رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أفراح القيامة _ كونياريس أنه جدير بالملاحظة أن حتى كلمات التوبة: يارب أرحم .. كيريى إلايسون "تُنشد دائماً بألحان مبهجة"، كما يلاحظ الأب جون كريسافجيس . هذا لأن المسيحية الأرثوذكسية تنادي بإيمان مفرح، حيث أن الخطيئة هي الشر الوحيد، وأن غفرانها متاح دائماً بواسطة التوبة ورحمة الله الواسعة. الموت المُفرح: ما هي أضخم عقبة للفرح؟ أليست هي عقبة الموت؟ ومع ذلك، ألم يتحطم الموت بواسطة قيامة المسيح، التي نشترك نحن فيها من خلال سر المعمودية المقدس؟ ألم يتحول الموت وتغيَّر إلى حياة أبدية؟ على سبيل المثال، القديس سيرافيم كان ينظر إلى الموت كشيء مُفرح، ودعاه "الموت المُفرح". قال لراهبة كانت تخاف الموت: "الموت بالنسبة لنا لا يعني سوى الفرح". وقد علّم أن أي شيء - حتى الموت - يلمسه الله يحوله إلى فرح. وكانت التحية التي يستعملها القديس سيرافيم على مدار السنة هي: "المسيح بهجتي قام". تخبرنا بشارة القديس يوحنا (24:5) أن المؤمن لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. والرب يسوع يُطمئننا: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو 54:6). لم يقل الرب يسوع أن المؤمن "سوف يكون له" بل قال "له حياة أبدية" أي له من الآن. إحدى المرضى التقيات عندما أخبرها طبيبها بأن ورم السرطان الذي عندها يتعذر إجراء عملية جراحية له، وباقي لها من العيش ستة شهور فقط، قالت: "شكراً يا دكتور على تذكرتي إلى السماء" كان عيد العنصرة - ذلك العيد العظيم الآخر في الكنيسة - أيضاً يوم عظيم للبهجة في الكنيسة الأولى. "وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام (الإفخارستيا) بإبتهاج وبساطة قلب" (أع 46:2). رحلة إلى المشنقة: بدون "قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي" (قانون الإيمان)، تكون الحياة بلا معنى، بل وكئيبة جداً كما يوصفها إريك هوفر عندما كتب: "نحن يحكم علينا بالموت عند الولادة، والحياة ما هي إلا رحلة في حافلة إلى مكان الإعدام. كل كفاحنا وتنافسنا يكون حول المقاعد في الحافلة، إلا أن الرحلة تنتهي قبل أن ندرك ذلك". "إن لم يكن المسيح قد قام، فباطل إيماننا .. أننا أشقى جميع الناس" كما كتب القديس بولس (1 كو 15: 17، 19). لذا نحن نفرح لأن الحياة ليست رحلة في حافلة إلى المشنقة، بل هي رحلة من الله إلى الله، رحلة لمكان مُعَّد خصيصاً لنا بواسطة المسيح القائم، الذي قال: "أنا أمضي لأعدَّ لكم مكاناً وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يو 14: 2، 3). نأخذ مرة أخرى من كلمات الأب شميمن: "الموت هو لقاء مع الرب، لذلك هو كله فرح! آه أيها الرب، أي مسافة نبعد عن مثل هذا الحب - محبته التي هزمت الموت، المحبة التي تهزم الموت فينا" القيامة هي إنفجار للفرح: وفي موضع آخر يكتب: "الأرثوذكسية - من خلال فرح الحياة في الله - هي حياة تمجيدية وليست نظرية. فهي لا تنغمس في تخمينات عن الله لكنها تُعبِّر عن فرح الحياة في الله، والشركة في الوجود مع الخليقة كلها" يصف الأب ليف جيليه الكنيسة الأرثوذكسية قائلاً: "هي الكنيسة التي لا يوجد مثلها في الإنشاد بأفراح القيامة" يتم التعبير عن أفراح القيامة في الكنيسة الأرثوذكسية بشكل رائع، خاصة في الإبتهاج الذي يوجد في ألحان القيامة - تهليل يُكرر كلمات بإبتهاج غامر - كما نلاحظ في بعض الألحان والصلوات الفصحية التي تتلى في الخماسين المقدسة (بحسب طقس الروم الأرثوذكس): قد ظهر اليوم فصحاً شريفاً ... فصحاً جديداً مقدساً، فصحاً مستيكياً روحانياً ... فصحاً كامل الوقار، فصحاً مُنزَّهاً عن العيب ... فصحاً عظيماً، الفصح الذي لا عيب فيه ... الفصح العظيم، فصح المؤمنين ... فصحاً فاتحاً لنا أبواب الفردوس، فصحاً مُقدِّساً جميع المؤمنين. قد أشرق لنا فصح مُبهج ... فصح هو فصح الرب، فصحُ نُعانق فيه بعضنا بعضاً بفرح. فيا لهُ فِصحاً مُعتقاً من الحزن، لأن المسيح أشرق اليوم من القبر كمن خِدرٍ" تتواصل ألحان القيامة بهتافات البهجة التي لا حد لها: "الفصح (العبور) فصح الرب، لأن المسيح إلهنا قد نقلنا من الموت إلى الحياة ومن الأرض إلى السماء. اليوم الكل قد امتلأ نوراً، السماء والأرض وما تحت الثرى، كل الخليقة تُعيّد لقيامة المسيح. نحن نحتفل