رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الله يعلن عن ذاته و يذكرنا باحساناته :
++++++++++++++ أول كل شئ ، أن الله يكشف لنا ذاته " أنا الرب إلهك " كثيراً ما كان الله يظهر للناس ، و يكشف لهم ذاته . ظهر مثلاً لموسي النبي و قال له : " أنا إله أبيك ، إله إبراهيم ، و إله إسحق ، و إله يعقوب " ( خر 3 : 6 ) . و هنا أيضاً يعلن ذاته للشعب : " أنا الرب إلهك " . و لكن أي شئ في ذاته يعلنه للناس ؟ لم يقل : " أنا الرب إلهك الذي خلق السموات و الأرض ، الذي خلق النور و الإنسان و الحيوان و النبات " و لم يقل : " أنا الرب إلهك غير المحدود و غير المدرك ..." . و إنما قال : " أنا الرب إلهك الذي احسن إليك . و إحسانه قريب ، هل نسيت ؟ أنا الذي أخرجك من بيت العبودية . هل تنسي فضل الله عليك ؟ هل تنسي معونته و مساعداته لك من مدة قريبة ؟ إن الله يذكرنا باحساناته إلينا ، حتي نتذكر محبته لنا و حنوه و عطفه . فنحبه مثلما أحبنا ، و نبادله عاطفة بعاطفة ... إن الله مايزال يهمس في أذن كل واحد منا ، و يقول هذا الكلام عينه : أنا الرب إلهك الذي شفيتك من المرض الفلاني و أقمتك من العملية الفلانية . أنا الرب إلهك الذي كان سبب نجاحك هذا العام . أنا الرب إلهك الذي أنقذك من المشكلة الفلانية ، الذي ستر عليك و غطاك و لم يكشفك . أنا الرب إلهك الذي عما معك ، و عمل ، و عمل ... أتراك تنسي كل هذا و تنساني ؟! إن الله يذكرنا باحساناته ، لأننا فعلاً في كل مرة ننسي . إننا نذكر الله قبل إحسانه إلينا ، عندما نطلب إليه أن يعمل عملاً لأجلنا ، و لكن بعد أن يعمل ننساه . نذكره في الأول . و لكن ليس في الآخر . لذلك هو يقول لكلواحد منا : أنا الرب إلهك ، الذي أخرجك من بيت العبودية . هل نسيت الأوقات التي كنت مذلولاً و مستعبداً و مسبياً ؟ أنسيت كل هذا ؟ ... فمادام الله يذكرنا بهذه الأمور ، ليتنا نذكرها من تلقاء أنفسنا . ما أجمل أن ينحني الواحد منا أمام الله ، يقول له : " أيها الرب الإله . أنت إلهي . أنت عملت معي كذا و كذا ... أنا مديون لك بكل نفس من انفاسي ، أنا مديون لك بحياتي ، مديون لك بوجودي ، ببقائي ، بكل إحساناتك التي لا تحصي " نعم اجلس يا أخي إلي نفسك و تذكر ، و تأمل احسانات الله إليك ، ثم إركع أمامه و نفذ الوصية الأولي . و قل له : أنت هو الرب إلهي ، أنت عملت معي وعملت . أنا يا رب لا أنسي مطلقاً إحساناتك إلي . لأني إن نسيتها ، تفتر محبتي لك ، أما عندما أتذكرها ، فإنني أخجل من خطاياي ومن تقصيري ... حسنة جداً هذه المقدمة التي وضعها الله قبل الكلام عن الوصايا . عجيب هو الرب في كل معاملاته ... إن الله يذكرنا بأعمال محبته ، قبل أن يعطينا الوصايا . حتي إذا أعطانا إياها نتظر إليها كوصايا أب حنون لأولاده الأحباء ، و ليس كأوامر سيد ذي سلطان يفرضها علي عبيده ... لم يطلب إلينا أن نعبده لكي يحسن إلينا ، و إنما لأنه أحسن إلينا من قبل ، و نحن ما نزال في خطايانا . إن كان الأمر هكذا ، فما هي الوصية الأولي إذن ؟ ما وراء عبارة " أنا الرب إلهك " ... إن عبارة " أنا الرب إلهك " تستلزم العبادة ، " لأنه مكتوب : للرب إلهك تسجد ، و إياه وحده تعبد " ( مت 4 : 10 ) . كما قال يشوع " أما أنا و بيتي فنعبد الرب " ( يش 24 : 15 ) . وهذه العبارة تشمل : الصلاة و الذهاب إلي بيت الرب ، و قراءة كتب الله و التأمل فيها ، و الصوم ، و المطانيات ... و الذي يهمل هذه الأمور و ما يشبهها ، تقف أمامه هذه الآية : " أنا الرب إلهك " ، و تبكته . إن للرب حقوقاً عليك ، فهل قمت بها . إ، تأديتك لواجبات العبادة ، ليست هي فرضاً ، تعمله متغضباً ، و إنما هي لفائدتك . و ما أجمل قول القداس الأغريغوري : " و لم تكن أنت محتاجاً إلي عبوديتى ، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك " . و هكذا نجد عنصراً اَخر يدخل في هذه الآية . فما هو ؟ إن عبارة " أنا الرب إلهك " تحمل أيضاً معني " الحب . إن الله لا يدعونا عبيداً بل أحباء ( يو 15 : 15 ) ، لذلك طلب إلينا عندما نصلي أن ندعوه " أبانا " . ونحن نحبه - كإله - لأنه هو أحبنا أولاً ( 1 يو 4 : 19 ) . و هذه المحبة طلبها الله منذ البدء . و هكذا قال موسي النبي : " الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلهك من كل قلبك ، و من كل نفسك ، و من كل قوتك " ( تث 6 : 4 ، 5 ) . إن الله يريد القلب ، يريد الحب ، و ليس مجرد العبادة الخارجية ، لذلك توجه باللوم إلي شعب إسرائيل الخاطئ ، و قال " يقترب إلي هذا الشعب بفمه و يكرمني بشفتيه ، أما قلبه فمبتعد عني بعيداً " ( مت 15 : 8 ، أش 29 : 13 ) . و هكذا حدد الرب عبادته في قوله " يا إبني أعطني قلبك ، و لتلاحظ عيناك طرقي " ( أم 23 : 15 ) . لهذا فإن عبارة " أنا الرب إلهك " تستلزم أيضاً الخضوع و الطاعة ، و تستلزم أيضاً الإيمان بالله و تسليم الحياة له . ويعوزنا الوقت إن تأملنا في كل ما تحمله من معان ... المهم أن ندخل في أعماقها ، و ننفذ مطاليبها ... ثم ننتقل بعد ذلك إلي ما بعدها . فماذا يقول الرب |
|