها، حامياً إيانا بأجنحته. إذن، كما كان تدبير ابن الله، هكذا كان أشكال الحيوانات، وكما كانت أشكال الحيوانات هكذا كانت سمات الأناجيل. أربعة أشكال للحيوانات، أربعة أشكال للأناجيل، أربعة أشكال لتدبير عمل الرب. لهذا السبب، قد أعطيت للجنس البشري أربعة عهود: العهد الأول قبل الطوفان في زمن آدم، العهد الثاني بعد الطوفان في زمن نوح، العهد الثالث هو تشريع في زمن موسى، والعهد الرابع الذي يُجدّد فيه الرب الإنسان ويجمع كل شيء في ذاته، فيقيم الإنسان من خلال الإنجيل ويعطيه أجنحة للملكوت السماوي. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن كل وعد مؤسس على أربعة أعمدة وطيدة |
القديس إيرينيؤس أسقف ليون |
مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعة آخرين في كمين نصبه مسلحون شمال غرب تونس |
الشهيد إيرينيؤس |
الشهيدان إيرينيؤس وميستيولا |