بموت الموت، بإبادة الجحيم، وبداية حياة جديدة لا تنتهي، ونغني بإبتهاج تماجيد للخالق الذي دبِّر هذا كله، هذا هو اليوم المختار والمقدس، اليوم الملوكي ورب السبوت، عيد الأعياد وإنتصار الإنتصارات. أيها المسيح فصحنا العظيم القدوس، الحكمة .. الكلمة .. قوة الله! إمنحنا أن نشترك فيك بصورة أكثر كمالاً في يوم ملكوتك الذي لا يعرف ليل". كما يعُبر القديس يوحنا ذهبي الفم عن هذا الفرح في عظة عيد القيامة: "أدخلوا إذن كلكم إلى فرح ربنا أيها الأوَّلون والآخرون تمتعوا بالجزاء على حد سواء، أيها الأغنياء والفقراء اطربوا معاً فرحين، أمسكتم أو توانيتم أكرموا هذا النهار، أيها الذين صاموا والذين لم يصوموا إفرحوا اليوم، المائدة جاهزة فتنعَّموا كلكم، ولا يخرج أحد جائعاً. تمتعوا كلكم بوليمة الإيمان، تمتعوا كلكم بكل غنى صلاحه. لا يحزن أحد على فقره لأن الملكوت العام قد ظهر، لا يبكينَّ أحد زلاته في كآبة لأنَّ الغفران قد أشرق من القبر، لا يخف أحد الموت لأنَّ موت المخلص قد حرَّرنا، أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟ قام المسيح وأنت صُرِّعت، قام المسيح والشياطين تساقطت، قام المسيح والملائكة إبتهجوا، قام المسيح والحياة تحرَّرت، قام المسيح ولم يبق في القبر ميت، لأن المسيح بقيامته من الأموات صار باكورة الراقدين، فله المجد والعزّة إلى دهر الداهرين آمين". "المسيح قام بالحقيقة قام، بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية"، فرح! فرح! فرح! فلا شيء الآن يقدر أن يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا (رو 8: 38، 39). كتب الأب شميمن: "الحياة الإنسانية هي توقع لما يكون في النهاية، وهناك في النهاية يكون فرح حجرة العرس أي فرح القيامة" المقالة التالية ظهرت في مجلة مسيحية منذ عدة سنوات: لنضحك كلنا معاً: "أتمنى في كل عيد قيامة أن أكون من أعضاء الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، فهم لا يجلسون على سفوح تلال باردة أو في مقابر مظلمة منتظرين شروق الشمس، ولا هم يجلسون يمتصون رطوبة المكان وهم يستمعون إلى خُطبة أو عظة. بل هم يركضون عبر الشوارع صارخين: "المسيح قام"، فيرفع الناس نوافذهم ويفتحون أبوابهم فجأة ليصرخوا هم أيضاً مجيبين: "بالحقيقة قام". بل أكثر من ذلك، إذ تتضمن بعض الخدمات التعبدية في عيد القيامة طقس الضحك: "دعونا الآن نضحك. دعونا نعبد الله بالضحك سوياً". أليس هذا لائق بأعظم يوم في العالم، يوم الكون العظيم، اليوم العظيم لكل الخليقة - المرئية وغير المرئية - بل والسماء أيضاً. أركض، أصرخ، أضحك. بصورة خاصة أضحك. أني أتسائل أي نوع من الضحك يقدمونه المُصلّين كجواب؟ بالتأكيد هو ضحك بهيج جداً، ممزوج أحياناً بالدموع. مثل دموع المرأة التي كتبت منذ شهور قليلة، قبل موتها مباشرة: "السرطان أنتشر في كبدي، وليس هناك أمل كثير. وسوف اتألم لترك عائلتي"، لكن أضحك في صباح عيد القيامة، أضحك لأن المسيح يحيا وكذلك هذه المرأة - حياة أفضل بكثير مما عاشته من قبل. أضحك في عيد القيامة، حيث بداية الربيع الذي يذيب الثلج والجداول المتجمدة بعد فترة شتاء بارد وقارص. أضحك في عيد القيامة، سواء أن كنت من الكنيسة الأرثوكسية أم لا. أضحك والسماء ستضحك معك" المسيح قام، فكيف يمكن أن لا نبتهج؟ فتلميذ المسيح - كما أكد مار إسحق السرياني - الذي يحيا بدون فرح يرتكب خيانة كبيرة، فمعنى ان تكون في المسيح هو أن تثبت في الفرح. يشرح القديس مقاريوس الكبير أن مصدر ذلك الفرح هو "دهن البهجة" أي الروح القدس الذي مسحنا به الله، فيقول: "كما تُشعل الأنوار والمصابيح الكثيرة من نار واحدة، فتضيء وتشتعل هذه الأنوار والمصابيح من طبيعة واحدة، كذلك أيضاً المسيحيون يشتعلون ويضيئون من طبيعة واحدة، هي النار الإلهية، أي ابن الله، ولهم مصابيحهم مشتعلة في قلوبهم، وتضيء قدامه بينما هم يعيشون على الأرض، كما فعل هو. هذا هو ما يعنيه قول المزمور: "مسحك الله إلهك بدهن البهجة" (مز 7:45)". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أفراح القيامة في زمن كورونا |
مع أفراح القيامة |
الفائز فى مسابقة أفراح القيامة لأفضل تصميم بمناسبة عيد القيامة المجيدة |
تصويت مسابقة أفراح القيامة لأفضل تصميم بمناسبة عيد القيامة المجيدة |
أفراح القيامة |